اكرام زين العابدينانطلقت يوم أمس فعاليات ملتقى الرياضيين العراقيين المغتربين بمشاركة عدد كبير من نجوم الرياضة العراقية بعد ان تم توجيه الدعوة لهم من اجل المساهمة في بناء رياضة العراق من خلال الخبرة التي يمتلكونها. مبادرة عقد المؤتمر جيدة جدا من حيث اللقاء التاريخي بين أبناء العراق المغتربين من الرياضيين الذين غادروا العراق خلال السنوات الماضية
لمختلف الأسباب وبين إخوانهم أبناء العراق الذين عاشوا أصعب الظروف الصعبة منذ أكثر من عقد ويستفيدون من خبرة المغتربين في أعمال الملتقى الرياضي الذي يهدف الى إيجاد السبل الحقيقية للنهوض بواقع رياضتنا التي عانت خلال السنوات الأخيرة قلة الاهتمام ببناء البنى التحتية من ملاعب وقاعات رياضية. بالتأكيد ان الأفكار والخبرة التي يمتلكها اغلب الحاضرين للمؤتمر جيدة وستساهم في تطوير الرياضة اذا وظفت بالطريق الصحيح ووفق منهج علمي صحيح. ولكن الشيء اللافت للنظر ان أسلوب دعوة المشاركين للمؤتمر لم يراع خبرة من يتواجد في المؤتمر ومنهم من ساهم في تقديم صورة سلبية عن الرياضة ولم تكن له بصمات في رياضة الخارج، بل انه لم يعمل في المجال الرياضي والفائدة الوحيدة التي سنجنيها من حضور أمثال هؤلاء هي إنسانية بالدرجة الأولى. ان المتابعين أعمال الملتقى لا يعرفون ما منهاج الملتقى، وما الدراسات والبحوث وأوراق العمل التي ستقدم فيه ولا يعرفون أيضا ما ورشات العمل التي ستعقد والتي تصاحب أعمال الملتقى خاصة اذا عرفنا ان اغلب المدعوين يريدون الحصول على فرصة للحديث عن تجاربهم وأفكارهم التي سيعرضونها على المشاركين في الملتقى والمساهمة أيضا في كتابة التوصيات النهائية التي ستعلن في نهاية أعمال الملتقى. ان الهدف الرئيس من إقامة الملتقى هي الإفادة من هذه الكفاءات العراقية وتشجيعهم للعودة والعمل في بناء رياضة العراق، ولكننا للأسف لا نعرف الأسلوب الحقيقي لتشجيع هؤلاء للعودة والعمل هنا في ظل الظروف الصعبة، خاصة ان التجربة السابقة التي أطلقتها وزارة التعليم العالي في تشجيع الأكاديميين الى العودة للعمل في الجامعات العراقية اصطدمت بالروتين الممل الذي تعمل به وزارة المالية من خلال رفضها تخصيص درجات وظيفية لمثل هؤلاء الذين يرغبون بخدمة العراق وتطوير الجامعات العراقية. ويجب على الجميع ان يستغلوا الأجواء المثالية الايجابية التي يعيشها الرياضيون في الملتقى من خلال إيجاد حلول سريعة لكرتنا التي أعطيت مهلة أخيرة تنتهي بداية الشهر المقبل، وعلينا ان نعطي دروسا حقيقية بأننا شعب يحب الحياة ويحب الرياضة ولا يفرّط في حقه بالتواجد في المحافل الدولية وانه قادر على تجاوز خلافاته الداخلية من خلال الحوار وليس غيره، وان أسلوب اتخاذ القرارات المستعجلة يجب ان ينتهي لأننا نعترف بالديمقراطية وصناديق الاقتراع التي لها القول الفصل في حياتنا الجديدة وليس بإقصاء الآخر مهما كانت أخطاؤه. العراق كان وما يزال منجما للكفاءات في مختلف ضروب الرياضة ويعمل بعضها بصمت من دون ضجيج إعلامي ولم تسنح الفرصة لبعضهم لخدمة رياضة العراق لعدة الأسباب ونتمنى ان يتم عقد أكثر من لقاء مع إخوانهم المغتربين وصولا الى أهداف تخدم رياضتنا لاسيما ان هدف الجميع خدمة العراق ورياضته في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها البلد.
أين ورش ملتقى المغتربين؟
نشر في: 9 ديسمبر, 2009: 05:25 م