أسباب اضطراب الأوضاع الأمنية ، وتعثر العملية السياسية، ومنح الديمقراطية العرجاء عكازين لإعانتها على المسير تعود لعوامل كثيرة ، واعلن سياسي شغل منصبا وزاريا في حكومة حيدر العبادي بان كشف الملفات المغلقة سيطيح بعروش وكروش ، في حال تم الاتفاق على موقف موحد لمحاسبة المقصرين من المسؤولين السابقين والحاليين بوصفهم كانوا أصحاب قرار خلال السنوات الماضية ، وأعادوا البلاد الى العصور الحجرية ، وفي زمنهم تنامى نشاط الجماعات الإرهابية ، وولدت دولة الخلافة ، وفرضت سيطرتها على اكبر المدن العراقية .
انقاد العراق من ازمته الحالية يتطلب إجراءات وقرارات عملية في مقدمتها تشخيص" رجال الكارثة " ثم تحقيق اتفاق بين رؤساء الكتل النيابية على تفعيل دور البرلمان الرقابي لإحالة مسببي الكارثة العراقية الى القضاء ، بغض النظر عن مواقعهم ومناصبهم ، وتاريخهم النضالي والجهادي .
سوء إدارة الملف الأمني ورهن القضاء بيد الحاكم بأمر الله ، كانت من نتائجه اعتماد المخبر السري ، وزج الأبرياء بالسجون بتهمة المادة أربعة إرهاب ، فيما عتاة المفسدين يسرحون ويمرحون في المنطقة الخضراء ، ومنهم من غادر الى عاصمة أوربية او عربية ، واصبح احد رجال الأعمال ، او اشترى ناديا رياضيا في بريطانيا ليحقق له ولأبنائه مجدا جهاديا بكرة القدم ، و"القضاء المهني المحايد "مازال يلاحق سنان الشبيبي ورحيم العكيلي ، وغيرهما ، من ضحايا سنوات عجاف ، تركت تداعياتها على مفاصل الحياة كافة ، تحتاج الى سقف زمني طويل لمعالجتها ، ان توفرت النية الصادقة للإطاحة بأصحاب العروش والكروش .
معظم السياسيين بحاجة الى المزيد من الخبرة والتجربة لمعرفة أصول خوض اللعبة السياسية ، فالتنافس من وجهة نظرهم صراع يصل في بعض الأحيان الى تحشيد القواعد الشعبية وتشجيعها على حمل السلاح ، لإثبات الحضور في المشهد باية وسيلة متاحة ، يرافقها التسقيط السياسي للحصول على المزيد من المكاسب ، على الرغم من مشاركة الجميع في السلطتين التشريعية والتنفيذية ، ومنذ سنوات كان التلويح بكشف وفضح ملفات المتورطين بقضايا فساد وهزائم عسكرية ، واختراق سجون واطلاق سراح الإرهابيين ، يحتل الحيز الاكبر من ساعات بث الفضائيات التابعة لأحزاب وشخصيات سياسية ، سخرت برامجها ونشرات أخبارها لكيل الاتهامات بأسلوب أساء لدور الإعلام وصادر رسالته في نقل الحقيقة ، والابتعاد عن إثارة النعرات الطائفية والعنصرية ، وتهديد السلم الأهلي.
في كل طائرة لنقل الركاب يوجد صندوق اسود لبيان أسباب وقوع الكارثة ، والعملية السياسية في العراق هي الاخرى لها صندوقها الأسود ، لكنه لم يفتح حتى الان ، على الرغم من الكوارث والمصائب ، والمستقبل المجهول ، ولتدارك انزلاق البلاد نحو منحدر خطير ، لابد ان يرفع الساسة والمسؤولون شعار" خيركم من فضحهم" بكشف محتويات الصندوق الأسود المصخم لتتهاوى العروش والكروش والكراعين .
خيركم من فضحهم
نشر في: 5 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
كونوا جديين جدا مع مساله الدوله الاسلاميه------الداعش خطر كبير جدا على العراق وعلى المنطقه--لقد مضى اكثر من خمسه اشهر والداعش معشعش فى ثلث الاراضى العراقيه ونحن نخادع انفسنا كما كان يعغل صدام فى قادسيته----يا ايها الرئيس العراقى السيد حيدر العبادى لاتعتم