تحمل فقرات الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، من 9 ولغاية 18 تشرين الثاني/نوفمبر، حزمة تغييرات واسعة طالت هيكلية هذه التظاهرة السينمائية العريقة. إذ أُسندت مهمة رئاسة هذه الاحتفالية إلى الناقد السينمائي المكرسّ سمير فريد، ولتك
تحمل فقرات الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، من 9 ولغاية 18 تشرين الثاني/نوفمبر، حزمة تغييرات واسعة طالت هيكلية هذه التظاهرة السينمائية العريقة. إذ أُسندت مهمة رئاسة هذه الاحتفالية إلى الناقد السينمائي المكرسّ سمير فريد، ولتكون بمثابة رهان لانتشال فعاليات هذه التظاهرة السينمائية من ترهل صاحبها خلال السنوات القليلة الماضية. فقد تعذر انعقادها في عامي 2011 و2013 بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة، في مصر وبلدان عربية أخرى، التي رافقت ما اصطلح عليه بـ "الربيع العربي" وتداعياته، فيما لم ترتق دورة عام 2012 إلى سمعة وحجم التوقعات المعقود على المهرجان السينمائي الأقدم في العالم العربي. ولعل العرض السينمائي العالمي الأول لشريط "حائط البطولات" للمخرج محمد راضي، ضمن فقرة "عروض خاصة"، يأتي في سياق أجواء الانفتاح الجديدة التي تعيشها مصر من جهة، وإعادة الاعتبار لنص سينمائي لاحه قرار المنع خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك من جهة ثانية. بالمقابل فقد تمكن الناقد سمير فريد، وبحكم علاقاته الواسعة مع الوسط السينمائي العربي، من ضم 17 فيلماً عربياً طويلاً وزعت على فقرات المهرجان وأقسامه الموازية. ويمثل الفيلم الصامت "باب الوداع" للمخرج كريم حنفي، عرض دولي أول، مصر ضمن فقرة المسابقة الدولية، وفي تجربة أقرب إلى رحلة البحث عن الذات. وضمن الفقرة نفسها يأتي شريط " أحمر أزرق أصفر" للإمارتية نجوم الغانم، عرض دولي أول، ويدور حول سيرة واشتغالات الفنانة الإماراتية الرائدة د.نجاة مكي. ومن فلسطين يأتي شريط "عيون الحرامية" للمخرجة نجوى نجار، في عرضه الأول في العالم العربي، والذي يحكي قصة حقيقية لشاب يعتقل خلال أحداث الانتفاضة الفلسطينية في العام 2002 والتغييرات العميقة التي أصابت حياته بعد عقد من الزمن في السجون الإسرائيلية. وسيكون جمهور المهرجان على موعد مع صاحب "فرش وغطا" أحمد عبدالله في جديده "ديكور"، عرض في مهرجان لندن السينمائي الأخير، وفي تجربة بصرية رائعة صورت بالأسود والأبيض على شكل رسالة حب لإرث السينما المصرية وتلك المنتجة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي. ومثله سيحضر فيلم "مياه فضة: سوريا، صورة ذاتية" للمخرج السوري أسامة محمد ووئام بدرخان، عرض سابقاً في مهرجان كان السينمائي وفاز بجائزة غريرسون لأفضل فيلم تسجيلي في مهرجان لندن السينمائي الأخير. وفيه يحاول صاحب "نجوم النهار" من تشكيل صورة أقرب للواقعية لما يجري من حروب دموية بالأصالة أو النيابة على أرض بلده، وعبر لقطات فيديوية ساهمت بتصويرها مواطنته أبنة حمص وئام سيماف بدرخان أو ما يدور عبر اليوتيوب. وتمكن المهرجان من الحصول على حقوق العرض الدولي الأول لفيلم "من ألف إلى باء"، افتتح به مهرجان أبو ظبي دورته الأخيرة، وفي تجربة ثانية من إخراج الإماراتي علي مصطفى.