TOP

جريدة المدى > سينما > كلمات وصور.. من هي الأهم الكلمة أم الصورة

كلمات وصور.. من هي الأهم الكلمة أم الصورة

نشر في: 29 أكتوبر, 2014: 09:01 م

ما ان أشاهد اسم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش على بوستر اي فيلم الا وأحرص على مشاهدته ، فمنذ ان شاهدتها في دورها الرائع والمهم في الفيلم الكبير " المريض الانكليزي " والذي فازت فيه بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة ثانوية ، وانا احرص على مشاهدتها كل أفلامها

ما ان أشاهد اسم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش على بوستر اي فيلم الا وأحرص على مشاهدته ، فمنذ ان شاهدتها في دورها الرائع والمهم في الفيلم الكبير " المريض الانكليزي " والذي فازت فيه بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة ثانوية ، وانا احرص على مشاهدتها كل أفلامها ، اخر ما شاهدته لها فيلم المخرج " فريد شيبسي " كلمات وصور" ، بطولة الممثل " كليف أوين"
فيلم كوميدي هادف يطرح موضوعة مهمة ضمن منافسة بين مدرسة الرسم في مدرسة ثانوية تأتي اليها حديثا وتعاني من مرض مزمن في مفاصلها ، وبين مدرس اللغة الانكليزية المدمن على الكحول والمغرم باللغة ، ويضع الأسئلة التنافسية لطلبته خصوصا لتك الكلمات التي تتكون من اكثر من مقطع ، يبدأ بمشاكسة مدرسة الرسم وطرح الأسئلة عليها وتحديها ان هي ذكرت كلمات تتكون ن سبعة مقاطع لتبدأ المنافسة ، ثم لتتحول الى منافسة عن سؤال من هو الأهم درسها ام درسه ، من الأهم الكلمات او الصور ، ولماذا ، الطلبة ينقسمون بين مؤيد للأستاذ وآخرين مؤيدين لمدرسة الرسم ، سلوك المدرس كمدمن يعرضه الى الكثير من الإشكالات ، حين تتوطد العلاقة بينهما وتصل الى علاقة حميمة ، لكنه يفسدها ويفسد لوحتها التي تعتز بها بعد شرب قنينة فودكا كاملة ، فتطرده من البيت . وبسبب إدمانه يتعرض مستقبله المهني للتهديد ، وتشكل لجنة تحقيقية ، تقف هي الى جانبه وينجو من الفصل . في النهاية تقام حفلة التنافس بين الطلبة المنحازين للكلمات ومدرسهم وبين الآخرين المؤيدين للصورة ومدرستهم ، فيكون الحل توفيقيا ، وجاء كذلك لأنه لا يمكن لاحد ان ينتصر للكلمة دون الصورة او بالعكس ، والتوفيقية هنا ضرورية كحل لحكاية كوميدية ممتعة .
ثمة حكاية جانبية ، أرى أنها أقحمت في الفيلم ، حيث يقوم احد الطلبة بمشاكسة زميلته من اصل آسيوي ، ويرسم لها تخطيطا خليعا ، الجميع يتهمه الا مدرسه لأنه يرى ان هذا التخطيط ليس أسلوب تلميذه ، لكنه وبالمصادفة يكتشف انه الفاعل ، فيخبر الإدارة ويفصل في ضوء ذلك ، واعتقد ان هذه الحكاية جاءت لتطيل من وقت الفيلم ليس إلا .
لم يكن مفاجئا ان تؤدي جولييت دورها ببراعة ، خصوصا الإيحاء بانها تعاني من مرض مزمن ، وحركة جسدها أثناء رسمها للوحات عدة داخل مرسمها ، تتنقل من امرأة قوية وحتى عنيفة بسبب مرضها الى شفافة ورومانسية ، تتجاوز كل شيء من اجل ان تحيا حياة جديدة ، وهو ما تحقق لها في اخر الحكاية .
كليف اوين نجح الى حد ما بلعب دور المدرس الكحولي المضطرب ، الذي يعاني الكثير من المشاكل بسبب إدمانه ، والذي يحمل الكثير من الطيبة والانسانية تجاه الجميع في داخله ، وجاء أداؤه متناغما مع براعة جولييت بينوش.
الملفت للنظر هو الأداء الطبيعي لمجموعة الطلبة والطالبات ، وبالتأكيد فان ذلك يعود الى قدرة مخرج الفيلم بتحريك ممثليه ، حتى لو كانوا مبتدئين .
الفيلم الكوميدي قد لا يحتاج الى الكثير من التقنيات والخدع والمواقع المميزة ، فالحكاية في مدرسة ثانوية ، حيث كانت مكان الفيلم الرئيسي ، من هنا تأتي سهولة السيطرة على أدوات العمل ، او بالأحرى التمكن من استخدام عناصر اللغة السينمائية دون تعقيد ، او إعاقة ممكن ان تتشكل لو كان الفيلم من نوع اخر من الأفلام . ونجح المخرج " فريد شيبسي " بذلك ، ولو انه كان بالإمكان الابتداء بالحكاية لكي نعرف من أين جاءت هذه المدرسة ، وماهي خلفية المدرس ، بدل من ان نضع حكاية جانبية غير مقنعة .
لايمكن لمن يشاهد هذا الفيلم الا ان يحاول ان يعقد مقارنة بين الكلمة والصورة ، من هي الأهم ومن كان في البدء ، ولمن الدور الأكبر الآن ، وهي مقارنة وأسئلة مطروحة منذ زمن بعيد ، ولم يتفرد الفيلم بطرحها بالتأكيد ، لذلك فان المتلقي ربما لايبقى في باله الكثير من أحداث الفيلم فيما لو فكر في الدخول بهذه المقارنة ، بل ربما يستدعي ذاكرته ووعيه الجمعي .
لكن ذلك لا يمنع من ان المشاهد سيستمتع بمشاهدة الفيلم وحكايته والقفشات الكوميدية فيه .وهو فيلم خفيف الظل ، يمكن ان يصنف ضمن الأفلام العائلية ، لما يتوفر عليه من تسلية.
مَن الأهم الكلمة أم الصورة ، هذا ما طرحه الفيلم ، لكن الإجابة لم تنتصر لأي منهما ، فالاثنان مكملان لبعضهما ، رغم ان البعض يقول ، في البدء كانت الصورة ، او في البدء كانت الكلمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram