أعلن مزارعو محصولي الحنطة والشعير في مناطق جنوبي وغربي كركوك، الجمعة الماضية، عزوفهم عن زراعة أراضيهم بسبب سيطرة مسلحي (داعش) عليها في حزيران الماضي، وفيما بيّنوا أن التنظيم "دمرهم زراعياً"، أكدوا عدم شمول المحافظة بالخطة الزراعية الشتوية رغم انها تم

أعلن مزارعو محصولي الحنطة والشعير في مناطق جنوبي وغربي كركوك، الجمعة الماضية، عزوفهم عن زراعة أراضيهم بسبب سيطرة مسلحي (داعش) عليها في حزيران الماضي، وفيما بيّنوا أن التنظيم "دمرهم زراعياً"، أكدوا عدم شمول المحافظة بالخطة الزراعية الشتوية رغم انها تمثل "سلة خبز العراقيين".

وقال المزارع خلف مجبل الجبوري في حديث الى "المدى برس"، "لم أستطع زراعة ارضي لهذا الموسم الشتوي بسبب تردي الوضع الأمني في غرب وجنوب كركوك وصعوبة تسلم محاصيل البذور أو الأسمدة أو مراجعة الإرشاد الزراعي أو الحصول على الخطة الزراعية من دائرة زراعة كركوك".
وأضاف الجبوري أن "(داعش)، دمرنا زراعياً ونحن لا نملك سوى أرضنا وزراعتنا التي نشتهر بها ونوفر قوتنا ونؤمن عشرات فرص العمل للعاطلين".
من جهته قال المزارع أحمد محمد العبيدي في حديث الى "المدى برس"، إن "اغلب فلاحي جنوب وغرب كركوك والذين لهم قرابة نصف مليون دونم زراعي من المروي أو الديمي بالمنطقة التي توصف انها سلة خبز العراقيين وكركوك الأولى بالعراق بزراعة الذرة الصفراء والحنطة والقطن حرموا منها لعدم ثقتهم بالمستقبل ولمن يسوقون المنتج الحاصل ومن يتولى نقله وحمايته".
وأضاف العبيدي أن "سايلو الحويجة ، تحت سيطرة (داعش)، والطريق بين كركوك ومدننا مقطوعة وموظفو الزراعة لم يشملوا كركوك بالخطة الشتوية لأن مناطقنا تحت سيطرة التنظيم".
بدوره قال المزارع جاسم مخلف النعيمي في حديث الى "المدى برس"، إن "الفلاحين لا يستطيعون الحصول على الأسمدة والمبيدات وكذلك الوقود (الكاز) الذي تعمل عليه أغلب مضخات المياه الزراعية، التي تزود الأراضي بمياه الآبار الارتوازية المنتشرة بكثرة في تلك المناطق.
من جهتها أعلنت وزارة الزراعة ، امس السبت، أنها تسعى جاهدة من أجل الوصول الى الاكتفاء الذاتي في مختلف محاصيلها، وفيما أكدت أن الأحداث الامنية في محافظات نينوى وصلاح الدين حالت دون تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحنطة والخضراوات، أبدت استعدادها للموسم الشتوي من خلال دعم المحاصيل الزراعية الشتوية.
وقال الوكيل الفني لوزارة الزراعة مهدي ضمد القيسي في حديث إلى "المدى برس"، إن "الوزارة تسعى جاهدة من اجل الوصل الى الاكتفاء الذاتي في مختلف محاصيلها من بينها الحنطة والشعير والذرة الصفراء وأيضاً الخضراوات"، لافتاً الى أن "محصول الحنطة وصل الى الاكتفاء الذاتي لولا الأحداث الأمنية التي حدثت في محافظات نينوى وصلاح الدين، وكذلك الخضراوات ".
وأضاف القيسي أن "محصول الشعير وصل الى مراتب الاكتفاء الذاتي بدليل انه يوجد نحو 60 ألف طن من الشعير، وهو مدور من العام الماضي حتى الموسم الحالي ولدينا فائض منه"، مبيناً أن "محصول الشعير يعد دعماً لتربية الثروة الحيوانية وقد تم توزيعه بشكل كامل الى المستفيدين منه وفي عموم المحافظات".
وتابع القيسي أنه في "العام الحالي تم تسلم 361 الف طن من الذرة الصفراء وهي كمية كبيرة حيث تم تجفيفها وتوزيعها على مربي الحيوانات لاسيما مربي الدواجن، وقد نفدت كل الكمية".
وفي سياق آخر أكد القيسي أن "الوزارة اكملت استعدادها للموسم الشتوي من خلال دعم المحاصيل الزراعية الشتوية بكميات المياه والبذور، فضلاً عن السماد الكيمياوي"، مبيناً "توزيع كميات كبيرة منها على المزارعين في عموم العراق".
وكانت وزارة الزراعة العراقية أعلنت، في (15 اذار 2014)، عن قرب تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات، وأكدت أن الموسم الماضي شهد استصلاح مليون و500 ألف دونم من الأراضي الزراعية ومنح قروض زراعية لنحو 100 ألف اسرة، فيما كشفت وزارة الموارد المائية عن حاجتها إلى 18 مليار دولار لاستصلاح 8،5 مليون دونم من الأراضي.
يذكر أيضاً أن القطاع الزراعي العراقي يعاني تراجعاً كبيراً منذ سنوات، بسبب الحروب المتعددة خلال المدة السابقة، فضلاً عن شح المياه، وقلة الدعم الحكومي، واتباع سياسة الانفتاح غير المدروس على استيراد المنتجات الزراعية من الخارج، حتى بات العراق واحداً من كبريات الدول المستوردة للمنتجات الزراعية في المنطقة.