TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ماذا لو ثلـَّث المالكي؟

ماذا لو ثلـَّث المالكي؟

نشر في: 22 أكتوبر, 2014: 09:01 م

بفم متيبس، وروح متخشبة، استيقظت منهكاً هذا الصباح بعد حلم كابوسي طويل. أشد الكوابيس ازعاجاً هو الذي تتخلص منه بالاستيقاظ لكنه يعود حين تعود للنوم، لزكة! 
حلمت أني كنت امام شاشة عريضة طويلة فيها خبر عاجل يقول: المالكي يفوز بالولاية الثالثة، كل الذي فعلته اني تسمرت في مكاني، كل شيء تجمد: الريموت، الرسيفر، قدماي،رقبتي وعيناي. صحت طالبا للنجدة فتحشرج صوتي واستيقظت، حمدت الله وشربت كلاصين مي. بطلعان الروح نجحت في استجلاب النوم مرة أخرى. ربما هي دقيقة او أقل حتى وجدت نفسي في المكان ذاته والحالة ذاتها عدا أن أحد مستشاري المالكي ظهر على الشاشة وصار يغمز لي بطرف عينه شامتاً. استجمعت قواي لأنهض كي اقطع كهرباء التلفزيون من السويج لكن ركبتيّ خانتاني فسقطت واستيقظت مرة أخرى. قررت ان لا أنام واكتفيت بالتمدد على السرير وكتابي بيدي، لكن بعد ساعتين تقريبا غلبني النعاس واختطفني النوم رغماً عني والفلم نفسه. هنا قررت ان لا انام ولا اتمدد وسأظل في الصالة او حتى اقف على حيلي للصبح إن تطلب الأمر. يا لها من كآبة جعلتني أقضي ليلتي صفنة إثر صفنة وحسبة بعد حسبة، تحوَّل رأسي الى ماكنة لتفريخ الأسئلة:
ماذا لو اكتفى المالكي بالولاية الأولى وودعنا بالثانية؟ هل كان هؤلاء الدواعش لهم وجود على ارض العراق؟
وماذا لو ان خطة سحب الثقة عنه نجحت؟ هل سيصبح عدد محافظات العراق واقعيا 14 بدل من 18 كما هي حاله اليوم؟
وهل كنا سنرى هولوكوست بشع مثل الذي حدث في سبايكر؟ وهل سيكون قلب بغداد مرتجفاً كما يرتجف في هذه اللحظات مترقبا هجوم الوحوش؟
ثم هز لساني الذعر حين سألت نفسي: وماذا لو ان المالكي نجح وثلـَّث كما في حلمي الأسود؟ 
صاح بي عقلي: هاي شجاك؟ مو خلصنه يمعود وكلشي انتهى.
فعلا شجاني، انه مجرد كابوس أتى ثم ولـَّى. 
شكراً للمرجعية العليا التي قالت ليرحل ورحل، شكرا لشجاعة الرئيس فؤاد معصوم الذي كلف العبادي برغم التحديات والتهديدات بالقضاء. وشكر للعبادي الذي قَبِل التكليف ليقود بلداً كان عند آخر محطة للرحيل صوب الضياع، وشكرا لكم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. حازم فهمي مدلول

    عزيزي هاشم ،أعتقد المالكي خرج من اللعبة ،ولا حاجة أن تحلم بهذه الكوابيس ،شوف علاوي الي يظهر على قناة التغيير وات تعلم ما هي هذه القناة .

  2. ابو سدير

    الأستاذ هاشم المحترم لقد خلصنا من فترة المالكي المظلمة وإلى غير رجعة انشاء الله وبداية الدكتور حيدر العبادي تبشر بخير لكن يجب أن يتخذ قرارات صعبة منها محاربة رؤوس الفساد والقتلة والمالكي أولهم وإحالته إلى المحاكم لأنه سلم الموصل الى الدواعش من أجل إسقاط ع

  3. حازم القيسي

    الأستاذ الفاضل هاشم العقابي المحترم تحية طيبة أنا أحترم كل الأقلام الشريفة وفي مقدمتهم قلمك أنت الأنسان الوطني الشريق وأود أن أعلم سيادتكم أني لم ولن أستطيع أن أقرأ أي مقال أو خبر قبل ماتكتبون في كل يوم في جريدة المدى الموقرة. المطلوب منكم في هذه المرحلة

  4. ALI

    ارى ان الكاتب ومن خلال قرائتي لمقالاته بعيد عن التجرد والحياديه والمعروف بان الصحفي او الناقد لابد ان يتقصى الحقائق بالادله الدامغه وليس قارئ للافكار او المستقبل..فهو يتعامل مع كل ما يطرح في مقالاته للعاطفه اتجاه هذا الشخص او ذاك رغم كل كلامه موجه الى جهه

  5. ابو اثير

    كلمة أود أن أقولها للعراقيين الشرفاء من أبناء شعبي وهي هل نكتفي برأي المرجعية بعدم تجديد الولاية الثالثة للمالكي فقط وبأبعاده عن رئاسة الوزراء وتسليمه منصب آخر سيادي ومعنوي ووجاهي ألا وهو منصب نائب رئيس الجمهورية من دون مسائلته ومحاسبته عما حصل للعراقيين

  6. سيد قاسم الطويل

    شكرك لك استاد هاشم وانا من قرائك الدائمين ولكن هنالك اشارة من اجل ان نكون منصفين في ذكر الاحداث انا اعاضدك الراي في الذين شكرتهم لزوال المالكي ولكنك نسيت او تناسيت وانا استبعد( الثانية عنك ) ان السيد مقتدى الصدر اول من طالب بسحب الثقة واول من قال ان الدكت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram