خلال أيام عاشوراء وحتى موعد "فرحة الزهرة" ، بحسب التعبير الشعبي السائد والمعروف في العراق ، ستدخل الأجهزة الأمنية في حالة استنفار قصوى تحملها أعباء مضاعفة لحماية امن المشاركين في الشعائر الحسينية ، والزائرين المتوجهين الى محافظة كربلاء لتفادي تعرضهم لهجمات إرهابية محتملة، وأعلنت وزارة الداخلية انها اعتمدت خطة بالتنسيق مع مجالس المحافظات لمراقبة الطرق والتجمعات ، وتفعيل الجهد الاستخباري لتوفير افضل الأجواء لممارسة الشعائر وإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في وقت تتعرض فيه البلاد الى اشرس هجمة إرهابية ،واستمرار تنفيذ عمليات عسكرية لتحرير المدن الخاضعة لسيطرة داعش .
ضمان نجاح الخطط الأمنية وبحسب الخبراء ، يتطلب بالدرجة الأساس تفعيل الجهد الاستخباري ، وتنفيذ عمليات استباقية تستهدف معاقل الإرهابيين، فضلا عن تعاون الأوساط الشعبية مع قوات الجيش والشرطة أثناء تنفيذ واجباتها ، ولاسيما من قبل أصحاب المواكب الحسينية فالصورة الحالية بنصب سرادق في كل شارع وزقاق ، ثم قطع الطرق العامة وبحماية أعداد من عناصر الجيش والشرطة لأداء الشعائر باللطم وضرب الزناجيل، سيجعل تلك التجمعات أهدافا سهلة للإرهاب ، فضلا عما تسببه من زحام مروري تعانيه العاصمة بغداد أصلا في الأيام الاعتيادية.
على خلفية استهداف مجالس العزاء في أحياء العاصمة بعمليات تفجير تكررت اكثر من مرة ، وخلفت عشرات الضحايا ، اصبح هذا التقليد وبالا على أصحاب العزاء ،وضاعف أعباءهم ومخاوفهم وقلقهم على سلامة المعزين ، فاعتمدوا خطتهم الأمنية الخاصة بغلق الشارع ، وتكليف أعداد كبيرة من الشباب بمراقبة المنطقة ، وتفتيش أي شخص غريب قبل دخوله الى المجلس ، ومثل هذا الجهد لابد ان ينسحب على الاف المواكب المنتشرة في أحياء متفرقة في بغداد ، ولاسيما ان الأوضاع الأمنية ، تحتم على الجميع اتخاذ كل وسائل الحيطة والحذر.
تنظيم الشعائر ،وتحديد إقامتها في أماكن خاضعة للسيطرة ، سيقلل حتما من فرص استهدافها ، ومن يعتقد بان تنظيم الشعائر يحمل في طياته الرغبة في الغائها ، هو بلاشك لايدرك حجم المخاطر ، ويدفعه اندفاعه العاطفي الى تصورات خاطئة ، وأصحاب هذا الرأي يجب ان يعيدوا النظر بتصوراتهم ، ويجب ان ينظروا الى القضية من الزاوية الأخرى ، كما اعلن الرادود المعروف في احد أحياء بغداد الشعبية، صاحب موكب كبير يعود تاريخ تأسيسه من قبل أبيه الى ستينات القرن الماضي ،الرجل اطلق دعوته الى الحريصين على إقامة الشعائر داخل الموكب وليس في الطرقات والشوارع العامة مشددا على "إخوانه اللطامة وضاربي الزنجيل " الالتزام بالدعوة لضرورات أمنية ، ودعا الرجل ايضا الى تخصيص جزء من مصاريف إقامة الشعائر للنازحين والمهجرين.
أحسنت يا أبا سجاد ، ولعل دعوتك يسمعها ويتبناها الآخرون ، لكي تتجدد ثورة الإمام الحسين بنصرة المظلومين ، والقضاء على الإرهاب ، ولابد ان تكون للوقف الشيعي كلمته بشأن تنظيم إقامة الشعائر ، وعظم الله أجوركم .
إخواني" اللطامة"
نشر في: 27 أكتوبر, 2014: 09:01 م