روى لي الصديق الشاعر عريان السيد خلف عن والده ان أحدهم زارهم ذات ظهيرة ملتهبة ، وكان والد عريان يستحم ليخفف من وقع حرارة الجو. طلب الزائر من أهل الدار ان يحثوا الوالد على ضرورة الاستعجال كي يسمعه بيتاً من الدارمي ألّفه تواً ويراه من عيون الشعر. استعجل السيد واستقبل الضيف الذي نهض وقال هاك المقطع الأول سيدنا:
بنتك يفاين شيبرايب لبنها
صاح أبو عريان: حلو، أكمل ابروح ابوك. اكمل الضيف:
ولو تنظر الوجنات شوف وتفكر
يقول عريان ان والده صفن وظل يهز بيده ثم عاد ليكمل استحمامه بعد ان أوصاهم بالضيف خيراً وهو يدمدم بكلام غير مسموع. سألهم الضيف: شو جن الدارمي ما عجب السيد؟ يا عمي اخذ دارميك وروح قبل لا يرجع ويصعد عنده "العرج الهاشمي".قلت لعريان حين سمعت الحكاية: تعرف يا أبا خلدون اني انقهرت على الضيف وليس على أبيك المرحوم. ليش؟ لان المسكين قبل ان نضحك عليه أراه يضحك على نفسه. وهل هناك من هو أشد بؤسا من الضاحك على نفسه؟
تذكرت حكاية عريان عن أبيه وانا اقرأ البارحة كتابا وقع بين يدي مؤخرا يربط فيه مؤلفه بين الدارمي و"الهايكو" الياباني فيخلص الى ان الدارمي العراقي هو هايكو سومري! والدليل؟ يقول الكاتب لأن "كلا المفردتين (هايكو) و (دارمي) في شكل الكتابة العربية تتشكلان من خمسة أحرف ولهما نفس الوزن (فاعْ لن). كما ان المقطع الصوتي (ها) ي /هايكو/ يساوي المقطع (دا) في /دارمي/ ..".
وتعال وتفكر ويّاي يا عريان. أليس هذا الربط "أقمش" من ربّاط بيت دارمي ضيفكم الفطحل؟
وجان يطلع الدارمي ياباني!
[post-views]
نشر في: 27 أكتوبر, 2014: 09:01 م