سياط الأخبار — المقروءة والمرئية والمسموعة— لاهبة ، تجلدنا دون رحمة ليل نهار ، على مدار الساعة . ما من مهرب منها ، ولا نجاة .
خبر هنا ، ينفيه خبر هناك . معلومة اليوم تناقض معلومة الامس وتعارض معلومة الغد . تصريح سياسي ضد تصريح اقتصادي ضد واقع اجتماعي ضد منجز خدمي.
المواطن في عموم المنطقة - والعراقي الملقى في اتون اللهب - ليس مستثنى من شروط اللعبة . حائر بين ما يرى ، وما يسمع ، وما يلمس .
المواطن المستقل ، —المتحرر من الآيديولوجيات المحنطة ، غير المرهون لرؤى معلبة ، غير المنقاد - كالأعمى- لكيانات متشظية ، غير ، وغير، وغير . المواطن الحقيقي ، التواق لملاذ آمن ، المتلهف لفرصة عمل تقيه العوز وذل الإستجداء ، المتطلع للأحسن والأفضل ، — حائر، ملتاع ، ملتبس الرؤية ، متآرجح بين الشك المطبق واليقين المطلق ، ضائع بين الحقائق المستورة والأباطيل المعلنة .
بموجب قرار - قانون - إطلاق حرية المعلومات !!- تنشر ( نيويورك تايمز ) ما يعن لها ان تنشر ، تذكر (الهيرالد تربيون ) ما يشاء لها ان تذكر . تومئ الواشنطون بوست ما يتاح لها ان تؤشر:
طاقم بوش - الآب والإبن - ضلل الرآي العام ، وموه الإحداثيات ، بالغ في موضع ، تكتم في موضع . حجب في موضع .
نفق التيه الذي نحن فيه لا مخرج منه ما دام الأباطرة يتناسلون ، ويتبادلون الإدوار، وما من حياء او رادع يعصمهم من التصريح او التلميح ولو بعد فوات الأوان : نقرآ ، المعلومات المتاحة آنذاك لم تكن تبرر التدخل العسكري ، نقرأ، لقد امرونا بالتكتم على التفاصيل . نقرآ، الصواريخ البالستية التي كانت بحوزة صدام جرى تفكيكها - قبل الهجمة - وتم إيداعها لدى سوريا والأردن وتركيا ! نقرآ : آسلحة الدمار الشامل آكذوبة إخترعناها وروجنا لوجودها وفرضنا تصديقها!
نفق المتاهة ضيق ، مظلم . ولا يؤدي إلا إلى تيه اعم . وعليك ان تصدق ما ينشر او يقال ، او تكذبه او تستهجنه ، او تستنكره . فالأخ الأكبر هو المتحكم بإطلاق المعلومات او حجبها.شاء من شاء وآبى من آبى ، وما علينا — نحن الشعوب المنكوبة ، المغلوبة على امرها ،إلا السمع و الطاعة والإمتثال !
درب المتاهة سري للغاية
[post-views]
نشر في: 22 أكتوبر, 2014: 09:01 م