المصطلحات والمفردات العجيبة الغريبة السائدة في الشارع العراقي ، تتمتع بمواصفات الانتشار والانتقال من الشمال الى الجنوب بسرعة الصوت ، وتتنوع مصادر اطلاق المصطلحات متعددة ، ويقال ان "سواق الكيات" الحافلات الصغيرة ، يقفون في طليعة المصادر ، لانهم اكثر احتكاكا بالأوساط الشعبية ، وربما تفوقوا على أعضاء مجلس النواب بالاتصال المباشر مع الجماهير وتفهم مطاليبهم بتغيير السير عند حدوث الطوارئ .
اخر ابتكارات أصحاب الكيات مصطلح "عباعيب " والمفردة من الجيل الثالث في اصطلاحاتهم بعد الصكاك والعلاس وحديقة ، وغيرها من المفردات افرزها الخراب العراقي ، المصطلح الجديد انتشر مثل النار في الهشيم ، لا احد يعرف جذر اشتقاقه ، لكن معناه يجمع بين التحذير والانتباه ، والاستياء والضجر ، فسائق الكيا حين يرفع صوته ويطلق مفردة " عباعيب" ينبه زملاءه الى سلول طريق بديل ، لانقطاع الرئيسي بسبب حضور مسؤول كبير الى مقر مبنى رسمي ، قام الأشاوس من عناصر حمايته بقطع الشارع كجزء من متطلبات حفظ امن المسؤول، وإحباط اية محاولة ارهابية تستهدف موكبه .
مفردة "عباعيب" اشارة صوتية مرورية ، وفي بعض الأحيان تكون امنية، مصحوبة بتحذير مشدد ، يتداولها سائقو سيارات الأجرة ، بعد تسجيل حوادث متكررة في العاصمة باختطاف السائق ومركبته حين يصل الى منطقة ذات هوية مذهبية معينة ، بصريح العبارة واستجابة لمطالبة الإعلامي العراقي المقيم في الولايات المتحدة عادل زينل بذكر الأسماء بمسمياتها ، السائق السني ، لا يعمل في مناطق شيعية وبالعكس ، وحين يقول احدهم "عباعيب" يعني ان الخطر مازال قائما ، ومن يسمع ويصدق تصريحات المسؤولين الامنيين ،وعبارات الاطمئنان يتحمل وحده تبعات المغامرة والمجازفة لتجاهله سماع صوت ناقوس الخطر "عباعيب ".
سواق الكيات والسايبات الاكثر احتكاكا بالناس ، توصلوا بطريقتهم الخاصة الى ابتكار وسائل لحفظ امنهم ، وحافظوا على سلامة زبائنهم ، بمصطلح قد يثير الامتعاض لغرابته وسوقيته، لكنه وفر حالة من الاطمئنان ، وبدد القلق والمخاوف من المجهول ، والابتعاد عن الخطر ، انطلاقا من القول الشائع ابتعد عن الخطر وغني له ما شئت من الاطوار بدءا من الحياوي والشطراوي والمحمداوي وانتهاء بالمقامات المخالف والحكيمي والبنجكاه ، ويفضل ذكر "عباعيب" اثناء اداء البستة ، وسجلت هذه البكرة في "كراج البياع " بحضور موظفي وزارة النقل والبلدية ،وعريف المرور مسؤول المفرزة .
قبل نكبة حزيران العراقية تجاهل القادة الامنيون معلومات وصلت اليهم من مصادر مختلفة تفيد بوجود تحركات واسعة لجماعات مسلحة ، قادمة من الاراضي السورية ، واقمار الولايات المتحدة هي الاخرى لم تعر للامر اهتماما ، لكنها وبعد اسابيع على حلول الكارثة سربت شريطا مصورا يظهر احد عناصر داعش "ينكح حمارا " وبغض النظر عن مدى صحة الشريط ، كان الاجدر بالمسؤولين المكلفين بإدارة الملف الأمني في الحكومة السابقة وقبل حصول النكبة ان يطلقوا بصوت واحد "عباعيب " حفاظا على الارواح والممتلكات وما تبقى من أموال في الخزينة .
عباعيب
نشر في: 7 نوفمبر, 2014: 09:01 م