TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إخواني" اللطامة"

إخواني" اللطامة"

نشر في: 27 أكتوبر, 2014: 09:01 م

خلال أيام عاشوراء  وحتى موعد "فرحة الزهرة" ، بحسب التعبير الشعبي  السائد والمعروف في العراق ، ستدخل الأجهزة الأمنية في  حالة استنفار  قصوى تحملها أعباء مضاعفة لحماية  امن المشاركين في الشعائر الحسينية ، والزائرين المتوجهين الى محافظة كربلاء  لتفادي تعرضهم لهجمات إرهابية محتملة،  وأعلنت وزارة الداخلية انها اعتمدت خطة بالتنسيق مع مجالس المحافظات لمراقبة الطرق والتجمعات ، وتفعيل الجهد الاستخباري  لتوفير افضل الأجواء لممارسة الشعائر وإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في وقت تتعرض فيه البلاد الى اشرس هجمة إرهابية ،واستمرار تنفيذ عمليات عسكرية لتحرير المدن الخاضعة لسيطرة داعش .
ضمان نجاح الخطط الأمنية وبحسب الخبراء ، يتطلب بالدرجة الأساس تفعيل الجهد الاستخباري ، وتنفيذ عمليات استباقية تستهدف معاقل الإرهابيين، فضلا عن تعاون الأوساط الشعبية مع قوات الجيش والشرطة أثناء تنفيذ واجباتها ، ولاسيما من قبل أصحاب المواكب الحسينية  فالصورة  الحالية بنصب سرادق في كل شارع وزقاق ، ثم قطع الطرق العامة وبحماية أعداد من عناصر الجيش والشرطة لأداء الشعائر باللطم وضرب الزناجيل، سيجعل تلك التجمعات أهدافا سهلة للإرهاب ، فضلا عما تسببه  من زحام مروري تعانيه العاصمة بغداد أصلا في الأيام الاعتيادية.
على خلفية استهداف مجالس العزاء في أحياء العاصمة بعمليات تفجير تكررت اكثر من مرة ، وخلفت عشرات الضحايا ، اصبح هذا التقليد وبالا على أصحاب العزاء ،وضاعف أعباءهم ومخاوفهم  وقلقهم على سلامة  المعزين ، فاعتمدوا خطتهم الأمنية الخاصة بغلق الشارع ،  وتكليف أعداد كبيرة من  الشباب بمراقبة المنطقة ،  وتفتيش أي شخص غريب قبل دخوله الى المجلس ، ومثل هذا الجهد لابد ان ينسحب على الاف المواكب المنتشرة في أحياء متفرقة في بغداد ، ولاسيما ان الأوضاع الأمنية ، تحتم على الجميع اتخاذ كل وسائل الحيطة والحذر.
تنظيم الشعائر ،وتحديد  إقامتها في أماكن خاضعة للسيطرة ، سيقلل حتما من فرص استهدافها ، ومن يعتقد بان تنظيم الشعائر يحمل في طياته الرغبة في الغائها ، هو بلاشك لايدرك حجم المخاطر ،  ويدفعه اندفاعه العاطفي الى تصورات خاطئة ، وأصحاب هذا الرأي يجب ان يعيدوا النظر  بتصوراتهم ، ويجب ان ينظروا الى القضية من الزاوية الأخرى ، كما اعلن الرادود المعروف في احد أحياء بغداد الشعبية،  صاحب موكب كبير  يعود تاريخ تأسيسه من قبل أبيه  الى ستينات القرن الماضي ،الرجل اطلق دعوته الى الحريصين على إقامة  الشعائر داخل الموكب  وليس في الطرقات والشوارع العامة مشددا على   "إخوانه اللطامة  وضاربي الزنجيل " الالتزام بالدعوة لضرورات أمنية ، ودعا الرجل ايضا الى تخصيص جزء من مصاريف إقامة الشعائر للنازحين والمهجرين.
أحسنت يا أبا سجاد ، ولعل دعوتك يسمعها ويتبناها الآخرون ، لكي تتجدد ثورة الإمام الحسين بنصرة المظلومين ، والقضاء على الإرهاب ، ولابد ان  تكون للوقف الشيعي كلمته بشأن تنظيم إقامة الشعائر ، وعظم الله أجوركم .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram