أعلن البرلمان الليبي التحالف رسميا مع اللواء الليبي السابق خليفة حفتر في خضم صراع لفرض سلطته على أجزاء من البلاد التي يخشى الكثيرون انزلاقها إلى الحرب الأهلية معلنة. ولا تزال الفوضى تعم البلاد الصحراوية المصدرة للنفط بعد ثلاث سنوات على إسقاط معمر ال
أعلن البرلمان الليبي التحالف رسميا مع اللواء الليبي السابق خليفة حفتر في خضم صراع لفرض سلطته على أجزاء من البلاد التي يخشى الكثيرون انزلاقها إلى الحرب الأهلية معلنة.
ولا تزال الفوضى تعم البلاد الصحراوية المصدرة للنفط بعد ثلاث سنوات على إسقاط معمر القذافي مع نشوب معارك بين الاسلاميين وغيرهم من المجموعات المقاتلة للسيطرة على الاراضي وبسط النفوذ. وتراجعت قوة القوات النظامية إلى ما يقارب العجز.
واستولت إحدى الكتائب الليبية المسلحة على طرابلس وانشأت برلمانها وحكومتها في العاصمة وأجبرت الحكومة المعترف بها دوليا على اللجوء إلى شرق البلاد.
وخليفة حفتر لواء سابق في عهد القذافي وأحد عشرات قادة القوات غير النظامية التي تخوض معارك ضد بعضها في البلاد.
وفي الأسبوع الماضي شنت قوات حفتر عملية جديدة على الكتائب الإسلامية في مدينة بنغازي في شرق البلاد.
وتبنى مجلس النواب الليبي الذي انتقل إلى طبرق في أقصى شرق البلاد عملية الكرامة العسكرية ضد الإسلاميين. وهو ما منحه دورا رسميا.
وقال الناطق باسم البرلمان فرج الهاشم الأحد إن عملية الكرامة يشارك فيها ضباط وجنود من الجيش الليبي مشيرا إلى أن عملية الكرامة هي عملية للجيش الليبي.
وتتناقض هذه الخطوة مع دعوات البرلمان لجميع الميليشيات لإلقاء سلاحها للمساعدة على استعادة النظام في البلاد واعادة بناء الدولة.
ويبدو أن القرار الرسمي بتبني حفتر ربما يفاقم الصراع بين البرلمان المتحالف مع حكومة عبد الله الثني المعترف بهما دوليا والحكام الجدد للعاصمة طرالس.
وبعد خمسة أيام على بدء عملية الجيش الليبي الرامية إلى استعادة السيطرة على بنغازي، كشفت مجريات المعارك أن شباب المدينة يساهمون في طرد الميليشيات المتشددة عبر المشاركة في القتال و"تطهير المناطق".
وبات الشباب يلعبون في هذه المعركة دور "رأس الحربة" على حد قول النائب طارق الجروشي، الذي أكد في الوقت نفسه أن القوات الحكومية مدعومة من المتطوعين باتت تسيطر على 65 بالمئة من بنغازي.
وكان الجيش الليبي أطلق في 14 أكتوبر الجاري عملية "تحرير المدينة" من الميليشيات التي صنفها البرلمان إرهابية، وذلك بالتوازي مع بدء حراك شعبي في بنغازي ضد الممارسات "الإرهابية" لهذه المجموعات.
وقال الجروشي في اتصال هاتفي مع "سكاي نيوز عربية" الاثنين، إن قائد "عملية الكرامة"، اللواء خليفة حفتر، أقدم بالتنسيق مع رئيس أركان الجيش، عبد الرازق الناظوري، على تقسيم بنغازي إلى عدة "مربعات".
وأوضح أن تقسيم مناطق بنغازي، يرمي إلى مساعدة "القوات الشرعية" في دحر المسلحين بالتنسيق مع أهالي المدينة، حيث يترأس كل مربع مندوب يتولى مهمة التواصل مع الجيش من خلال غرفتي عمليات الرجمة وبنينا.
كما يعمد المتطوعون إلى حماية مناطقهم من مسلحي الميليشيات الفارين من القتال مع الجيش على المحاور الأخرى، حيث يشتبكون مع تلك المجموعات بهدف تكبيدها مزيدا من الخسائر ومنعها من التسلل إلى مناطقهم.
وبموازاة ذلك، يتولى المتطوعون من سكان بنغازي مهمة تطهير المناطق من "فلول الميليشيات الإرهابية"، ولاسيما في الأحياء المكتظة بالسكان التي يتحاشى الجيش اقتحامها تحسبا من سقوط ضحايا من المدنيين، وفقا للجروشي.
وأكد الجروشي أن شباب بنغازي أقدموا خلال الأيام الخمسة الماضية على شن عمليات نوعية ضد "الإرهابيين" وأجبروهم على الانسحاب من معظم مناطق المدينة، وذلك تحت غطاء جوي لقوات الجو في الجيش.
وكشف أن جنود "الكتيبة 204" والكتيبة "21 صاعقة" و"الكتيبة 32" نجحوا من خلال التنسيق مع "شباب بنغازي" في تحقيق مكاسب ميدانية، أجبرت "الميليشيات الإرهابية" على الانسحاب من عدة محاور.
وحسب الجروشي، فإن الجيش وبالتنسيق مع المتطوعين يحاول في الوقت الراهن التقدم على 8 محاور من سيدي منصور إلى قار يونس، في محاولة للالتفاف على الميليشيات المسلحة التي ماتزال تسيطر على منطقة الليثي.
وأكدت هذه المعلومات مصادر صحفية في بنغازي، التي أشارت إلى أن معظم سكان بنغازي يؤازرون الجيش في عملياته ويقدمون على "تضييق الخناق" على الميليشيات تمهيدا للقضاء عليها و"تحرير" مدينتهم من "الإرهاب"
ويعمل الجيش على طرد المسلحين من بعض "الجيوب" في بنغازي، حسب المسماري الذي استطرد قائلا إن القوات الليبية تتفادى اقتحام أحياء ذات كثافة سكانية عالية حرصا على أرواح المدنيين.
وكشف أن المجموعات المتشددة عمدت بعض أن أدركت حتمية هزيمتها إلى اللجوء "إلى الحرب القذرة"، وذلك باستهداف بعض المواقع عبر هجمات انتحارية وتفجير سيارات مفخخة.
ومن بين تلك العمليات وفقا للمتحدث باسم الجيش، استهداف منزل قائد "عملية الكرامة"، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في بنغازي، في هجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا كون البيت كان خاليا.
من جانبها دعت غرفة عمليات «ثوار ليبيا»، الاثنين، جميع القوات والكتائب المسلحة التابعة لها، التواصل مع أمراء وحداتهم بصورة عاجلة، لمواجهة من سمتهم التابعين لقوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر.
وقالت الغرفة، في بيان: «قوات درع ليبيا تدعو منتسبيها في المنطقة الشرقية، وجميع ثوار الكتائب المقاتلة للمرابطة ورفع درجة التأهب والتواصل مع أمراء وحداتهم بصورة عاجلة».