TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رحيل الى ايران 

رحيل الى ايران 

نشر في: 29 أكتوبر, 2014: 09:01 م

اسر عراقية وبأعداد كبيرة سافرت الى تركيا لغرض تقديم طلبات اللجوء الإنساني  الى كندا وأستراليا ، ودول أوربية ، لكنها اضطرت للعودة مؤخرا بحثا عن طريق  آخر يفضي الى الملاذ الآمن ،  فمكتب الأمم  المتحدة في أنقرة   أعطى مواعيد بعيدة  تمتد الى العام 2020  لمقابلة الراغبين في الهجرة ، فقرر الكثير منهم  العودة  بعد علمهم بتوفر فرص الإقامة في ايران   فاتجه مؤشر  بوصلة الهجرة نحو الشرق.
في مدن الكاظمية والنجف وكربلاء بإمكان أي  شخص ان يحصل على معلومات كافية حول شروط الإقامة في المدن الإيرانية ، من مكاتب شركات السفر وبعض  رجال الدين ، المكلفين من جهات ومؤسسات  غير رسمية إيرانية بتنظيم رحلات الزائرين الى  مدينة مشهد ، وشروط الإقامة تتطلب ان يقوم شخص إيراني بكفالة العراقي الراغب بالإقامة لقاء مبلع يتفق عليه الطرفان ، فيحصل على ثلاثة اشهر قابلة  للتمديد بمراجعة روتينية مع دفع الرسوم .
عملية تشجيع إقامة العراقيين  في ايران بنظر الاقتصاديين ستوفر  دخول العملة الصعبة   الى الدولة الجارة خصوصا ان الكثير من العراقيين  يقيمون هناك في مدن معينة  تتوفر فيها  مدارس عراقية وجالية كبيرة ، تصل اليها مواردها المالية من إيجار عقاراتها في بغداد ومحافظات اخرى ، فضلا عن ذلك ان وزارة الهجرة والمهجرين لم تمنع اي عراقي يفضل الإقامة في اي بلد باستثناء المطلوبين للقضاء  وبيانات الوزارة تشير الى إقامة أعداد كبيرة من العراقيين في الأردن والإمارات وقطر وجمهورية مصر العربية ولبنان ، يخضعون لتعليمات وضابط الإقامة في المعتمدة في تلك الدول .
حتى وقت قريب كانت السفارة الاميركية في بغداد تستقبل طلبات الراغبين في الهجرة الى الولايات المتحدة ، ثم اقتصر الأمر على فئات معينة ، ويستغرق الحصول على الموافقة سنة كاملة او اكثر ، فينقل المهاجر مع أسرته الى بيروت ثم الى احدى الولايات، ويمنح خلال  ستة اشهر من الإقامة الراتب الشهري، مع فحوصات طبية وخدمات  صحية مجانية ، فضلا عن السكن المناسب ، وبعد انقضاء الأشهر الستة ، يكون ملزما بالبحث عن العمل ، وهذا النظام جعل بعضهم يعود الى العراق  لعجزه عن تجاوز معاناة الغربة وقلة الدخل قياسا بساعات العمل الطويلة وما يتقاضاه من اجر لا يبلي مستلزمات توفير نفقات الاتصالات والكهرباء ، والضرائب.
يتداول  الراغبون في الإقامة بمدن إيرانية معلومات تفيد ، بان مبلغ 500 دولار يجعل المقيم في  طهران ، او في مدينة اخرى  يعيش في ظروف مريحة مقارنة بأوضاعه في العراق  ففرق العملة يوفر قوة شرائية لدفع نفقات السكن ، والمتطلبات المعيشية الاخرى ، شريطة توفر الدخل الثابت، وإرساله شهريا الى صاحبه ، والرحيل الى ايران يؤشر بروز ظاهرة رغبة العراقيين في شراء الملاذ الآمن  ، ثم العودة الى وطنهم ،   بعد استقرار الأوضاع الأمنية ، والقضاء نهائيا على الجماعات الإرهابية ، وتلك أمنية مؤجلة ، موعد تحقيقها لدى أصحاب القرار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram