اكدت الناشطة والمسؤولة في منظمة حقوق المرأة دلال الربيعي ان المرأة العراقية في جميع الادوار والأزمان والأزمات كانت هي المرشد والموجه والضحية في الوقت ذاته. وفي لقاء معها اطلعت (المدى) على تفاصيل مهمة من معاناتها وهي تواجه مصيرها في ظل الأزمة الجديدة
اكدت الناشطة والمسؤولة في منظمة حقوق المرأة دلال الربيعي ان المرأة العراقية في جميع الادوار والأزمان والأزمات كانت هي المرشد والموجه والضحية في الوقت ذاته.
وفي لقاء معها اطلعت (المدى) على تفاصيل مهمة من معاناتها وهي تواجه مصيرها في ظل الأزمة الجديدة التي تمر بها البلاد، فقالت: نرى في مجتمعنا العراقي اليوم وفي ظل هذه الأزمة السياسية وتفاقمها ان المرأة تقوم بأدوار عديدة بحسب موقعها او الميدان الذي تعمل فيه.
وأضافت الربيعي "في ما يخص منظمتنا منظمة حرية المرأة فقد تولينا جانب مساعدة النازحات من مناطق سكناهن. وقد التقينا بعدد كبير من نساء تلعفر والفلوجة وديالى وهن في حالة مأساوية".
وتابعت أن "إحدى النازحات كانت تصف بلوعة وألم وبعيون دامعة الوضع الذي عاشوه في ظل قصف شديد طالهم من محاور عدة. وتقول: لا اعرف كيف جمعت مستمتكاتنا الرسمية وهربت بالاطفال مع مجموعة كبيرة من العائلات انحشرنا جميعنا في سيارة بيك اب. وقد روت اثناء حديثها بأنها شاهدت احدى النساء في حالة ولادة. وقالت: لم يكن بوسعنا انقاذها فماتت مع طفلها".
وتساءلت الربيعي "ضحية من هذه المرأة؟ انها ضحية المهاترات السياسية والاهمال الأمني والخيانة للوطن، ضحية كل السياسيين الذين جاءوا بافكار ضحكوا بها علينا. الديمقراطية ليست فكراً غريباً ولكن مهاتراتهم هي التي جعلت المواطن ضحية وخاصة المرأة التي هي أهم شيء في المجتمع فهي الأم والأخت والزوجة، هذه المرأة عانت مرارة الظروف الصعبة حتى وصل بها الحال الى ان وجدت نفسها بين النيران واصوات القذائف حائرة ملهوفة مرعوبة لا تعرف كيف تحمي اطفالها او احفادها وايتامها والى تتوجه بهم وكيف سيكون مصيرها معهم. والآن وهي منهكة جسدياً ومعنوياً في ظل هذه الظروف القاسية هل تستطيع ان تحمل السلاح او ان تدخل دورات تمريض او ان تسعى لتقديم خدمات معينة للجيش مثلاً".
واستطرت الناشطة النسوية أن "المرأة العراقية حصلت على مكاسب عديدة منذ تأسيس دولة العراق في العشرينات، وربما تتميز في هذه المكاسب على بعض مثيلاتها في دول الجوار فهي منحت حق ممارسة الحياة السياسية والعملية أسوة بالرجل، وفي أحيان كثيرة كانت تتقدم عليه، خصوصا خلال الزمن الصعب، أي زمن الحصار الذي استمر 13 عاماً، حيث لم يستطع الرجل وحده أن يفي بمتطلبات المعيشة التي بدأت تصعب يوما بعد آخر، ولم يكن لها أن تأخذ دوراً قياديا لو لم تمنح هذه الحقوق"، مشيرة إلى أن "المرأة العراقية بطبيعتها عنيدة وقوية وتتكيف مع كل الظروف وتقاوم قساوتها وتسعى دائما لسد الفراغ في بيتها وحماية أولادها ومع ذلك تتطلع للعمل، وتعمل، لكنها تحملت الكثير من الويلات والمضايقات والاضطهاد واستنزفت الكثير من طاقاتها وإمكانياتها".