منصب نائب رئيس الجمهورية في الدولة العراقية يوصف عادة بان من يتولاه "لا يحل ولا يربط " فرضته التوافقات السياسية وفي بعض الأحيان الخدمة الجهادية ومنح "الرموز الوطنية" مناصب لغرض الترضية ، لتعزيز دورهم في بناء الديمقراطية ، وعلى قاعدة المثلث الشيعي السني الكردي ،النظام البرلماني منح رئيس مجلس الوزراء العديد من الصلاحيات ، اما أصحاب الفخامة نواب الرئيس فدورهم يقتصر على استقبال الضيوف ، والمشاركة في مؤتمرات دولية ، تتعلق بمكافحة مرض جنون البقر وأنفلونزا الخنازير والعصافير.
فضائية وتخضع لإشراف مباشر من احد نواب رئيس الجمهورية تحرص وتصر وتتمسك بلقب صاحب الفخامة ، تغطي نشاطاته اليومية وتنقل تصريحاته بأخبار عاجلة ، وتعقد الندوات وتجري اللقاءات لتحليل خطاباته ، وتحذيراته من تدهور الأوضاع الأمنية ، وسيطرة الجماعات الإرهابية على العديد من المدن العراقية ، في زمنه كان صاحب القرار الأول والأخير في تحريك القطعات ،وتنفيذ عمليات استباقية تستهدف من تسول له نفسه النيل من وحدة وسيادة العراق ، وعلى هذا المستوى المرتفع والإيقاع الصاخب من "الملخيات " تحاول الفضائية ان تجعل من صاحب الفخامة "محصن بالله ومحروس" عبارة عبوسي الموجهة الى أستاذه الحاج راضي ، كررها دفان المصالحة في معرض دفاعه عن القائد التاريخي زعيم حزبه وقال ان الأمين العام لا يقل شأنا عن كلكامش، لكن بعض ناكري الجميل دبروا امرا بليل ، فجاءت النتائج بشكلها الحالي ، فاصبح كلكامش العصر في الهامش .
قياديون في حزب صاحب الفخامة، ونواب في ائتلافه انحسر ظهورهم هذه الأيام في الفضائيات ، وكان احدهم يعد نجما تلفزيونيا لإطلالته اليومية عبر شاشات الفضائيات العراقية والعربية ، لاعتقادهم بان المرحلة السابقة حملت كل مظاهر "صخام الوجه " وخاصة في ما يتعلق بالملف الأمني ، وتنامي نشاط تنظيم داعش وفرض سيطرته على كبرى المدن العراقية.
صاحب الفخامة وبحسب استشراف مختصين وخبراء أجانب يستحق الإحالة الى القضاء ،مع دفان المصالحة وقادة عسكريين ، فضلوا الاقامة بعد الهزيمة في العاصمة الأردنية عمان ، احدهم اطلق ذقنه ، وتفرغ للعبادة والثاني ابدى استعداده ليكون خبيرا عسكريا لفضائية عربية مقابل مبلغ ضخم ، وثالث فضل العزلة ، وربما سيتفرغ لتأليف كراس تعليم الجنود المستجدين استخدام البندقية كلاشينكوف وأساليب خوض المعارك بالسلاح الأبيض .
بعد نكبة الموصل ومجزرة سبايكر ، اعلن تشكيل لجان تحقيقية لمحاسبة المقصرين ، وإحالتهم للقضاء ،بغض النظر عن مناصبهم ومواقعهم ، وقوبل الموقف بتأييد شعبي واسع خاصة من ذوي الضحايا ، ومنهم من لوح باستخدام العشيرة في الحصول على حقه ، نتائج التحقيق لم تظهر حتى الآن ويبدو ان هناك جهات كانت متنفذة تحاول تسويف القضية ، من خلال تقديم الأموال ، مقابل التخلي عن المطالبة بمعرفة مصير الأبناء المفقودين ،من المتوقع ان ينضم صاحب الفخامة الى منتدى المخلوعين ووقتذاك لم تنفعه فضائيته ودفان مصالحته ، وسندات تمليك الأراضي السكنية .
فخامة المخلوع
[post-views]
نشر في: 21 أكتوبر, 2014: 09:01 م