TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الجمهوريون يعودون للسلطة

الجمهوريون يعودون للسلطة

نشر في: 9 نوفمبر, 2014: 09:01 م

تؤشر نتائج الانتخابات النصفية في مجلس الشيوخ الأميركي، وفوز الجمهوريين بالأغلبية إضافة لأغلبيتهم في مجلس النواب، إلى أن آخر سنتين من رئاسة الديمقراطي بارك أوباما، ستكونان الأكثر خمولاً من سنواته الثمانية، التي تميزت بانحسار النفوذ الأميركي في أكثر من موقع على خارطة العالم، أوباما اليوم أمام سيطرة خصومه بالكامل على الكونغرس، ما يمنحهم القدرة على إملاء الأجندة البرلمانية للسنتين القادمتين، حيث سيكون بإمكانهم تعطيل مشاريعه كافة، ومنعه من تعيين كبار المسؤولين الحكوميين، ما دفعه بالضد من إرادته ورغبته إلى إعلان عزمه على التعاون مع خصومه، ليكون العامان المقبلان بناءين بأفضل ما يمكن، على حد تعبيره.
ارتفع تمثيل الجمهوريين في مجلس الشيوخ إلى مستوى غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، بعد انتزاعهم سبع ولايات من خصومهم الديموقراطيين، وفي مجلس النواب، كسبوا عشرة مقاعد على الأقل، ويداري الديمقراطيون هزيمتهم بالقول إن رسالة الناخبين واضحة، وتتمثل برغبتهم في رؤية الحزبين يعملان معاً بعدما شهد الكونغرس حالة شلل، خلال العام الماضي، غير أن الواقع يقول إن الجمهوريين سيصرون على الاستمرار في أولوياتهم السياسية، ما سيجبر أوباما على التفاوض معهم وفق شروطهم، رغم إدراكهم أن الرئيس الديمقراطي سيظل ممسكا بسلطة النقض، ولن يغامر بإصدار قوانين مثيرة للجدل، خصوصاً وأن نتائج الانتخابات تؤكد ملل الأميركيين من صراع الحزبين، الذي منع الكونغرس المنقسم من إقرار أي إصلاح كبير.
على صعيد السياسة الخارجية لواشنطن، وهي ما يعنينا، فإن أوباما طلب من الكونغرس المسيطر عليه جمهورياً، دعمه بتفويض جديد لقتال الدواعش، باعتبار أن لدى الأميركيين الآن عدوا من نوع مختلف، يحتاج التعامل معه إلى استراتيجية مختلفة، وبحيث يتوجب تنظيم الشراكة مع العراق ودول الخليج الأخرى والتحالف الدولي، ورأى أن الأمر يحتاج إلى تفويض جديد لاستخدام القوة العسكرية ليعبر عن أن "استراتيجيتنا الحالية ليست رهينة شهرين أو ثلاثة مقبلة، وإنما هي استراتيجيتنا في المستقبل"، لكنه لم يذكر إيران التي تشكل العلاقة معها المعضلة الأكبر للسياسة الأميركية خصوصاً والغربية بشكل عام، مع ضرورة التذكير بأنه من المفترض أن تنتهي مفاوضات إيران مع الدول الست نظرياً أواخر الشهر الحالي، ومؤكد أن الجمهوريين سيستغلون أكثريتهم النيابية، لانتقاد استراتيجية أوباما ضد تنظيم داعش، حتى وإن كانوا يشاطرونه الهدف النهائي، وسيأخذون عليه طريقته في التعامل مع معارضي الأسد عسكرياً وسياسياً، وهم أعلنوا مسبقاً بأنه ليس هناك استراتيجية أميركية بشأن سوريا، وفيهم صقور يطالبون حتى بالتدخل العسكري لإطاحة الأسد.
جرت العادة أن تأتي نتيجة الانتخابات النصفية سلبية للرئيس وحزبه، لأنها تكون فرصة للاعتراض على السياسة الداخلية، غير أن الأمر مختلف هذه المرة، مع بروز وتنامي خطر الجماعات الجهادية والتكفيرية الإسلامية في الشرق الأوسط، وليس سراً أن البعض يتهم سياسات أوباما بتشجيع التكفيريين، والتردد المرضي في مواجهة موجة الاستيطان الإسرائيلي في الأرض المحتلة، ما أضعف رصيد قوى الاعتدال في المنطقة، كما أن تخليه السريع عن نظامي زين العابدين بن علي وحسني مبارك، وتشجيع الإسلام السياسي، أسفر عن فوضى عارمة بينما سرّعت واشنطن انفتاحها على طهران قبل أن تتبين مفاصل سياسات الرئيس روحاني، ومواصلة مماطلة مفاوضيها في الملف النووي، وتخليها عن معارضي الأسد المعتدلين ما أضعفهم وقوى شوكة المتطرفين.
المهم أن السنتين الأخيرتين من ولاية أوباما ستشهدان تغييرات بارزة في الشرق الأوسط، وبديهي أن سيطرة الجمهوريين على المؤسسة التشريعية ستحد من تردده القاتل، بينما يبدو أن عدداً من المشرعين الديمقراطيين بدأوا مرحلة النأي عن رئيسهم المتخاذل، لقناعتهم بأنه بات عبئاً عليهم، بينما ينتظر العالم مرحلة غليان ليست خافية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المنافذ تحقق أكثر من 2.2 تريليون دينار إيرادات جمركية في 2025

التشكيلة الرسمية لمنتخبنا الأولمبي لمواجهة عُمان ببطولة كأس الخليج

الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً

القضائية تستبعد نجم الجبوري من مقاعد نينوى الانتخابية

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram