أعيد انتخاب الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، امس الاول الأحد لولاية من أربعة أعوام بفارق غير كبير عن أقرب منافسيها المرشح الاجتماعي الديموقراطي آيسيو نيفيس، ودعت في كلمة أمام مناصريها إلى السلام والوحدة والحوار، مؤكدة أنها ستمد يدها لمعارضيها بهدف "تغ
أعيد انتخاب الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، امس الاول الأحد لولاية من أربعة أعوام بفارق غير كبير عن أقرب منافسيها المرشح الاجتماعي الديموقراطي آيسيو نيفيس، ودعت في كلمة أمام مناصريها إلى السلام والوحدة والحوار، مؤكدة أنها ستمد يدها لمعارضيها بهدف "تغيير" البلاد.
وقال روسيف في العاصمة برازيليا إثر إعلان فوزها على نيفيس بأكثر من 51 في المئة من الأصوات، "كلماتي الأولى هي دعوة الى السلام والوحدة".
وأضافت: "هذه الرئيسة مستعدة للحوار وسيكون ذلك التزامي الأول في هذه الولاية الثانية"، مؤكدة التزامها تعزيز "الإصلاح السياسي" و"محاربة الفساد".
وفازت الرئيسة اليسارية مرشحة حزب العمال بـ51.45 في المئة من الأصوات مقابل 48.55 في المئة لمنافسها مرشح الحزب الاجتماعي الديموقراطي وفق نتائج شبه نهائية بعد فرز 98 في المئة من بطاقات الاقتراع.
وأقر نيفيس بهزيمته، داعيا روسيف الى تبني "مشروع صادق" من اجل البلاد.
واعتبرت هذه الانتخابات استفتاء على 12 سنة من حكم حزب العمال اليساري الذي شهدت هذه الدولة الناشئة العملاقة في اميركا اللاتينية في عهده تغييرات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
ورغم عدم الاستقرار الاقتصادي وقضايا الفساد، اختار البرازيليون بغالبية غير كبيرة مواصلة مسيرة المكاسب الاجتماعية التي انتشلت نحو 40 مليون شخص من الفقر.
والفارق بين روسيف ومنافسها لم يتجاوز ثلاثة ملايين مقترع علما بان 142.8 مليونا تمت دعوتهم الى مراكز الاقتراع.
وكما كان متوقعا، حققت الرئيسة فوزا كبيرا في مناطق الشمال الشرقي الفقيرة. واذا كانت خسرت في شكل كبير في ولاية ساو باولو، معقل الحزب الاجتماعي الديموقراطي فإنها أحرزت فوزا كبيرا في ولايتي ريو وميناس غيرايس (معقل نيفيس) في جنوب شرق البلاد الصناعي.
وحظي نيفيس بدعم أوساط رجال الأعمال واليمين التقليدي وجزء من الطبقة الوسطى. ووعد بإعادة تنظيم البيت البرازيلي.
وبعد حملة انتخابية بالغة السخونة، جرت الانتخابات بهدوء بشكل عام. إلاّ ان حادثة سجلت في موسورو في شمال شرق البلاد عندما قام مجهول بإطلاق النار على شاب في العشرين من العمر أمام مكتب اقتراع "لأسباب لها علاقة بتسوية حسابات شخصية بين الاثنين" بحسب ما قالت الشرطة.
وادت هذه الحملة التي لم تخل من هجمات شخصية الى انقسام البلاد كتلتين بحسب الانتماء الاجتماعي: كتلة الأكثر فقرا المؤيدة لروسيف وكتلة الميسورين المؤيدة لمرشح "التغيير".
وكانت روسيف التي انتخبت في 2010 في اوج العصر الذهبي لراعيها الرئيس ايناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010)، ورثت نموا اقتصاديا تبلغ نسبته 7,5 بالمئة.
ووسعت اول سيدة تتولى منصب الرئاسة في اكبر بلد في اميركا اللاتينية البرامج الاجتماعية التي يستفيد منها ربع سكان البرازيل البالغ عددهم 202 مليون نسمة مما سمح لها بالحصول على تأييد الطبقات الشعبية والمناطق الفقيرة.
لكنها واجهت عقبات كثيرة من تباطؤ الاقتصاد الى مطالب للطبقة الوسطى التي توقف نموها الاجتماعي وفضائح فساد اضرّت بسمعة حزب العمال.
وكانت المدن الكبرى ريو دي جانيرو وساو باولو وبيلو اوريزونتي شهدت حركة احتجاج اجتماعية تاريخية في حزيران (يونيو) 2013 ضد التقصير في الخدمات العامة والبلايين التي أنفقت على مباريات كأس العالم لكرة القدم في 2014 والفساد السياسي.
وكانت استطلاعات الرأي تشير الى تقدم نيفيس في هذه المناطق من الدورة الاولى. لكن ديلما روسيف استعادت الكثير من شعبيتها في المناطق نفسها في حملتها الهجومية ضد خصمها.
وقد اتهمته الرئيسة وحزبها "بالمحسوبية" وأشارا الى عنفه مع النساء وحتى رفضه الخضوع لفحص للكحول في 2010 عندما ضبط وهو يقود سيارته "ثملا او بعد تعاطيه مخدرات". ورد نيفيس باتهامات مضادة.
وادى تبادل الإهانات والشتائم بين الجانبين على شبكات التواصل الاجتماعي الى تفاقم الانقسام بين اليمين واليسار.
بوروشنكو: البلاد اقترعت بكثافة لمصلحة تقارب أوروبي نهائي