يحدث هذا عندنا فقط وليس عند أي دولة أخرى من دول الأمم المتحدة البالغ عددها 193.. ويمكننا بالتالي أن نسجّل هذا في موسوعة "غينيس" التي لا تدخل في قوامها الأرقام القياسية ومسجلوها فقط، وإنما أيضاً الحوادث الغريبة والظواهر العجيبة التي يندر وجود نظير لها.
ما عندنا لا نظير له، ففي دولتنا فقط يزور القادة العسكريون والأمنيون قواتهم المرابطة في جبهات القتال، مرتدين بزاتهم العسكرية الخاصة بالمناسبات، والمكوية بعناية فائقة حد اللعنة، ولا يمكنك أن تجد ذرة تراب قد علقت بها حتى لو فتشتَ عنها بالميكروسكوب .. وفي دولتنا فقط يحدث أن يترك مقاتلو قواتنا المسلحة مواقعهم القتالية الأمامية ليستقبلوا هؤلاء القادة حملة النجوم والتيجان المتنافسة في لمعانها مع قرص الشمس، بالهوسات والهجع والبزخ، واطلاق الرصاص أحياناً.
في بلدان الأمم المتحدة الأخرى كلها يذهب القادة العسكريون الى جبهات القتال بملابس القتال المتواضعة ليشدّوا على أيدي جنودهم وهم في خنادقهم وملاجئهم وخلف سواترهم لا يبرحون أماكنهم حتى لا يؤخذوا على حين غرة.
تقليد البزخ والهجع والهوسات عند استقبال كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين لم تعرفه الدولة العراقية قبل حقبة صدام حسين.. صدام هو الذي استنّ منذ كان نائباً للرئيس هذه السنّة غير الحميدة التي جرى استنساخها طبق الأصل في عهد الحكومة السابقة.
الجندي في ميدان الحرب وظيفته القتال ولا شيء غير القتال.. والجندي بعيداً عن ميدان الحرب وظيفته البقاء على أهبة الاستعداد لتلبية نداء الواجب، إذا ما انطلق، لردّ عدوان خارجي أو دفع بلاءّ طبيعي مدمر. والقائد العسكري في ميدان الحرب وظيفته أن يجعل قواته في أفضل أوضاع القتال، وبعيداً عن ميدان الحرب وظيفته ضمان أن تكون قواته في أفضل أحوال الجهوزية .. أما البزخ والهجع والهوسات فليست من الجندية في شيء.
نحن الآن، شعباً ووطناً ودولة، نواجه خطراً ماحقاً، هو خطر الإرهاب الداعشي، ومن المفترض، بل من اللازم، أن يتنازل القادة العسكريون والسياسيون عن كبريائهم الزائفة التي لم نلمس لها وجوداً يوم اجتاح داعش محافظاتنا الغربية بأسرها، فقتل الآلاف وهجّر مئات الآلاف من مواطنهم، وتسبب في إدخال الملايين في محنة حقيقية، ولم يزل يصنع المآسي والمحن.
القائد العام للقوات المسلحة مطالب بإصدار أوامر واضحة ومشددة تمنع الاستمرار في هذه المهزلة المستوردة من حقبة صدام، فنحن نريد من قواتنا المسلحة الا تنشغل بأي شيء غير القتال.. نريد منها أن تحقق لنا ما نطمح به ونتطلع اليه في هذه اللحظة التاريخية، وننتظره بصبر فارغ، وهو الانتصار على داعش بأقصى سرعة وفي أقرب وقت.
بدلاً من الرقص في حضرة القادة العسكريين والمسؤولين السياسيين، نريد من جنودنا أن يجعلونا نرقص في شوارع مدننا وقرانا على وقع انتصاراتهم.
أوقفوا إهانة الجنود بإرغامهم على الرقص البليد.
هذا التقليد الصدامي .. أوقفوه!
[post-views]
نشر في: 1 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
msm
سيدي الفاضل، هذه السنة لم يسنها الدكتاتور الفاشي صدام حسين، فقد اكتشفت ان من سنها وعمل بها ومايزال هو شعبنا الغارق الى اذنيه باﻻنتهازية، الم يصفق ويهوس هذا الشعب للملوك قبل عام 58، الم يصفق ويهوس لعبد الكريم قاسم، الم يصفق للاخوين عارف، الم يصفق ويهوس ويغ
د عادل على
مصيبه العراق هى ان البريطانيين صنعوا دوله عراقية طبقيه-----الطبقيه هنا ليست مطابقه للتعريف الاقتصادى لها 100% القيادات اصبحت امتيازا لقسم معين من شعبنا وكدلك الامتيازات-----فكانت لنا فجاة طبقتان -----المنشفيك وتعنى الاقليه وهم الحكام والجنرالات والس
عبد الصمد اسد
العناد ورد الفعل ان قرأ المعنيون حقيقة ماجاء في ما عمودك الجريء والناصح سيكون بأقامة المواكب وتأليف اهازيج جديدة وكما معروف ان ذكر حيا على العمل وعلي ولي الله هو ما يميز الآذان بين الشيعة والسنة والمفارقة ان العمل عندنا كشيعة يتوقف على اقل تقدير كل شهر يو