صدر عن المدى حديثاً كتاب جديد لـ(البرتو مانغويل) بعنوان "فن القراءة" بترجمة عباس المفرجي، يقول مانغويل عن هذا الكتاب: موضوع هذا الكتاب، كما هي مواضيع كل كتبي تقريبا، هو القراءة، ذلك النشاط الإبداعي الذي يجعلنا من كل الأوجه إنسانيين. أعتقد أننا في الج
صدر عن المدى حديثاً كتاب جديد لـ(البرتو مانغويل) بعنوان "فن القراءة" بترجمة عباس المفرجي، يقول مانغويل عن هذا الكتاب: موضوع هذا الكتاب، كما هي مواضيع كل كتبي تقريبا، هو القراءة، ذلك النشاط الإبداعي الذي يجعلنا من كل الأوجه إنسانيين. أعتقد أننا في الجوهر حيوانات قارئة وان فن القراءة، في المعنى الأوسع للكلمة، يميِّز جنسنا. نحن ننشأ مصممين على العثور على قصة في كل شيء: في المناظر الطبيعية، في السماوات، في وجوه الآخرين، و، بالطبع، في الصور والكلمات التي يخلقها جنسنا. نحن نقرأ حياتنا الخاصة وحياة الآخرين، نقرأ المجتمعات التي نعيش فيها وتلك الواقعة وراء الحدود، نقرأ الصور والأبنية، نقرأ ما يكمن بين غلافي كتاب.
هذه الأخيرة هي بشكل خاص جوهرية. بالنسبة لي، الكلمات التي على الصفحة تضفي على العالم ترابطا منطقيا. حين أبتلي سكان ماكوندو بمرض شبيه بفقدان الذاكرة، أصابهم ذات يوم أثناء عزلتهم التي دامت مئة عام، أدركوا ان معرفتهم عن العالم كانت تختفي بوتيرة متسارعة وانهم قد ينسون ما تعنيه بقرة، أو شجرة أو بيت. الكلمات فقط، كما إكتشفوا هم، يمكن أن تكون هي الترياق. كي يتذكروا ما كان عالمهم يعني لهم، كتبوا بطاقات وعلقوها على البهائم والأشياء: ’’ هذه شجرة ‘‘، ’’ هذا بيت ‘‘، ’’ هذه بقرة، "ومنها تحصل على الحليب، الذي يُمزَج مع القهوة فيعطيك كافيه كون ليش". تنبئنا الكلمات بما نعتقد نحن، كمجتمع، أن يكون عليه العالم.