الأنباء الواردة من محافظة نينوى تفيد بان تنظيم داعش اصدر أوامر تقضي بالكشف عن وجوه النساء المنقبات اثناء مرورهن امام تجمعات المسلحين المنتشرين في احياء متفرقة من المدينة ، والاوامر الداعشية ، جاءت على خلفية اغتيال عناصر التنظيم من قبل رجال من الموصل تنكروا بزي المنقبات ، والحوادث تكررت ، فعبرت عن رغبة معظم الأهالي في تحرير مدينتهم من سيطرة الجماعات الارهابية ، ونشرت صحيفة خليجية تصريحا لضابط سابق في الجيش العراقي المنحل يقيم في الموصل من دون ذكر اسمه يؤكد تلك الانباء .
تجارب مقاومة الشعوب للغزاة والمحتلين ومقارعة الظلم والاضطهاد كثيرة ، وبالإمكان استخلاص دروسها وأساليبها واعتمادها في تحقيق الخلاص ونيل الحرية شريطة توفر جهة سياسية تتولى تنظيم العمل الميداني ،ولمحافظة "نينوى المحتلة" ممثلون في مجلس النواب ، وفي الحكومة الحالية ، بعضهم يشغل مناصب مهمة في الدولة ، ومنذ احتلال المحافظة ومرور اكثر من خمسة اشهر على سقوطها بيد داعش ، اقتصر حديث سياسييها على اطلاق تصريحات عبر الفضائيات ، وأكثرهم فضل الإقامة في فنادق أربيل والعاصمة بغداد ، ليدير المعركة بطريقته الخاصة عبر شاشات الفضائيات ، وحين تسعفه الشبكة عندما تكون داخل التغطية يجري اتصالات هاتفية لغرض الحصول على معلومات من أهالي المدينة ليستخدمها في تصريحاته لغرض إعطاء إيحاء لمن يسمعه بانه داخل الميدان ، وقبل دخوله الى أستوديو البث ، نفض غبار المعركة ، وهذا الأسلوب في التعامل مع الازمة بل المصيبة يجعلها تمد جذورها بالأعماق ، وحركة المقاومة وطبقا لتجارب الشعوب لا تحتمل التضليل والكذب والمزايدات واطلاق التصريحات والاتهامات المتبادلة لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية على ارض خراب .
تنظيم داعش استشعر الخطر، فواجه إمكانية تعرض المزيد من عناصره لعمليات اغتيال بأسلوب التنكر بزي المنقبات بالتخلي عن قناعاته ومزاعمه العقائدية لضرورات احترازية حفاظا على امن "عسكر الخلافة" فتحول النقاب المفروض على الموصليات بالإكراه الى شرارة تبشر باندلاع انتفاضة شعبية وولادة ثورة شريطة توفر رجالها المخلصين.
في بلد خليجي تفرض جهاته الدينية ارتداء النقاب على النساء ، وتحرص على تطبيق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتصادر الحريات بذريعة التصدي للرذيلة ، نشرت صحف ذلك البلد قصصا وتقارير تناولت ظاهرة تخلي النساء عن النقاب لحظة وصولهن الى مطارات دول أجنبية ، وإزاء هذه الظاهرة كانت ردود أفعال المتشددين المتزمتين من دعاة فرض الفضيلة بأساليبهم المنطلقة من عقائدهم المريضة ، صامتة ، لعجزهم عن مواجهة الراغبات في تحدي التسلط واكتساب الحرية الشخصية حتى وان كانت خارج المحيط الجغرافي المحلي .
التنكر "بنقاب الموصليات" لاستهداف الارهابيين في الموصل خطوة اولى في ولادة مقاومة تتطلب الدعم والتأييد السياسي والحكومي والتحالف الدولي والنظر اليها بوجوه لا ترتدي اقنعة فعمل المقاومة لا يقبل الشعارات بقدر حاجته الى وسائل تنفيذ على الارض واحيانا الى أساليب الخديعة .
نقاب "الموصليات"
[post-views]
نشر في: 8 نوفمبر, 2014: 09:01 م