توّهم كثيرون وعبّروا عن استيائهم إلى درجة الصدمة لما صرّح به الكابتن حكيم شاكر بخصوص طلبه زيادة مبلغ عقده وعدّوا ذلك شرخاً غير مقبول لمبادئ المواطنة التي كان شاكر يتفنن في إسداء النصائح والدروس لمعارضي منهجه بذريعة انه أكثر المدربين حرصاً وحباً للعراق وإنه يعمل بالمجان طوال مشواره، بل وصل عنده التفاخر بحالته الاستثنائية في تحقيق المعجزات الكروية (كما يراها هكذا) مع الشباب والأولمبي انه مشذّب من الأخطاء وكل من ينتقده يعرّض سمعة البلد إلى الإساءة وطالبهم بالنص (اذهبوا إلى ساحة التحرير لتشنقوا أنفسكم لأنكم تعطون صورة سيئة عن العراق )!!
شاكر مواطن عراقي مُحب للبلد لا غبار على ذلك، قدّم ولم يزل ما تجود به إمكاناته اتفقنا عليها أم اختلفنا، لسنا هنا في موضع التشكيك بوطنية أحد، لكن لماذا توّهم كثيرون بقضية مطلبه المادي الآن؟ أبداً القضية ليست مادية بدليل شاكر نفسه كان يتقاضى 3 آلاف دولار مرتباً شهرياً قبل وأثناء وجوده في دورة الخليج بالمنامة 2013، وتصوروا برغم ضآلة المرتب وقتها فقد تأخر تسلمه لمدة 6 أشهر!! فما سرّ الإصرار على زيادة مبلغ العقد المقترح من 400 إلى 550 مليون دينار للقبول بتدريب المنتخب ثلاث سنوات مشروطة بعدم المطالبة بالنتائج في دورة الخليج وأمم آسيا ؟!
شاكر بلغ ذروة القناعة أنه لا مناص من إخلاء المسؤولية (الوجه الآخر للهزيمة) قبل مواجهة الفضيحة في الدورة، فمؤشرات استعداد منتخبنا الوطني للدورة الخليجية لا توحي إنه ذاهب للمنافسة ضمن مجموعته الحديدية أضعف الإيمان وليس لإحراز اللقب، واتحاد كرة القدم لا يبالي لبرمجة تحضيراته لهذه الدورة منذ فترة أسوة بالمنتخبات المشاركة، هذان السببان وضعا شاكر تحت مكبس اليأس بعدم القدرة على تحقيق آمال الجماهير بخطف الكأس في ظل التخبط الإداري فضلاً عن المتاهة الفنية في الاستدلال على شخصية المنتخب الضائعة بعد خيبة تصفيات كأس العالم ومرورنا الصعب إلى أمم آسيا عبر قارب النجاة السعودي!
وبالمقابل إذا كان مبلغ 550 مليون دينار يُشبع نهم حكيم شاكر ويُرضي نفسه للموافقة على اصطحاب الأسود إلى الرياض، فالاتحاد مطالب في اجتماع حسم العقد اليوم أن يُبلغ شاكر انه لن يُشبع طموحاته إلا بالوصول إلى نهائي كأس الخليج ونصف نهائي أمم آسيا واعتقد إنهما مطلبان مشروعان يتوجب تضمينهما مع شروط العمل المقبل ولا يمكن القبول بأدنى منهما إذا ما أراد المدرب الحصول على كامل مستحقاته.
من ناحية أخرى، نستغرب ضعف الاتحاد في عدم اتخاذ قرار حازم بشأن تحدي شاكر لتعليماته ومشاركته في انتخابات نادي الشرطة مرشحاً على منصب نائب الرئيس غير آبه لتحذيرات الاتحاد بضرورة الفصل بين واجب التدريب والعضوية الناديوية، واعتقد إن إصرار شاكر على دخول الانتخابات هي دليل كافٍ على رغبته في ضمان فرصة الوجود ضمن الهيئة الإدارية للنادي من جهة ومبرراً عدم الاستمرار في المهمة الوطنية طالما انه لم يوقع عقداً رسمياً مع الاتحاد من جهة أخرى.
هناك مسألة فيها بُعد تآمري للأسف أسهم بعض المدربين في ترويجه وترسيخه مؤخراً أنه في حال تسنّم مدرب بديل لحكيم شاكر مهمة قيادة المنتخب سيكون مصيره الفشل بانتكاسة كبيرة على غرار ما حصل للمدرب هادي مطنش في بطولة غرب آسيا الثامنة بالدوحة وهي حالة خطيرة لابد من التوقف عندها لأنها تضرب ولاء اللاعب العراقي بالصميم وتدينه بالخيانة والتبعية للمدرب على حساب بلده، وصراحة أبرىء لاعبينا من هكذا اتهامات، وليمضي اتحاد الكرة بتسمية المدرب البديل في حال وصل إلى طريق مسدود في مفاوضات التعاقد ويمكن القول إن المدرب حارس محمد مستشار المنتخب في دورة خليجي 21 هو الشخص المناسب علمية وشخصية ودراية في تسيير شؤون اللاعبين لاسيما انه أسهم بجزء كبير بوصولنا إلى نهائي الدورة ذاتها، بل لديّ معلومات موثوقة تفيد بأن المستشار أنقذ المنتخب من أخطاء كارثية لم ينتبه إليها شاكر خلال مبارياته (ربما سنكشف عنها في الوقت المناسب) لنؤكد حاجة كرتنا لكفاءة عراقية رصينة وعقلية محترفة مثل الدكتور حارس محمد.
لن نفقد الأمل بعد ، لعل الساعات المقبلة تنبؤنا بانفراج الأزمة وحينها سنعرف هل يتمكن الأسود من ترويض منافسيهم في الرياض؟
إخلاء المسؤولية.. هزيمة
[post-views]
نشر في: 5 نوفمبر, 2014: 09:01 م