كل كاتب عمود يومي لا بد ان تمر عليه أيام يجد نفسه فيها حائرا بالذي يكتبه. فجأة يرى الأفكار التي كانت برأسه البارحة قد تبخرت. وحتى الأحداث مهما كانت سارة أو محزنة لا تحرك به ساكنا. هذه الحالة يسميها الكتاب الغربيون "حبسة". والمحبوس شيخلصة؟ فعلا أيها الإخوة والأخوات داعيكم في "حبسة" هذا الصباح. ولأنه لا بد مما ليس منه بدّ، فكرت بطريقة أنفذ بها بجلدي واكتب عمودي قبل ان يداهمني ايميل من "المدى": دكتور عمودك لم يصلنا إلى الآن. ماكو غير أفتح مواقع الأخبار وأكتب عن أول خبر وان كان رياضيا أو حتى عن لف الدولمة. المهم ان أفلت من "الحبسة". واللي بدّو يصير يصير. يا رب طلعه خوش خبر. وبيني وبينكم العباس كان الخبر "عبد المعطي احمد: الحرب ضد داعش وهم!". وعبد المعطي هذا كاتب مصري والخبر مأخوذ من مقال له نشره في "الأهرام" يوم أمس. ما قاله عبد المعطي قاله ويقوله ثلاثة أرباع العرب ان لم أقل أكثر، يرون انه ما من طائرة تطيح أو بلم ينقلب أو دجاجة تعسّرت عن البيض في أي بقعة عربية إلا ولأمريكا فيها يد مخفية أو معلنة. لا تستغربوا ان بيننا كتابا وأدباء عراقيين، عدا الكثير من عامة الناس، لهم نفس الرأي. بوضوح شديد سألني أحدهم قبل أيام: انت مصدّك اكو "داعش"؟ ثم أجاب نفسه: عمّي هاي كذبة أمريكية وفلم هوليوودي مرتب عبرته على الغشمة.
سؤاله وجوابه معا كنت قد سمعتهما من سائق تاكسي وبيّاع خضرة وفنان تشكيلي "كبير" قبل أسبوع. لم اجد في وقتها جوابا لأولئك سوى اني سويّت نفسي لا أسمع ولا أفهم. أما صاحبي العراقي فقد عدت عليه سؤاله وجوابه بمثلهما مع تغيير "طفيف":
انت مصدّك ان أمريكا أزاحت صدام؟ عمّي تره هاي كذبة أمريكية وفلم هوليوودي مرتب عبّرته على الغشمة لآن صدام لم يزحه الأمريكان بل نتلته الكهرباء ومات!
صدّام نتلته الكهرباء ومات!
[post-views]
نشر في: 7 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
بغداد
ليش شنو يعني تعتبر جريمة اذا قلنا صدام نتلته الكهرباء ومات ؟!!! يعني شنو الاعتقاد لازم يكون زي موحد شنو اللي تشوفة بالدعاية الاعلامية لازم نصدقه والا انتهى الامر وأصبحنا عبيد نطيع أسيادنا اعلام الكذب والنفاق الذي يسيطر عليه اكبر مفتري البليونير المتهرب من
د عادل على
صحيح ان هناك ميالغه شديده عن دور امريكا فى كل شيء حتى طرشى خانجيخان فيه مواد سريه امريكيه واللى ياكله يصير رئيس القياده القطريه حتى ايسوى حرب على ايران وبعدا ياتى ابو بكر البغدادى على متن سجاده ايرانيه الى بغداد ليعلن الدوله الاسلاميه المعارضه للجمهوريه
الشمري فاروق
(عيوني استاذ هاشم هاي منين لكيتهه..) في كثير من نقاشات البعض منا لوضعنا ووضع الدول العربيه ومعاناتها اجد ان الكثير منا يشكوا وبثقه ان كل مانعانيه من مشاكل ونكسات والام هو من صنع امريكاواليهود واسرائيل وكتاب حكماء صهيون....ويقولونها بثقه لا يمكن حتى منا