اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وليد الحلي.. قبل وبعد

وليد الحلي.. قبل وبعد

نشر في: 1 نوفمبر, 2014: 09:01 م

في 5/ 1/ 2013 القيادي في حزب الدعوة وليد الحلي يجلس أمام مراسل وكالة المدى برس ليحدد مسار العملية السياسية في عدد من النقاط لخصها بجملته الشهيرة :"الف كلا وكلا لكل من يفكر مجرد التفكير في تحديد ولاية رئيس الوزراء"، والسبب في ذلك قدمه لنا السيد الحلي في وصفة مختومة بختم قراقوشي تقول ان"المالكي لم يكن يوما العائق، فهو من حفظ الأمن، وهو من اسهم برفع الاقتصاد العراقي، وخروج الأميركيين وهو دليل قوة للعراق، إضافة إلى الإنجازات الأخرى". طبعا هذه الانجازات لايراها هذا الشعب الناكر للجميل لانه يعاني من ضعف البصر.
في ذلك اليوم أصر السيد الحلي على اعتبار معارضي الولاية الثالثة ينفذون أجندات خارجية، ولم يتورع عن الانقضاض على كل من تسول له نفسه مجرد السؤال عن الارواح التي تزهق بسبب الفشل الامني، والمليارات التي اهدرت على مشاريع وهمية. كان السيد وليد الحلي متيقنا بصواب خطبته وهو يخوض معركته الكلامية المقدسة ضد الاعلام والقوى السياسية التي سألت مجرد سؤال: من يتحمل مسؤولية ما يجري؟
25 ايلول عام 2014: السيد وليد الحلي بشحمه ولحمه يتحول.. يشمرعن ساعديه ويعلن حربا شاملة ضد محور الشر الذي يريد اسقاط حكومة السيد حيدر العبادي، مؤكدا إن"مجموعة من الانتهازيين وصيادي الفرص والمناصب يحاولون يائسين إرجاع عقارب الزمن إلى الوراء وإعادة الأمور إلى مرحلة ما قبل 8/9"اتمنى ان تنتبهوا للتاريخ جيدا انه تاريخ تشكيل حكومة حيدر العبادي وليس نوري المالكي"ولأن السيد الحلي كان يعيش في نشوة الانتصار، فقد اعتقد ان العراقيين شعب بلا ذاكرة، فلا يهم ان يقول لهم بعد ان اصبح المالكي خارج الصورة من:"إن الحكومة السابقة لم تقدم الكثير للعراقيين وعلينا الاعتراف بهذا".
وقبل أن يفيق المواطن العراقي من صدمة انقلاب السيد الحلي على السيد الحلي نفسه، وقبل أن نضرب أخماسا في أسداس، شاهدنا السيد حيدر الحلي يجلس في مساء 27 /10/2014 امام الزميل نبيل جاسم وهو يمعن في اداء دور منقذ البلاد من محنتها، فيكشف لنا سرا خطيرا من ان الحلي"نفسه"ايضا كان وراء قرار تنحية المالكي.
ولأن السيد وليد الحلي لم يكن جالسا في مقهى يتسامر مع اصدقاء له، فإن ما قاله في حواره الاخير كلام ينبغي التوقف عنده، فحين يعتقد بعض الساسة انهم وحدهم القادرون على إنقاذ البلاد من محنتها، وان لا عملية سياسية من دونهم، وان العراقيين بعد 2003 يعيشون حياة مترفة بدليل السيارات التي الحديثة التي تسير في شوارع بغداد، وان قانون البنى التحتية كان سينقذ البلاد من الخراب، وانهم في حزب الدعوة لايبحثون عن المناصب ابدا، فإننا حتما نشهد فصلاً جديداً ومثيرا من فصول انتحار الممارسة السياسية، حين تنهار كل أبجديات الديمقراطية، ويتحول الساسة إلى مشجعين على حكم الحزب الواحد والمحسوبية السياسية، ويتجلى الخلل الأخلاقي في محاولة الكذب الصريح على الناس، وصبغ الوقائع الصماء بألوان شتى من المداهنة والنفاق للسلطة، بالطريقة ذاتها التي كانت حاكمة لأداء الدولة العراقية في العقود الماضية.
كان ديغول يقول لمساعديه"السياسة فن المستحيل". ولهذا لم يحفظ لنا التاريخ سوى اسماء ساسة ومسؤولين حققوا لشعوبهم وبلدانهم ما بدا للجميع مستحيلا.. فيما يريد وليد الحلي من العراقيين ان يغيروا ما بأنفسهم قبل ان يحاسبوا المسؤولين على فشلهم في ادارة البلاد..
لكن يا سيدي الآية الكريمة لم تخص الشعب العراقي دون مسؤوليه الذين يعتقدون انهم في مهمة مقدسة لحماية هذا الشعب من الغواية والانحراف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. عادل زينل

    دمت علي حسين : كشف الانتهازيين والمزيفين والمانفقين سراق أموال الشعب وخونة البلاد أمثال هذا الصعلوك واجب أخلاقي كنت الاشجع حتى اللحظة, من بين كتاب المدى المخلصين , في تمثيله نشد على يديك نحن القراء وبارك الله فيك.

  2. ابو اثير

    جماعة وشلة حزب الدعوة من أمثال الحلي والسنيد والشلاه والفتلاوي والبياتي وغيرهم ستراهم ينعقون في كل لطمية وهم من خرب البلاد والعباد وسيأتي يوم فيه سيحاسبون أمام القضاء والعدالة لمقترفوه بحق الشعب العراقي ووصوله الى الهاوية طبعا مع عرابهم المالكي .

  3. علي بكر

    حسب قول الكاتب ان الحلي يقول ان المالكي هو (من حفظ الامن ) وانا أقول له وهو من سرق الموازنة وافرغها من الاموال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

العمودالثامن: درس تشرين ودرس بنغلاديش

 علي حسين ما هو الفارق بين ما جرى في تشرين عام 2019 في بغداد والمحافظات.. وما جرى في البلاد الفقيرة بنغلاديش خلال الأيام الماضية؟ في العراق جرى قتل أكثر من 700 شاب.. وجرح...
علي حسين

متى تتكلم الأغلبية الصامتة؟ وماذا بعد قانون الأحوال الشخصية؟

د.غادة العاملي يثار جدل واسع حول تعديل قانون الاحوال الشخصية وخطورة التداعيات الاجتماعية التي تسبب بها، ويبدو من السجالات والمناظرات والندوات التي ترافق النقاشات المرتبطة بقانون الاحوال الشخصية، ان حزمة قوانين اخرى تنتظر التمرير...
د.غادة العاملي

عشر أفكار حول تطييف قانون الأحوال الشخصية

علي المدن لا أحد يعلم على وجه الدقة انطباعات العراقيين حول مقترح تطييف قانون أحوالهم الشخصية، وأنا شخصيا لم أقرأ حتى الآن أي أستطلاع للرأي العام حول هذا الموضوع المعقد، وعليه؛ ستبقى مسألة مقاومتهم...
علي المدن

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram