TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فخامة المخلوع

فخامة المخلوع

نشر في: 21 أكتوبر, 2014: 09:01 م

منصب نائب رئيس الجمهورية في الدولة العراقية يوصف عادة بان من يتولاه "لا يحل ولا يربط " فرضته التوافقات السياسية وفي بعض الأحيان الخدمة الجهادية ومنح "الرموز الوطنية" مناصب لغرض الترضية ، لتعزيز دورهم في بناء الديمقراطية ، وعلى قاعدة المثلث الشيعي السني الكردي ،النظام البرلماني منح رئيس مجلس الوزراء العديد من الصلاحيات ، اما أصحاب الفخامة نواب الرئيس فدورهم يقتصر على استقبال الضيوف ، والمشاركة في مؤتمرات دولية ، تتعلق بمكافحة مرض جنون البقر وأنفلونزا الخنازير والعصافير.
فضائية وتخضع لإشراف مباشر من احد نواب رئيس الجمهورية تحرص وتصر وتتمسك بلقب صاحب الفخامة ، تغطي نشاطاته اليومية وتنقل تصريحاته بأخبار عاجلة ، وتعقد الندوات وتجري اللقاءات لتحليل خطاباته ، وتحذيراته من تدهور الأوضاع الأمنية ، وسيطرة الجماعات الإرهابية على العديد من المدن العراقية ، في زمنه كان صاحب القرار الأول والأخير في تحريك القطعات ،وتنفيذ عمليات استباقية تستهدف من تسول له نفسه النيل من وحدة وسيادة العراق ، وعلى هذا المستوى المرتفع والإيقاع الصاخب من "الملخيات " تحاول الفضائية ان تجعل من صاحب الفخامة "محصن بالله ومحروس" عبارة عبوسي الموجهة الى أستاذه الحاج راضي ، كررها دفان المصالحة في معرض دفاعه عن القائد التاريخي زعيم حزبه وقال ان الأمين العام لا يقل شأنا عن كلكامش، لكن بعض ناكري الجميل دبروا امرا بليل ، فجاءت النتائج بشكلها الحالي ، فاصبح كلكامش العصر في الهامش .
قياديون في حزب صاحب الفخامة، ونواب في ائتلافه انحسر ظهورهم هذه الأيام في الفضائيات ، وكان احدهم يعد نجما تلفزيونيا لإطلالته اليومية عبر شاشات الفضائيات العراقية والعربية ، لاعتقادهم بان المرحلة السابقة حملت كل مظاهر "صخام الوجه " وخاصة في ما يتعلق بالملف الأمني ، وتنامي نشاط تنظيم داعش وفرض سيطرته على كبرى المدن العراقية.
صاحب الفخامة وبحسب استشراف مختصين وخبراء أجانب يستحق الإحالة الى القضاء ،مع دفان المصالحة وقادة عسكريين ، فضلوا الاقامة بعد الهزيمة في العاصمة الأردنية عمان ، احدهم اطلق ذقنه ، وتفرغ للعبادة والثاني ابدى استعداده ليكون خبيرا عسكريا لفضائية عربية مقابل مبلغ ضخم ، وثالث فضل العزلة ، وربما سيتفرغ لتأليف كراس تعليم الجنود المستجدين استخدام البندقية كلاشينكوف وأساليب خوض المعارك بالسلاح الأبيض .
بعد نكبة الموصل ومجزرة سبايكر ، اعلن تشكيل لجان تحقيقية لمحاسبة المقصرين ، وإحالتهم للقضاء ،بغض النظر عن مناصبهم ومواقعهم ، وقوبل الموقف بتأييد شعبي واسع خاصة من ذوي الضحايا ، ومنهم من لوح باستخدام العشيرة في الحصول على حقه ، نتائج التحقيق لم تظهر حتى الآن ويبدو ان هناك جهات كانت متنفذة تحاول تسويف القضية ، من خلال تقديم الأموال ، مقابل التخلي عن المطالبة بمعرفة مصير الأبناء المفقودين ،من المتوقع ان ينضم صاحب الفخامة الى منتدى المخلوعين ووقتذاك لم تنفعه فضائيته ودفان مصالحته ، وسندات تمليك الأراضي السكنية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram