اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > شباب عاطلون ومحبطون: نعجز عن إيجاد وظيفة تناسبنا... ولاحل سوى الهجرة

شباب عاطلون ومحبطون: نعجز عن إيجاد وظيفة تناسبنا... ولاحل سوى الهجرة

نشر في: 2 نوفمبر, 2014: 09:01 م

عراقيون ينتظرون دورهم في الحصول على ورقة أمنيات من مكاتب الأمم المتحدة في الدول المجاورة والتي تستقبل يوميا مايقارب الـ 200 عراقي يقدمون أوراقهم للحصول على دولة تستضيفهم وتكون ملاذ آمنا لهم حتى وان طال الانتظار الذي سوف يكلفهم الكثير من المال وسنوات

عراقيون ينتظرون دورهم في الحصول على ورقة أمنيات من مكاتب الأمم المتحدة في الدول المجاورة والتي تستقبل يوميا مايقارب الـ 200 عراقي يقدمون أوراقهم للحصول على دولة تستضيفهم وتكون ملاذ آمنا لهم حتى وان طال الانتظار الذي سوف يكلفهم الكثير من المال وسنوات الانتظار .ولنبدأ حكايات شبابنا العاطل عن العمل او الذين يبحون عن حياة تخلو من الموت المفاجئ .
 
حكايا الشباب والأمنيات
أحمد حسن ، مهندس ميكانيكي تخرج عام 2004 ويعمل سائق سيارة أجرة في بغداد ، جاهد منذ ذلك الحين للعثور على وظيفة تتناسب مع مهاراته ،يقول "قد أحسم أمري الى الهجرة...أنا يائس من إيجاد وظيفة دائمة مع دخل ثابت." الأوضاع الأمنية ايضا سيئة وتدفعنا الى الهجرة الى أية دولة فالكثيرون بداوا بتقديم طلبات اللجوء الى منظمات الأمم المتحدة الموجودة في الدول المجاورة من اجل الرحيل عن العراق فهو الآن يحمل ورقة أمنيات التي حصلها من مكتب الأمم المتحدة في تركيا ويفضل البقاء وتحمل غلاء المعيشة والأوضاع السيئة على العودة الى العراق . احمد صديق اتصلنا بيه هاتفيا لمعرفة كيف حصل على ورقة أمنيات وفضل البقاء في المحافظات التركية حتى يقرر مصيره على ان يعود للعراق.
أُفضل الهجرة على البقاء
يلتقطون القمامة، ويجرونها وراء السيارة الكبيرة ليرموا النفايات الى داخلها .يقول احدهم " سئمت من الجلوس في البيت ..انها الوظيفة الأسهل". علي أحمد ، 21 عاما الذي تحدث وهويتحسر ويعمل بوصفه واحدا من عمال نظافة الشوارع بغداد ، لكسب 10 الاف ديناريوميا . على الرغم من انه يحمل شهادة معهد ، لكنه يقول "لا استطيع الحصول على وظيفة ..أريد القيام بعمل حقيقي يناسب شهادتي" ، مضيفا ان "مثل هذه الوظائف لا تتوفر للغاية، وسمعت عن تقديم طلبات لجوء الى الدول الأوروبية وفعلا استدنت مبلغا من المال وذهبت الى تركيا حيث قدمت هناك في مكتب تابع للأمم المتحدة والمقابلة حددت بعد سنة ونصف وان بقيت على قيد الحياة سوف أهاجر لأنني لا أملك ل اوظيفة ولابيتا وكل يوم يصيبني الخوف والرعب من ان افقد احد أعضاء جسدي او ان اقتل ."
 
الانتماء الى حزب معين
يشير عمار سنان (25 عاما) الذي يعيش في غرب بغداد ، بان فرصة العثور على عمل حقيقي امر صعب ، وعلى الرغم من وجود شهادة جامعية. وقال ايضا "ان العراقيين لديهم استياء كبير من نظام صدام حسين ، لانهم ايضا لم يكونوا يستطيعون الحصول على وظائف لائقة إلا بطريقة الانتماء إلى حزب البعث الحاكم انذاك ، لكن الوضع الآن تقريبا نفسه ، فقط مع أطراف مختلفة".مضيفا "تقدمت بطلب للعمل كشرطي أو جندي ، لكنهم طلبوا مني إحضار توصية من حزب سياسي" ، واوضح "أحلامنا في الحصول على الوظيفة المطلوبة تكاد تصبح وهما يصعب تحقيقه " ، سافرت بسبب تردي الوضع الأمني في العراق وتركت كل شيء هناك وأوراقي التي أنوي التقدم بها إلى مكتب الامم المتحدة لطلب اللجوء ناقصة وأشعر بالضياع لأنني لا أجد مَن يساعدني ."
وزارة التخطيط والأوضاع
وزارة التخطيط وفي تصريح لـ(عبد الزهرة الهنداوي ): قال ان تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية وزيادة عدد النازحين خلفت الكثير من الفقراء والأوضاع المعيشية المتردية والموضوع يحتاج الى وقفه حقيقه وجادة لمعالجتها وقد ذكرت احصائيات وزارة التخطيط وقويض النجاح النسبي الذي حققته خطة التنمية الوطنية 2010 – 2014 لترتفع نسبة الفقر من 19% في عام 2013 الى نحو 30% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام، وارتفاع نسبة البطالة هي الاخرى لاسيما بين النازحين."
 
الهروب من الواقع
جاسم محمد ،سافر الى تركيا واكمل اجراءات الهجرة يقول :"اخي مقيم هناك منذ خمسة أعوام بعد ان ترك دولة سوريا واجراء مقابلة هناك مع مكتب الأمم المتحدة وطلبوا منه الانتظار وهو يريد ان يجمعنا جميعا من اجل الهجرة الى اميركا." قال خليل "لا أريد ان اترك بلادي لكني لا أجد وسيلة للعيش بسلام وكل يوم تفجيرا وأوضاع تسوء كما انني ، بدون عمل منذ عامين حين قامت مجموعة إرهابية بتفجير المحل الذي كنت اعمل به في شرق بغداد ." ويضيف "الآن أنا قلق بشأن مستقبل طفلي...لدي خمسة أطفال...يجب على الحكومة حل مشكلة البطالة".
بينما قال الطالب (انس حسين) مرحلة رابع إعلام : "اتمنى ان احصل على فرصة للهجرة واللجوء الى اي بلد اوروبي وان اكمل دراستي ،لدي امنيات كثيرة لكن تحقيقها في العراق اصبح صعب وسط هذه الظروف الأمنية المتردية ،اي مستقبل ينتظرنا نحن الشباب وكل يوم نخاف من السقوط بيد الارهابيين الذين يتفنون بالقتل والخطف ، لدي امنيه ان أكون مصورا فوتغرافيا واحقق برامجي ومشاريع طالما حلمت بها منذ الطفولة لكن حلمي الآن أجده ينحصر بالهجرة والخلاص من واقع مؤلم اصبح الخوف يسيطر عليه" ،ويستدرك .. "لست الوحيد الذي يتمنى السفر انما الكثير من اصدقائي يجدون ان من حقهم العيش بسلام وأمان وان كانت الغربة صعبه وتحمل نفقات مالية كبيرة نجدها افضل من البقاء دون عمل ، لقد أصابنا اليأس حقيقة بكل مستويات حياتنا ونتمنى العيش براحة وأمان."
زيادة أعداد النازحين والمهجرين 
يبدو ان زيادة العمليات الإرهابية والنازحين من مناطقهم كان سببا كافيا لزيادة طلبات اللجوء والهجرة. فالكثير من العوائل تركت كل ماتملك من اجل العيش في احدى الدول . فعائلة ابو مصطفى التي تركت بيتها في محافظة الموصل بعد سيطرة العصابات المسلحة داعش عليها وجدت نفسها في مازق كبير لان مكاتب الأمم المتحدة لم تحدد الوقت للهجرة والدولة التي يمكن الحصول منها على اللجوء وكل ماحصلوا عليه ورقة وتعهدا يكتب من قبلهم بعدم مغادرة المدينة التي يجب عليهم البقاء فيها حتى يبت في أمرهم وهم الآن بحاجة الى تصفيه أموالهم وبيع سيارتهم حتى يمكن الحصول على المال للبقاء في تركيا فترة أطول .هموم وحكايات تختلف من مواطن وآخر يفضل الهجرة على البقاء حيث قال بلال الجميلي طالب :أمنياتنا بان يعود الأمن الى العراق وان لانضطر الى الهجرة فكم من صديق وقريب قمنا بوداعه قبل اشهر عدة لأنه ترك الوطن بسبب الأوضاع الأمنية وحتى الاقتصادية وقلة فرص العمل وعندما نفكر في المستقبل لانجد إجابة حيث لاوظائف وحتى حتى فرصة عمل يمكن ان تساعدنا على العيش بحرية وسلام ووضع اقتصادي جيد ،واستدرك الجميلي قائلاً: لو سنحت فرصة السفر سوف اسافر واحصل على اللجوء في اي بلد اوروبي ، نعم سوف اذهب على الأقل سوف اجد من يوفر لي العمل والسكن الجيد ولاضير في العمل الشاق ان كان الامان موجودا .
 
الهروب مقابل 10 آلاف دولار
اما مصطفى احمد فعلق قائلاً: نحتاج الى فرصة عمل تجعلنا نحقق الاستقرار ،نريد ان نجد الأمان ومستقبلا مشرقا لا ان نبقى ننتظر امام ابواب الوزارات من اجل الحصول على فرصة عمل وهي التي لاتتوفر الا لمن ينتمي الى جهة او حزب معين ، لماذا نكون في موقف صعب حيث اخبرنا احد الاصدقاء في تركيا ان مجموعه من الاشخاص يقومون بالتهريب يريدون 10 الاف دولار لمساعدته في الحصول على لجوء او المشي حتى الحدود ولايضمنون سلامته ان وقع بيد السلطات الأمنية اليونانية او البلغارية .
وأشار مهيمن انه فقد الرغبة بالأمان وراحة البال وعندما يخرج وحده او معه عائلته هل سوف يكون ضمن الشريط السبتايتل الذي يعرض الاخبار العاجلة ويكون في أعداد الضحايا وسوف يكون في غاية السعادة اذ حظي بفرصة عمل او سفرة طويلة الى الخارج وهو يستعد الان لبيع سيارته الخاصة لغرض طلب اللجوء من اي مكتب تابع للامم المتحدة حيث فقدت اي امل في تحقيق الاستقرار بالعراق.
مواقع التواصل الاجتماعي
يذكران العديد من مواقع التواصل الاجتماعي دفعت بناشطين عراقيين لإعداد دليل إلكتروني نشروه على موقع التواصل الاجتماعي، (فيسبوك)، للتقديم للأمم المتحدة، أكدوا فيه على ضرورة أن تكون عملية التقديم مدروسة ومهيأة قبل التقديم والتحضير المسبق للسبب أو القضية التي تستحق اللجوء بدلاً من "تحديد القضية في الطابور الذي ينتظر أمام مكاتب الأمم المتحدة."
منظمة الأمم المتحدة 
يذكرانه لاتوجد احصائية دقيقة عن أعداد اللاجئين العراقيين الذين قدموا طلبات لجوء الى مكاتب الأمم المتحدة في تركيا والاردن. لكن احصائية غير رسمية ظهرت عام 2013 عن وجود اكثر من مليوني لاجئ عراقي في دول العالم . وقالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ارياني روميري ان أعداد اللاجئين هذه قد تتضاعف خلال الايام المقبلة في الوقت الذي يتزايد فيه تهديد مسلحي داعش والذين يسيطرون على مناطق واسعة من شمال العراق، كما ان ممثل اتحاد اللاجئين العراقيين في تركيا قال ان التدهور الامني دفع العراقيين الى طلب اللجوء وهناك حوالي مابين 100 الى 200 شخصا عراقيا يسجلون اسماءهم يوميا لحجز موعد لمقابلة موظفي الأمم المتحدة طلبا للجوء وان قبول طلب اللاجئين العراقيين هو على خلفية الأوضاع الأمنية المتدهورة والعنف الطائفي في مناطقهم وهناك ما يقارب المليون لاجئ عراقي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. محمد توفيق

    لا أحد من هؤلاء الشباب يشير باصبع الإتهام الى الدولة العراقية ودورها في بطالة الخريجين، وبدلاً من الأنتفاض عليها كما فعل الشباب التونسيون تراهم يختارون طريق الهجرة، وهو في نظرهم الأسهل ، ويتوهمون الجنة الموعودة في الغرب. وهذا الحل مريح جداً للدولة والحكو

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram