إذا كان حزب حركة النهضة الإسلامي قد مني بخسارة واضحة في الانتخابات البرلمانية، بحلوله ثانيا بعد حزب نداء تونس العلماني، فإن ضلعي التحالف الثلاثي الحاكم "الترويكا" الآخرين خرجا من السباق وهما تقريبا خاليي الوفاض، مقارنة بانتخابات عام 2011. فحزب المؤت
إذا كان حزب حركة النهضة الإسلامي قد مني بخسارة واضحة في الانتخابات البرلمانية، بحلوله ثانيا بعد حزب نداء تونس العلماني، فإن ضلعي التحالف الثلاثي الحاكم "الترويكا" الآخرين خرجا من السباق وهما تقريبا خاليي الوفاض، مقارنة بانتخابات عام 2011.
فحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يتزعمه شرفيا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي لم يتحصل من هذه الانتخابات، حسب نتائج غير رسمية، على أكثر من أربعة مقاعد، ليأتي في قاع قائمة النتائج مع أحزاب أخرى هامشية، وهي ضربة قاصمة للحزب الذي حصل في انتخابات المجلس التأسيسي عام 2011 على 29 مقعدا، وحل ثانيا بعد حزب النهضة الذي حصل وقتها على 89 مقعدا.
وتعرض الحزب لانتقادات عديدة بسبب ما يراه سياسيون تبعية الحزب لحركة النهضة، من خلال التحالف الحاكم.
وأشار قادة في الحزب في تصريحات متكررة لوسائل إعلام إلى أن تجربة الحكم الثلاثي، لم تضعف موقف الحزب أمام الرأي العام فحسب، بل أدت لخلافات داخله.
ولم يكن حزب التكتل من أجل الديمقراطية، بزعامة مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس التأسيسي المنتهية ولايته، الضلع الثاني في التحالف مع النهضة، أفضل حالا، فلم يحصل في هذه الانتخابات، وفق النتائج الأولية، سوى على مقعدين فقط، مقارنة بعشرين مقعدا في انتخابات 2011، واحتلال المركز الثالث. ورغم من المسيرة الطويلة للحزب ذي التوجهات الاشتراكية الذي تأسس عام 1994 وأخذ على عاتقه معارضة نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، فإن وجوده في الائتلاف الحاكم لم يكن في صالحه على ما يبدو، خاصة بعد اغتيال الناشطين السياسيين شكري بلعيد في فبراير 2013 ومحمد البراهمي في يوليو من ذات العام، حين ألقي باللوم في مقتلهما على متطرفين إسلاميين.
وأكد بن جعفر هذا المعنى، بقوله في مقابلة مع وكالة "رويترز" قبل أربعة أيام من الانتخابات إن الخيار الذي سار فيه حزب التكتل بالدخول في ائتلاف حكومي مع حزب النهضة الإسلامي وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية لم يكن مفهوما للطبقة السياسية ووقع تشويهه، على تعبيره.
وتنحى الائتلاف الثلاثي تحت ضغط المعارضة في 2014 ليسلم السلطة لحكومة كفاءات وطنية قادت البلاد للانتخابات.
وبالرغم من تأكيد الحزبين قبيل الانتخابات مباشرة على أن تحالفهما مع النهضة كان إيجابيا لصالح المسار السياسي بشكل عام، فإن النتائج الجديدة ربما تمثل دافعا لمراجعة داخلية شاملة لهذين الحزبين.