قالت شبكة بلومبرج الأميركية، إن هزيمة حزب النهضة الإسلامي في الانتخابات البرلمانية في تونس بعدما حل في المركز الثاني تعد انتصارا للديمقراطية، وفي النهاية قد يكون في الواقع انتصارا للنهضة نفسه. وقارنت الشبكة بين الوضع في مصر وتونس، وزعمت أن مصر قد شهد
قالت شبكة بلومبرج الأميركية، إن هزيمة حزب النهضة الإسلامي في الانتخابات البرلمانية في تونس بعدما حل في المركز الثاني تعد انتصارا للديمقراطية، وفي النهاية قد يكون في الواقع انتصارا للنهضة نفسه. وقارنت الشبكة بين الوضع في مصر وتونس، وزعمت أن مصر قد شهدت عودة للديكتاتورية التي دمرت الديمقراطية على الأرجح لجيل قادم. ومضت قائلة إنه في تونس، يتخلى من تصفهم بالديمقراطيين الإسلاميين عن التعددية التشريعية بشكل سلمى دون حاجة إلى انقلاب. وهذا يعني أن النهضة سيكون قادرا على المشاركة في السياسة، إما كمعارضة أو كما سيفضل أعضاؤه بلا شك أن يكونوا جزءا من ائتلاف وحدة وطنية مع حزب نداء تونس العلماني الذي حل في المركز الأول. وفي كلا الحالتين فإن المؤسسات الديمقراطية ستستمر في العمل. ورأت بلومبرج أن الدرس المستفاد من مصر واضح وقوي، فلو قام العلمانيون الذين لا يحبون الإخوان المسلمين بتنظيم أنفسهم، وانتظروا الانتخابات لإخراج الإخوان من السلطة، لكان من الممكن الحفاظ على الديمقراطية في مصر، على حد تعبيرها، لكن بدلا من ذلك ذهب العلمانيون إلى الشوارع ودعوا الجيش للتدخل. وعادت مصر إلى الوضع السابق وإن كان الرئيس عبد الفتاح السيسي أصغر سناً وأكثر شعبية من مبارك. لكن الأمر لن يكون كذلك للباجي قائد السبسي، زعيم حزب نداء تونس. فعمره 87 عاما، ولن يصبح ديكتاتورا على المدى الطويل، كما أن حزبه تم انتخابه ديمقراطيا. ومن ثم فإن حزبه لن يحقق مكاسب ملحوظة من قمع حزب النهضة، لأنه يعلم أن النهضة مستعد لقبول نتائج الانتخابات، وهو ما يثير احتمال الحكم الديمقراطي الناجح. من ناحية أخرى، قالت شبكة بلومبرج إن الانتخابات الرئاسية في تونس تلوح في الأفق، وقد تعهد النهضة في البداية بعدم خوض هذا السباق، وفضل فرصة قيادة ائتلاف برلماني، والآن سيكون هناك ضغوط داخل الحزب لتقديم مرشح أو على الأقل أحد المتنافسين، ويمكن أن يقرر السبسي تجنب هذا الاحتمال بالموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولو فعل ذلك، سيدعمه النهضة ضمنا أو صراحة، وسيضمن بذلك انتخابه.
ويعتبر الإسلاميون نداء تونس، الذي يضم منتمين سابقين لحزب التجمع ويساريين ونقابيين، امتدادًا للحزب الحاكم في عهد بن علي.