في عصر الإنترنت، بات قراصنة المعلوماتية يشكّلون "قبيلة"، لديهم ألقابهم الغريبة ويلتزمون بقواعد وأدبيات محدّدة، ولكنهم ليسوا متشابهين حتماً. وقالت نيكو سيل المنظمة لمؤتمر "ديف كون"، أكبر مؤتمر لقراصنة المعلوماتية الذي ستقام دورته الثالثة والعشرون العا
في عصر الإنترنت، بات قراصنة المعلوماتية يشكّلون "قبيلة"، لديهم ألقابهم الغريبة ويلتزمون بقواعد وأدبيات محدّدة، ولكنهم ليسوا متشابهين حتماً. وقالت نيكو سيل المنظمة لمؤتمر "ديف كون"، أكبر مؤتمر لقراصنة المعلوماتية الذي ستقام دورته الثالثة والعشرون العام المقبل في لاس فيغاس، إنّ "الناس يظنون أن القراصنة هم أشخاص على هامش المجتمع، وهذا ليس صحيحاً بتاتاً"، مضيفةً أنّ "القراصنة لا يمثلون دوماً للقواعد، لكنّ هذا لا يعني أنهم لا يتمتعون بأخلاقيات".
وتنقسم مجموعات قراصنة المعلوماتية إلى فئتين هما "القبعات البيضاء" التي تشمل القراصنة الذين يستخدمون مواهبهم بنوايا حسنة، وفئة "القبعات السوداء" التي تضم القراصنة الذين يقومون بسرقة المحتويات وقرصنتها.
وقالت المتخصصة في دراسة ظاهرة القراصنة المعلوماتية في جامعة "ماكغيل" في مونتريال غابرييلا كولمان، إنّ "القراصنة يتبادلون خبراتهم ويستعرضون إنجازاتهم في منتديات أو منصات دردشة". وتضم هذه الجماعات أفراداً من جميع الأطياف، يأتون في مسارات وأصول اجتماعية وإثنية مختلفة، ولا يسعى أي منهم إلى الشهرة".
وباتت مجموعة "أنونيمس" المعروفة بالأقنعة البيضاء المأخوذة عن قصة "في فور فانديتا"، بمثابة جماعة تكتسي طابعاً سياسياً مع أهداف جد واسعة النطاق مثل مكافحة الرقابة والفساد واحترام الحياة الخاصّة. وأوضحت كولمان "كانت أنونيمس معروفة سابقاً بزرع الفوضى، أمّا الآن فباتت مشهورة أكثر بدفاعها عن قضايا معينة".
ويعمل القراصنة عادة في مجموعات تحمل ألقاباً مثل "نينجا"، وهم يقومون بأعمال متنوعة مثل استحداث ألعاب، وقرصنة حسابات تابعة لشركات كبيرة، وذلك للفت الانتباه إلى الثغرات في نظامها المعلوماتي في بعض الأحيان. ويمتثل القراصنة المجتمعون في "ديف كون"، لمبدأ يقضي بـ"عدم إلحاق أضرار من دون سبب وجيه". وهم يعطون مُهلاً لمصنعي البرمجيات لسد الثغرات المعلوماتية قبل تعميمها، وذلك تماشياً لسلوك "القبعات البيضاء".