ضمن برنامجه الثقافي للعام الدراسي الحالي، أقام المشغل الإبداعي في معهد الفنون الجميلة بذي قار ندوة حوارية حول "صناعة الفيلم الوثائقي" للمخرج الإيطالي موريزو ماتانا،الذي يزور مدينة الناصرية في مهمة سينمائية، بمشاركة أستاذ التربية الجمالية في المعهد ال

ضمن برنامجه الثقافي للعام الدراسي الحالي، أقام المشغل الإبداعي في معهد الفنون الجميلة بذي قار ندوة حوارية حول "صناعة الفيلم الوثائقي" للمخرج الإيطالي موريزو ماتانا،الذي يزور مدينة الناصرية في مهمة سينمائية، بمشاركة أستاذ التربية الجمالية في المعهد الناقد احمد ثامر جهاد، وحضور رئيس البعثة التنقيبية الإيطالية في الناصرية، د.فرانكو دي اوغستينو. تضمنت الفعالية التي جاءت متزامنة مع بدء العام الدراسي الجديد افتتاح معرض فني للرسم والخط والفوتوغراف، وأداء طلابي للنشيد الوطني، أعقبته كلمة مدير المعهد حيدر عبد الله الشطري بارك فيها للطلبة بدء العام الدراسي الجديد، داعيا إلى ان يكون التفوق خلال هذا العام بمستوى التحديات التي مر بها البلد. كما تم تقديم لوحة مسرحية بعنوان "نبض" للطالب تحسين داحس. واستهل مقدم الجلسة المترجم أمير دوشي حديثه بالإشارة إلى أهمية مثل هكذا فعاليات ثقافية وفنية داخل المؤسسة التعليمية لأن من شأنها تعزيز وعي الطلبة ورفد المسار التربوي للمعهد بخبرات محترفة على اكثر من صعيد، بما يساهم في فتح المجال واسعا أمام الطلبة لتنمية مواهبهم وتطوير قابلياتهم الإبداعية.
وفي إطار موضوع الندوة اكد الناقد احمد ثامر جهاد في مشاركته على الدور المتعاظم الذي تضطلع به الأفلام الوثائقية اليوم، وتأثيرها الملحوظ على تشكيل وعي المشاهدين حول العالم، لاسيما مع وفرة وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والإنترنت. وتوقف جهاد في حديثه عند بدايات السينما على يد الأخوين لوميير عام 1895 في فرنسا، معتبرا ان السينما منذ بداياتها كانت ذات طابع وثائقي وإن لم يتبلور في حينها وعي النوع السينمائي وحدوده. ولفت إلى أهمية السمات الفنية الواجب توفرها لنجاح الفيلم الوثائقي الذي عليه ان يفترق عن التقرير التلفزيوني وإن أفاد أحيانا من مهمة التقصي الصحفي في جانب من جوانبه، مشيرا إلى ضرورة التعامل مع المعطى الواقعي في الفيلم الوثائقي بحس جمالي، وبناء محكم لتحقيق الأثر المطلوب في المتلقي، ومفرقا في الوقت نفسه بين أنواع عدة من الأفلام الوثائقية، ربما يكون الوثائقي الموجه أيديولوجيا اشدها تحريفا للواقع الموضوعي الذي تتصدى الكاميرا لرصده.
أما المخرج الإيطالي ماتانا والذي عمل لصالح بعض القنوات التلفزيونية الإيطالية فقد استهل محاضرته بالحديث عن تجربته في صناعة الدراما التلفزيونية الطويلة التي بلغ احد نتاجاتها- على يديه- نحو 300 حلقة، وتطلبت جهدا كبيرا لإنجاز حلقاتها كاملة واقتضت اكثر من مخرج. وأوضح ماتانا للحضور ان عمله في الدراما التلفزيونية اكسبه خبرة فنية واسعة، لا سيما وانه قريب إلى حد كبير من طبيعة العمل في الأفلام السينمائية. ثم تحدث بشكل موسع عن تجربته في إخراج الأفلام الوثائقية، وعن قدومه إلى مدينة الناصرية من اجل إنجاز فيلم وثائقي عن أعمال البعثة التنقيبية الإيطالية الجارية حاليا، ثم عرض أمام الجمهور نماذج قصيرة من مراحل تصوير فيلمه الوثائقي والأجهزة التي استخدمها في عمله.
وفي رده على سؤال حول اهم ما تتطلبه صناعة الأفلام الوثائقية، اعتبر موريزو"ان الشغف بموضوع الفيلم والإحاطة بكافة جوانبه هما العاملان الأساسيان لنجاح أي فيلم وثائقي" وقلل في غضون ذلك من أهمية التقنية في رسم مسار الفيلم أو ضمان نجاحه، خاصة مع ما يحدث اليوم من توسيع لإمكانات العمل الوثائقي باستخدام وسائل متاحة كالتصوير بالموبايل والكاميرات غير المحترفة. من جهته أشار المخرج محمد محسن إلى ان الفيلم الوثائقي يختلف باختلاف رؤية الموضوع الذي يتم تناوله وطريقة معالجته على الشاشة، بين ان يكون رصدا حرفيا للواقع تتخلله الآراء والمقابلات أو البحث عن الجانب الدرامي والإنساني في الواقع ذاته.
وحضر الندوة مدير قسم النشاط المدرسي حسين البطاط ومشرفة المتابعة المسؤولة عن المعهد أماني صالح، فضلا عن عدد من فناني المحافظة وإعلامييها.