أكدت إدارة أربيل، امس الأربعاء، أن آلاف الموظفين العرب (العراقيين) العاملين في مختلف تشكيلات حكومة إقليم كردستان يعانون تداعيات الأزمة المالية وقطع الحكومة الاتحادية رواتبهم كأقرانهم الكرد، في حين اشتكى أولئك الموظفون من وقوعهم "ضحية" الخلافات بين بغ
أكدت إدارة أربيل، امس الأربعاء، أن آلاف الموظفين العرب (العراقيين) العاملين في مختلف تشكيلات حكومة إقليم كردستان يعانون تداعيات الأزمة المالية وقطع الحكومة الاتحادية رواتبهم كأقرانهم الكرد، في حين اشتكى أولئك الموظفون من وقوعهم "ضحية" الخلافات بين بغداد وأربيل، كشفت إدارة خانقين عن عدم تسلم المئات من عناصر البيشمركة الذين ينتمون للقومية العربية لرواتبهم منذ اشهر.
وقال محافظ أربيل نوزاد هادي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الآلاف من الموظفين العرب (العراقيين)، بمختلف التخصصات، يعملون في الدوائر الحكومية التابعة لحكومة إقليم كردستان حالياً، بما فيها قوات البيشمركة، حيث اضطر غالبيتهم إلى النزوح مع عوائلهم نتيجة التدهور الأمني في المحافظات الأخرى"، مشيراً إلى أن أولئك "الموظفين تأثروا بالأزمة الاقتصادية التي يشهدها الإقليم كأقرانهم الكرد، نتيجة قطع الحكومة الاتحادية موازنة الإقليم بما في ذلك رواتب الموظفين منذ مطلع سنة 2014 الحالية". وأضاف هادي، أن "شريحة الموظفين في الإقليم هم الأكثر تأثراً بالأزمة الاقتصادية، بسبب قطع بغداد رواتبهم، من دون وجه حق"، مبيناً أن "الكثيرين منهم أصبحوا تحت وطأة الديون المتراكمة من إيجار المنزل وحتى مستلزمات المعيشة الأخرى".
من جانبه يكشف قائممقام خانقين محمد ملا حسن عن وجود المئات من عناصر البيشمركة الذين ينتمون للقومية العربية في قضاء خانقين لم يتسلموا رواتبهم لحد الآن"، مشيرا الى انهم انخرطوا في صفوف البيشمركة بعد سقوط النظام ولحد الآن وأغلبيتهم من سكنة مناطق السعدية وجلولاء وشهربان وكذلك خانقين. من جانبهم اشتكى موظفون عرب وكرد في كردستان، من وقوعهم ضحية الخلافات بين بغداد وأربيل، مناشدين السياسيين إبعاد الموظفين عن تجاذباتهم لأنهم لا يملكون شيئاً سوى رواتبهم".
وقال الدكتور محمد بشير، وهو طبيب من أهالي بغداد بالأصل، اضطر للنزوح إلى أربيل سنة 2007، حيث يعمل حالياً على ملاك وزارة صحة في حكومة إقليم كردستان، في حديث إلى (المدى برس)، إن "أعمال العنف التي طالت الأطباء والنخب العلمية والأكاديمية، بعد سنة 2003، اضطرتني لطلب النقل من ملاك وزارة الصحة الاتحادية إلى الكردستانية"، مبيناً أن "الأزمة الاقتصادية وقطع الرواتب أثر على عائلتي كأقراني من موظفي الإقليم".
بدوره قال المهندس الزراعي طلال جبار، من أهالي ديالى بالأصل، وأب لثلاثة أطفال، يسكن السليمانية منذ ست سنوات، وزوجته معلمة في مدرسة أهلية، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الموظفين هم الأكثر تضرراً من الخلافات بين أربيل وبغداد، كونهم يعتمدون أساساً على رواتبهم الشهرية"، مضيفاً أن "العائلة أصبحت تعتمد بنحو شبه تام على راتب زوجتي البالغ مليون دينار، لتأمين الإيجار ومصروف البيت والأطفال ما جعلنا نعاني ضائقة اقتصادية شديدة". وأضاف جبار، أن "الموظفين في الإقليم لا يعلمون الموعد الدقيق لتسلم رواتبهم، مما أربك حساباتهم وجعلهم في موقف حرج لاسيما إذا ما كانوا مضطرين لدفع أقساط شهرية لأجهزة الكهربائية التي اشتروها بالتقسيط، أو السلف"، داعياً الحكومة الاتحادية إلى ضرورة "إبعاد الموظفين عن تجاذباتهم لأنهم لا يملكون شيئاً سوى رواتبهم". يذكر أن رئيس الحكومة السابق، نوري المالكي، أوعز بقطع ميزانية إقليم كردستان منذ مطلع سنة 2014 الحالية، بما في ذلك رواتب الموظفين، على خلفية الأزمة بين بغداد وأربيل.