في مجتمعنا فان الزواج يعني السعادة، وربما جاء هذا التخيل فقط من كون المرأة بعد الزواج لن تصبح كائنا اسطوريا قد نزل من الفضاء، تائها يبحث عن رفيق، بل ستصبح كائنا بشريا يستطيع العيش بسلام والتأقلم حسب تعريف المجتمع ولن يتم النظر اليها على انها كائن مخت
في مجتمعنا فان الزواج يعني السعادة، وربما جاء هذا التخيل فقط من كون المرأة بعد الزواج لن تصبح كائنا اسطوريا قد نزل من الفضاء، تائها يبحث عن رفيق، بل ستصبح كائنا بشريا يستطيع العيش بسلام والتأقلم حسب تعريف المجتمع ولن يتم النظر اليها على انها كائن مختلف وغريب وناقص وغير مكتمل ويشكو من علة او عاهة ما، وربما كانت الأفلام الكارتونية كسندريلا والأميرة والأقزام السبعة أو قطر الندى التي تنتهي كلها نهايات سعيدة، نهايات لن تكون سعيدة بدون وجود الامير الرجل حتى لو كان ضفدعا تضطر الاميرة لتقبيله لتجعل منه أميراً لها، هي كذلك من ربطت شعور السعادة التي لا تتحقق إلا بعد أن يأخذ الامير الاميرة على صهوة جواده بعيدا عن عائلتها حيث يعيشان بسعادة أبدية مطلقة! فتحققت بذلك النظرة الى المرأة المتزوجة انها وبلا شك إنسانة سعيدة؟ ربما كان هذا هو شعور كل النساء في كل انحاء العالم الا ان في العراق فان كل شيء مختلف طبعا, فالحروب أخذت الكثير من ابناء العراق والبقيه اثرت الهجرة لتنجو بنفسها من حروب الابادة الجماعية ظروف وعوامل كثيره جعلت عدد النساء يفوق عدد الرجال. وفي وسط نظرة مجتمع كمجتمعنا فان المشكلة ليست في ذلك كله، المشكلة هي أن سائق الكيا وخريج الدراسة الابتدائية بل وحتى عامل النظافة اصبح يرى نفسه اميرا وسلطانا من حقه ان يتزوج ويطلق اجمل واشرف واكثر النساء ثقافة ودينا بل وأعلاهن شهادة وأدباً. وهو شعور وحق لم يتمتع به حتى الضفدع الذي قبلته الاميرة والذي كان ممتنا شاكرا مقدرا لكل ما فعلته لأجله!.