TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خيركم من فضحهم

خيركم من فضحهم

نشر في: 5 نوفمبر, 2014: 09:01 م

أسباب اضطراب الأوضاع الأمنية ، وتعثر العملية السياسية، ومنح الديمقراطية العرجاء عكازين لإعانتها على المسير تعود لعوامل كثيرة ، واعلن سياسي شغل منصبا وزاريا في حكومة حيدر العبادي بان كشف الملفات المغلقة سيطيح بعروش وكروش ، في حال تم الاتفاق على موقف موحد لمحاسبة المقصرين من المسؤولين السابقين والحاليين بوصفهم كانوا أصحاب قرار خلال السنوات الماضية ، وأعادوا البلاد الى العصور الحجرية ، وفي زمنهم تنامى نشاط الجماعات الإرهابية ، وولدت دولة الخلافة ، وفرضت سيطرتها على اكبر المدن العراقية .
انقاد العراق من ازمته الحالية يتطلب إجراءات وقرارات عملية في مقدمتها تشخيص" رجال الكارثة " ثم تحقيق اتفاق بين رؤساء الكتل النيابية على تفعيل دور البرلمان الرقابي لإحالة مسببي الكارثة العراقية الى القضاء ، بغض النظر عن مواقعهم ومناصبهم ، وتاريخهم النضالي والجهادي .
سوء إدارة الملف الأمني ورهن القضاء بيد الحاكم بأمر الله ، كانت من نتائجه اعتماد المخبر السري ، وزج الأبرياء بالسجون بتهمة المادة أربعة إرهاب ، فيما عتاة المفسدين يسرحون ويمرحون في المنطقة الخضراء ، ومنهم من غادر الى عاصمة أوربية او عربية ، واصبح احد رجال الأعمال ، او اشترى ناديا رياضيا في بريطانيا ليحقق له ولأبنائه مجدا جهاديا بكرة القدم ، و"القضاء المهني المحايد "مازال يلاحق سنان الشبيبي ورحيم العكيلي ، وغيرهما ، من ضحايا سنوات عجاف ، تركت تداعياتها على مفاصل الحياة كافة ، تحتاج الى سقف زمني طويل لمعالجتها ، ان توفرت النية الصادقة للإطاحة بأصحاب العروش والكروش .
معظم السياسيين بحاجة الى المزيد من الخبرة والتجربة لمعرفة أصول خوض اللعبة السياسية ، فالتنافس من وجهة نظرهم صراع يصل في بعض الأحيان الى تحشيد القواعد الشعبية وتشجيعها على حمل السلاح ، لإثبات الحضور في المشهد باية وسيلة متاحة ، يرافقها التسقيط السياسي للحصول على المزيد من المكاسب ، على الرغم من مشاركة الجميع في السلطتين التشريعية والتنفيذية ، ومنذ سنوات كان التلويح بكشف وفضح ملفات المتورطين بقضايا فساد وهزائم عسكرية ، واختراق سجون واطلاق سراح الإرهابيين ، يحتل الحيز الاكبر من ساعات بث الفضائيات التابعة لأحزاب وشخصيات سياسية ، سخرت برامجها ونشرات أخبارها لكيل الاتهامات بأسلوب أساء لدور الإعلام وصادر رسالته في نقل الحقيقة ، والابتعاد عن إثارة النعرات الطائفية والعنصرية ، وتهديد السلم الأهلي.
في كل طائرة لنقل الركاب يوجد صندوق اسود لبيان أسباب وقوع الكارثة ، والعملية السياسية في العراق هي الاخرى لها صندوقها الأسود ، لكنه لم يفتح حتى الان ، على الرغم من الكوارث والمصائب ، والمستقبل المجهول ، ولتدارك انزلاق البلاد نحو منحدر خطير ، لابد ان يرفع الساسة والمسؤولون شعار" خيركم من فضحهم" بكشف محتويات الصندوق الأسود المصخم لتتهاوى العروش والكروش والكراعين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    كونوا جديين جدا مع مساله الدوله الاسلاميه------الداعش خطر كبير جدا على العراق وعلى المنطقه--لقد مضى اكثر من خمسه اشهر والداعش معشعش فى ثلث الاراضى العراقيه ونحن نخادع انفسنا كما كان يعغل صدام فى قادسيته----يا ايها الرئيس العراقى السيد حيدر العبادى لاتعتم

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram