بغداد/ المدى على وفق اخر تعداد للسكان في العراق والذي اجري في عام1997 شكلت نسبة الإناث من مجمل السكان مايزيد على(65%)، وعد الباحثون هذا الرقم دلالة واضحة على اختلال التوازن في النسب بين عدد الذكور والإناث الأمر الذي سيخلف تبعات مختلفة ومنها التبعات الاجتماعية التي تقتضي معالجات خاصة.
ويمكن لنا التكهن بان النسبة تلك قد زادت بشكل ملحوظ نظرا لما مرت به البلاد من كوارث منذ ذلك التاريخ وحتى الساعة، حيث ترك الحصار فعله المدمر على مصائر الكثير من الشباب الذكور الذين اضطروا طلبا للرزق او لأسباب أخرى إلى ان يتركوا البلاد، كما ظلت سياسات النظام المباد تمارس ضغوطها المعيشية والنفسية كل تلك السنوات، وصولا الى لحظة حدوث الانعطافة التاريخية بزوال الدكتاتورية. واليوم تواجه الكثير من النساء خطر العنوسة الذي راح يدفع بهن إلى معاناة مواجهة اوجه الحياة المختلفة عزلاوات الا من الامل بالغد لعلهن ينلن النصيب المرتقب. تقول المواطنة (شمس علوان حسن) 40 سنة من بغداد الجديدة: ان الكثير من النساء يبقين دون زواج بسبب تاجيل ذلك، ورفض الخاطبين على اساس اكمال الدراسة وطلب التعيين حتى يكبرن وحينئذ لايتقدم لهن الا كبار السن او الرجال الارامل. وايضا هناك بعض الاباء والامهات يتحملون هذه المسؤولية حيث يرفضون الكثير من الشباب الفقراء، او لوجود اسباب صغيرة وتافهة الامر الذي يؤجل زواج المرأة حتى تصبح عانساً.. المواطن منذر عبد الحسين 45 سنة من العبيدي يرى ان الظروف الاقتصادية والحروب والمشاكل التي مر بها البلد لها الاثر في زيادة عدد النساء غير المتزوجات او كما يسمين بالعوانس. فالشباب احجموا عن الزواج بسبب هذه الظروف وصعوبة مواجهة الحياة وغلاء المعيشة في حين ان بعض العوائل الفقيرة تحرص على توفير لقمة العيش قبل ان تفكر في زواج أبنائها.. كما بينت الست خولة ساهر علي/ 50 سنة/ باحثة اجتماعية/ تسكن منطقة الكرادة داخل اسباب تفاقم هذه الظاهرة التي عزتها الى ازدياد عدد النساء بالنسبة لعدد الرجال كما ان الكثير من الشباب هاجروا الى بلدان أخرى. وهنا يحتاج الأمر الى تدخل الدولة من خلال دعم الشباب وتفعيل السلف والقروض وبناء المجمعات السكنية والقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل للشباب. وهذه الظاهرة قد تؤدي الى اصابة النساء غير المتزوجات بمشاكل نفسية كبيرة وهموم يصعب حلها لأنها ستصيبهن بالخيبة والألم. فيما ناشد المواطن اسماعيل خليل داود/ 40 سنة/ موظف في وزارة الري/ الاباء بعدم المغالاة في مبالغ المهور وعدم ارهاق كاهل الخاطبين لانهم سيحرمون بناتهم من اكمال مشوار الحياة، والخطيب الذي ياتي اليوم ربما لاياتي غدا.. كما ينبغي على النساء ان يكن اكثر واقعية واكثر تدبيراً وعدم الزيادة في الطلبات لان الحياة تعاون وتحتاج الى الاقتصاد والتدبير. اما الاعلامي علي الصوفي/ 50 سنة/ محرر/ فقد قال: على وسائل الأعلام ان تلعب دورا اكبر في التوعية والتوجيه وخصوصا للآباء والأمهات كما على الدولة ومؤسسات المجتمع المدني ان تدعم الخاطبين وتشجع على الزواج، واقترح ان يتم منح مكافاة مادية رمزية للمتزوجين الجدد فنحن نحتاج في بلدنا الى مثل هذا الدعم الذي سيزيد من عدد افراد الشعب الذي مهما زاد فهو يستطيع العيش بيسر مع كثرة خيرات بلدنا الحبيب العراق.
العنوسة.. مشكلة اجتماعية بحاجة الى انتباه
نشر في: 9 ديسمبر, 2009: 05:01 م