الحصول على بدل ضائع لهوية الاحوال المدنية جعل الرجل السبعيني صدام حسوني من اهالي منطقة البياع يقع في ورطة ومتاعب مراجعة الدوائر الرسمية ، فحين اعلن رغبته في تغيير اسمه لتفادي الاحراج والتخلص من تعليقات الاخرين ، بدأت الرحلة بنشر اعلان في احدى الصحف اليومية لاستكمال معاملة تغيير الاسم ، اما معاملة البدل الضائع فكانت اولى خطواتها تقديم طلب الى المحكمة، يبين فيه صدام انه فقد هويته ووثائقه في حادث تفجير سيارة مفخخة او عبوة ناسفة، طبقا لديباجة يعتمدها العرضحالجي ، ووقع الطلب من القاضي ، وارسل عن طريق معتمد الى اقرب مركز للشرطة ، لتدوين افادة صدام حسوني ، ثم ارساله الى قاضي التحقيق واعادته ثانية الى المركز، ليقوم بتسليم كتاب الى صاحب الطلب موجه الى دائرة الاحوال المدنية لاصدار هوية الاحوال المدنية بدل الضائع باسم عبد الرضا حسوني صدام سابقا ، ليتخلص من الاسم القديم نهائيا ، ويسدل الستار نهائيا على اسم لازمه اكثر من سبعين عاما اختاره المرحوم حسوني لابنه البكر لاسباب مجهولة.
ابن حسوني ينتظر انجاز معاملته بفارغ الصبر ، ويوما بعد اخر فقد الامل في تحقيق امنيته ، وفي كل يوم يهدد ام العيال بانه سيترك "شلعان الكلب بمراجعة الدواير " لكن الزوجة توصيه بالصبر الجميل وتحمل المتاعب ، والاستمرار في مواصلة انجاز المعاملة ، ثم الاستعداد للحصول على جواز السفر له ولعقيلته للسفر الى ايران لزيارة الامام الرضا ، ولاسيما ان الرجل سيحمل اسم الامام عليه السلام وببركاته ستتبدد العقبات والمصاعب ، وتزول الشدة ، والتفاؤل بالخير افضل من تكرار الشكوى ،واستخدام عبارات التذمر والاستياء من المظاهر البيروقراطية في اداء بعض" الدواير" الرسمية .
اشتعل "ابو الديمقراطية" لازمة يرددها صدام حسوني ، عندما يطول انتظاره لانجاز معاملته يقصد بها البيروقراطية والروتين الاداري ، وما ان تتوجه اليه الانظار من عناصر حماية الدائرة حتى يستغفر ربه ، ويعلن اعتذاره ، وفي حساباته الشخصية احتمال بانه ربما سيتعرض للاعتقال بتهمة المادة اربعة ارهاب ، عندما يتعرف المعترضون على اسمه صدام حسوني ، فيكون بنظرهم واحدا من رموز النظام السابق، يسعى للاطاحة بالنظام الديمقراطي واعادة الديكتاتورية للعراق الجديد .
مطلع تسعينات القرن الماضي وقع ابن حسوني في مطب لم يكن في باله، عندما استدعته الفرقة الحزبية في منطقته ، لانه شتم رئيس الجمهورية ، وبصوت عال سمعه سابع جار ، واثناء الاستجواب تمهيدا لاحالة الرجل الى الجهات الامنية لاتخاذ اللازم، اوضح انه لم يكن يقصد شخصا اخر يحمل اسمه من كبار المسؤولين " اشتعل ابيك صدام" شتيمة موجهة الى حسوني اطلقها عندما علم ان الحصة الشهرية من مادة الطحين وضعتها زوجته قرب جليكان النفط، فكانت خسارة مادية فادحة له ولعائلته ولسلالة المرحوم حسوني ابو صدام عبد الرضا بعد ان يحقق امنيته في الحصول على هوية الاحوال المدنية الجديدة.
ورطة صدام
[post-views]
نشر في: 22 أكتوبر, 2014: 09:01 م