د. سيّار الجَميل " عندما أغني انسى العالم كله .." عبد الحليم لا اعتقد ان فنانا عربيا قد احبه الشباب وعشقوا اغنياته قدر الفنان المصري الشهير عبد الحليم حافظ الذي اهاج الدنيا العربية باغنياته ذات الالحان الخفيفة والنقلات السريعة والصوت الصافي ..
ويعتبر عبد الحليم حافظ نقلة نوعية مؤثرة في فن الغناء المصري اذ نقل الاداء من حالة الطرب الصعب والالحان الثقيلة والاهات والليالي الطويلة الى حالة جديدة غير مألوفة على الاذن الموسيقية العربية وقد نجح في ادائه نجاحا باهرا فاستقطب الشباب بشكل خاص فضلا عن خصائص اخرى تميز به منها جاذبيته في شبابه البكر وخصوصا في افلامه السينمائية او حركاته بكامل جسمه وتمايله مع حركة الموسيقى وهو يتأوه او يغني على المسرح ! ان عبد الحليم حافظ قد انتصر في حداثة الاغنية المصرية وساهم في جذب الملايين العربية اليها وكان ولم يزل يعد ظاهرة فنية لا تبارى وخصوصا وانه يعد ابو الاغنية الوطنية المصرية التي عدّ فيها ممثلا رسميا لمصر عبد الناصر اذ اشتهر باغنياته الدعائية للمشروع الناصري مستقطبا كل التوهجات والالوان التي كانت تنتشر في دنيا العرب قاطبة ! rnسيرته وانشطته حصل على بكالوريوس المعهد العالي للموسيقى العربية في قسم التلحين العام 1948 ، وقد عمل أربعة سنوات مدرسا للموسيقى في طنطا ثم في الزقازيق وأخيرا في القاهرة وقدم استقالته من التدريس في العام 1959 ثم التحق بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا لآلة الابوا في العام 1950 والتي كانت البداية الحقيقية له عندما تحرر من قيد الوظيفة وتيسرت له سبل الالتقاء بأهم الرموز الفنية التي كانت تتحكم في عالم الموسيقى والألحان في ذلك الوقت أمثال: كمال الطويل وحافظ عبد الوهاب مدير البرامج الإذاعية الذي كان أول من اقتنع بصوته وقدمه لمحمد الموجى الذي أعطاه اسم حافظ بدلا من شبانة للتفرقة بينه وبين أخيه الفنان إسماعيل شبانه الذي كان وقتها مطربا معتمدا من الإذاعة ومن يوم ذاك أصبح عبد الحليم حافظ هو العندليب الأسمر. ويعتبر عقد الستينيات ازهى مرحلة من مراحل عطائه وشهرته خصوصا عندما غنى اغنياته الوطنية التي مثّلت دعاية واسعة لمنجزات النظام الحاكم واحلامه وقت ذاك واعتبرته مصر واحدا من المع فنانيها ، بل واعتبر صوت مصر العربي وقت ذاك علما بأن عبد الحليم لم يكن سياسيا في يوم من الايام . وابان السبعينات ، مال عبد الحليم الى غناء بعض القصائد واشتهر باغنياته الطويلة التي كسبت هي الاخرى شهرة واسعة في الافاق العربية ، وخصوصا بعض قصائد نزار قباني ومنها قارئة الفنجان . rnنشاطه السينمائي وفى بداياته الاولى رفض عبد الحليم الغناء لكبار المغنيين مثلما يفعل معظم المغنيين الجدد وأصر أن يغنى الاغانى الخاصة به أول ، فكانت أغنية غناها للإذاعة هي أغنية “لقاء” وأول فيلم قام بتمثيله هو “لحن الوفاء” في العام 1955، وكان بطل أول فيلم سكوب ألوان وهو فيلم “دليلة” في العام 1956 كما قام عبد الحليم بالإنتاج السينمائي وكون مع الموسيقار محمد عبد الوهاب ووحيد فريد شركة “صوت الفن” ولقد غنى عبد الحليم في الوطن العربي وبعض البلدان الأوربية برصيد حوالي 300 أغنية تنوعت ما بين الموال والأغنية الخفيفة والقصيدة والأغنية الوطنية. وتميز باغنيات افلامه على غرار عبد الوهاب وفريد ، ولكن عبد الحليم لم يكن مغنى يسحر القلوب فقط بل أيضا ممثل لعدد من الأفلام الرومانسية الرقيقة والتي بلغت 17 فيلما أشهرها “أيامنا الحلوة” ( 1955 ) و”الوسادة الخالية” ( 1956 ) و”يوم من عمري” ( 1961 ) و“الخطايا” ( 1962 ) و”أبى فوق الشجرة” (1969 ) و”معبودة الجماهير” (1967 ) وكان آخرها فيلمه “أغنية الوداع” ( 1980 ) . ومن بين الأفلام ال17 التي قدمها الفنان عبد الحليم شاركه فيها الفنان أحمد رمزي في أربعة منهم هي “أيامنا الحلوة”وأيام وليالي و”بنات اليوم” و”الوسادة الخالية” وقام بالتمثيل كذلك مع الفنان أحمد رمزي وعبد السلام النابلسى عمر الشريف ويوسف شعبان وكان يمثل دور والده دوما الفنان عماد حمدي والذي صفعة مرتين في فيلم “الخطايا” وفيلم ”أبى فوق الشجرة”. وقد شاركته البطولة كل من: فاتن حمامة وشاديه وصباح وسعاد حسنى ونادية لطفي ومديحة يسرى وإيمان وزينات صدقي وزهرة العلا ولبنى عبد العزيز ومريم فخر الدين وزبيدة ثروت. وفى النهاية يعتبر عبد الحليم أو العندليب الأسمر هو أرق صوت رجالي شهدته الساحة الغنائية منذ بدأ الغناء العربي حتى الآن وفقا لمقولة محمد عبد الوهاب. rnانطباعات لا اذكر متى غرمت باغنيات عبد الحليم حافظ ، ولكنني بالتأكيد كنا من اولئك الذين ذهبوا لمشاهدة فلم " الخطايا " بينه وبين ناديه لطفي فاعجبنا به اعجابا يفوق التصور .. وكان الصغار والكبار يرددون اغنيات ذلك الفيلم ، ومنها
شاغل الشباب العربي في الستينيات الماضية باغنياته العاطفية والوطنية!
نشر في: 11 ديسمبر, 2009: 04:45 م