TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من حق العراقيين أن يتبغددوا

من حق العراقيين أن يتبغددوا

نشر في: 9 ديسمبر, 2009: 05:51 م

حازم مبيضين من مجمع محاكم الكرخ, إلى معهد الفنون الجميلة في المنصور, إلى وزارة العمـل والشؤون اﻻجتماعية, والمبنى الجديـد لـوزارة المــالية, والمعهد القضائي, تنقل شيطان الحقد الإرهابي في بغداد, ليؤكد من خلال ما استهدفه, أنه ضد العدل والفن وبحبوحة العراقيين,
 وليعلن رفضه للعملية السياسية, في محاولة ستظل تفشل في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء, حيث اندثر نظام الديكتاتورية والحزب القائد والزعيم الملهم, والواضح أن الانتحاريين الذين ارتكبوا جرائم الثلاثاء ينفذون بدون وعي مخططات تستهدف أيضاً ذاكرة العراقيين عن زمنهم الجميل, حين استهدفوا منطقة الميدان، وهي من أقدم أحياء بغداد وتضم المئات من المنازل المبنية منذ بداية القرن الماضي. لايليق بعاصمة الرشيد أن تخلو شوارعها من المارة, ولا يليق بمدينة السلام أن تنتظر المطر ليغسل الدم من شوارعها بدل أن يروي نخلها, ولايليق بمشافيها أن تكرس لاستقبال الاشلاء بدل أن تكون يداً حانية تخفف آلام المرضى, ولا يليق بالعراقيين وهم يتحضرون لعرس الاستحقاق الانتخابي أن يفتحوا بيوت العزاء لاكثر من 127 شهيداً ارتفعوا إلى السماوات دون أن يدركوا السبب الدافع للمجرمين لاستهدافهم, ولا يليق بالعراقيين أن يظلوا أسرى الهجمات الارهابية التي يشنها مجانين حاقدين يتوهمون حمايتهم للاسلام كلما أراقوا المزيد من الدم في شوارع بغداد, تقربا إلى الله الذي نعرف أنه يرفض ويمقت جرائمهم, وهو الذي حرم على المسلم دم المسلم لاي سبب كان. واضح أن تخطي العراقيين للكثير من المصاعب والازمات التي عصفت بوطنهم, لن يزيدهم بعد جريمة الثلاثاء إﻻ إصراراً على المشـاركة فــي استحقاق اﻻنتخابــات البرلمانيـة, الذي يتيح لهم اختيار قادة بلدهم, بدل أن تفرض الدبابات والبيان الاول تلك القيادات, التي جربوها ولم يعرفوا منها غير الخيبات, ومؤكد أن على جميع العراقيين العمل لتحسين الاجواء اﻷمنية قبل موعد تلك اﻻنتخابات البرلمانية, وأن على الجميع التعاون لكشف أي اختراقات إرهابية لأجهزة اﻷمن, واتخاذ خطوات رادعة ضد العناصر اﻷمنية الفاسدة. لن ينجح الارهابيون في الحد من تطورالعملية السياسية, ولن ينجحوا في خلق فتنة تلبس لبوس الطائفية, بعد أن تجاوز العراقيون سقم هذا التفكير, وسيظل الدم المراق على جدران محكمة الكرخ شاهداً على صمود العراقيين بوجه الارهاب, وسيظل بوسع شباب العراق مشاهدة أفلام السينما في الشوارع, وستظل العراقيات يتلقين التعليم الجامعي ويتسلمن أهم مناصب الدولة, وسيظل الفرح ضيفاً على بيوت بغداد والبصرة والموصل واربيل, وسيظل الامل حادياً, وسيظل شارع ابو نؤاس عامراً بالحياة, ورغم أنف الارهابيين سيظل من حق العراقيين أن يتبغددوا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram