في العاشر من شهر ديسمبر عام ١٩٤٨ أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، ودعت الدول الأعضاء في المنظمة إلى اعتماده والالتزام بتطبيق بنوده.
سبقه ما ترشح من رحيق الثورة الفرنسية ، من نتائج باهرة ، ابرزها لي آذرع الإقطاع ، وكسر شوكة الاستبداد والظلم بما تضمنه دستورها آنذاك ، من مضامين تتعلق بحقوق الإنسان . والذي ساهم في بلورتها نفر من المفكرين والمصلحين ، وفي مقدمتهم خطيب الثورة الفرنسية ( ميرابو) والمفكر ( مونييه ) ، وتضمن - الدستور - سبع عشرة مادة - نصت مادته الأولى البليغة …:# ولد الناس أحرارا ، متساوين في الحقوق ، إلى جانب أحقيتهم الطبيعية في الحرية والملكية والأمن . دون تمييز بسبب العنصر او اللون او الجنس او اللغة او الدين او المعتقد او الرأي او الانتماء الفكري .. # تحظر تجارة الرقيق ، ويمنع الرق والاستعباد . #لا يجوز القبض على آي كان ، او حبسه ، او تعذيبه ، او نفيه تعسفا ، إلا بنص قانوني ساري التطبيق . # القضاء والمحاكم الوطنية ملاذ المواطن المعتدى عليه أو المهضومة حقوقه # المتهم برئ حتى تثبت إدانته قضائيا ،# حرية التنقل واختيار محل الإقامة وأماكن السكن ، محفوظة .ومكفولة ،# لكل فرد الحق في العمل والحماية أثناء البطالة # لكل فرد الحق في التعليم . # للأمومة والطفولة الحق في الرعاية والعناية …….إلخ.
والآن .. في خضم هذي الفوضى العارمة التي تلتف على العراق والمنطقة ، ماذا تبقى من وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، الذي نمر عليه مرور اللئام ولا نستحي من التذكير بتاريخه ، والاحتفال به في موعده كل عام؟ أليس الأولى بنا — نحن المدججين بالأجندات المكتوبة سلفا—المرهونين لإرادات الغير ، المفجوعين بالأشلاء وضحايا المفخخات . الخائفين من الآتي . اليائسين من المستقبل ، آن نقرأ الفاتحة على روح المغفور له المسمى : الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ؟
حقوق الإنسان.. حبر على ورق
[post-views]
نشر في: 26 أكتوبر, 2014: 09:01 م