لا يخلو أي كتاب عن تاريخ الموسيقى من ذكر اسم فالتر فون در فوغلفايده (عاش بين 1170 – 1230) أشهر المغنين الجوالين في القرون الوسطى. المناسبة التي جعلتني أتحدث عنه اليوم هي زيارتي مدينة فورتسبورغ الألمانية مؤخراً، حيث يوجد قبره. فهناك توفي ودفن هذ
لا يخلو أي كتاب عن تاريخ الموسيقى من ذكر اسم فالتر فون در فوغلفايده (عاش بين 1170 – 1230) أشهر المغنين الجوالين في القرون الوسطى. المناسبة التي جعلتني أتحدث عنه اليوم هي زيارتي مدينة فورتسبورغ الألمانية مؤخراً، حيث يوجد قبره. فهناك توفي ودفن هذا الشاعر المغني الذي أوصل الشعر الغنائي الألماني في العصور الوسطى القمة. زادت آراؤه السياسية والقومية التي بثها في أشعاره من تأثيرها، فكان يلازم جانب الامبراطور الروماني (الألماني) ضد البابا وأعوانه، وكان كذلك من دعاة الوحدة الألمانية الأوائل. برع في أشكال الشعر الغنائي الألماني الوسيط الثلاثة: في النشيد (الأغنية) والمحاورة والحكمة. وكانت الأشعار تقدم مغناة بمصاحبة أداة تشبه العود أو بمصاحبة القيثارة. للأسف لا نستطيع التوثق من الألحان التي وضعها سوى لثمانٍ منها. من أشهر الأغاني المنسوبة اليه (لحناً) تلك بعنوان "تحت شجر الزيزفون" التي تتحدث عن لقاء الحبيب بحبيبته تحت أغصان هذه الشجرة، في الطبيعة حيث لا يراهما أحد، سوى طير كان يراقبهما من على الغصن، لكنه لن يبوح بسرهما لأحد. هذه القصيدة لا تزال تحتل موقعاً متقدماً بين أشهر الأشعار الغزلية في تاريخ الأدب العالمي. بالمقابل اشتهرت كذلك اغنية فلسطين التي تتحدث عن حق الصليبيين في فلسطين وتدعو الفرسان الصليبيين للمشاركة في الحملة الخامسة (1217-1221)، وهي من ألحانه الموثقة، مثلما هي اغنيته "الآن أشعر للمرة الاولى بأنني أعيش ".
دفن فالتر تحت لوح حجري توجد في زواياه الأربع حفر كانت تملأ بالقمح حتى تأكل منها العصافير حسب رواية في القرن الرابع عشر، لكن هذا الحجر اختفى لاحقاً، وصنع له قبر حجري جديد في القرن التاسع عشر هو ما نراه اليوم.