لا أدعي اني بحثت بدقة في ظروف تشكيل الحكومات العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، إنما مررت بسرعة على ما وقع بين يدي من مصادر. خرجت بنتيجة ان حكومة العبادي تكاد تكون أول حكومة تتشكل في أصعب وأخطر مرحلة مرّ بها العراق. لم يصدف ان كُلّف رئيس وزراء والعراق ثلثه محتل وعشرات الآلاف من أبنائه بين قتيل ومخطوف ومفقود ومسبي. تزامن ذلك مع ركود مميت في الحياتين السياسية والعامة، ومع انتشار الفساد وعبث الأبناء والأقارب والحبايب بمصير البلد. هذا هو الوضع وربما أسوأ في اليوم الذي قبل به العبادي التكليف.
كل صاحب عقل وضمير لا يحسد العبادي على جسامة وثقل الخراب الذي عليه ان يزيحه من صدر العراق، لكن ذلك يجب ان لا يشغله عن فتح صفحات جديدة بقرارات عملية وفورية تمهد لرفع الحيف والظلم عن الناس بعد ان لفهم ثماني سنوات عجاف.
على العبادي، لكي يقنع السابقين واللاحقين بأن أيام الظلم قد ولّت، ان يبدأ أولا بفتح صفحة العدل وإنصاف المظلومين دون التفكير بحفظ ماء وجه من ظلمهم. ستكون صفعة للظالمين لو ردّ العبادي الاعتبار الى الدكتور سنان الشبيبي والقاضي رحيم العكيلي وأعادهما الى منصبيهما احتراما لكفاءتهما الاقتصادية والقانونية العاليتين ولأنهما ظلما. اعرف ان قوائم المظلومين طويلة وانهم لو نودي عليهم اليوم لشكلوا طوابير لا نهاية لها، لكن أول العدل قطر ثم ينهمر.
بانتظار صفحات العبادي الجديدة
[post-views]
نشر في: 25 أكتوبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
بغداد
الأستاذ هاشم العقابي المحترم. أولا شكرا على مقالك الذي ذكرت فيه الكابوس ( المنام) الذي رأيته نوري بيك على الشاشة فاز بالثالثة صدق ضحكت كثيرا ولكن بنفس الوقت فزعت لانني تخيلت الكابوس من شرحك وكأنه حقيقة كابوسية رهيبة مرعبة ولكن المصيبة مستمرة اشو نويري ابو
رمزي الحيدر
لا أعرف أن كان العبادي يقرأ صحيفة المدى !!؟.