زبيبة والملك ، والقلعة الحصينة ، واخرج منها يا ملعون، روايات بقلم كاتبها الذي عرفه العراقيون على الرغم من حرص الإعلام الرسمي في زمن صدورها على حجب اسم المؤلف، في وقت شجع على نشر مقالات ودراسات وتحليلات نقدية عنها، لأغراض "التعريف بمنجز إبداعي عراقي متفرد " وقبل ان يخرج الملعون اسدل الستار نهائيا على تلك الأعمال وانتهى بها المطاف نحو النسيان مثل الكتاب الأخضر لصاحبه القذافي ، ومؤلفات رئيس كوريا الشمالية الاسبق كيم ايل سونغ ، اذ كانت توزع مجانا في بغداد بكميات كبيرة لتعريف القراء بالتجربة الاشتراكية الكورية.
في عراق ما بعد الغزو الأميركي ، عادت كلمة " صاحبها " لتحتل المشهد الاعلامي حين عادت الاحزاب والقوى السياسية للممارسة نشاطها في الساحة المحلية ، الاحزاب التي يعود تأسيسها لعشرات السنين، أصدرت صحفها ، والجديدة المعروفة بانها صاحبة النفوذ في الشارع وداخل الحكومات المتعاقبة ، حرصت على افتتاح فضائيات ووكالات انباء ومواقع الكترونية وصحف لتكون من وسائلها الاعلامية الناطقة باسمها ، يتضاعف نشاطها في مواسم اجراء الانتخابات التشريعية والمحلية ، وخلال اندلاع الازمات ، ووصول الخلافات الى مرحلة التلويح بالسلاح للدفاع عن المظلومية وحقوق المكونات الاجتماعية ، باعتماد التوازن وغيره من مفاهيم ترسيخ وتوطيد المحاصصة الطائفية والمذهبية في المشهد العراقي .
للفضائيات العرقية أسماء معروفة تخضع للتحريف لدى مستخدمي العالم الافتراضي في شبكة التواصل الاجتماعي ، فضائيات تأخذ أسماءها من أصحابها وهم عادة شخصيات سياسية ، وقادة أحزاب شغلوا مواقع ومناصب في الحكومة، فضلا عن رجال اعمال ، وزعماء ائتلافات وكتل نيابية وتحالفات ، ومسؤولين سابقين وحاليين ، وفي صفحات التواصل شواخص تعلن عن فضائية لصاحبها البزاز والمطلك والكربولي ، والجعفري، والحكيم ، والمالكي ، والنجيفي ، وغيرهم ، الانطباع السائد عن تلك الفضائيات، انها تتبنى الدفاع عن صاحبها ، ظالما او مظلوما ، والقضية طبيعية ، فصرف ملايين الدولارات مجهولة المصدر تنفق لأغراض تلميع صورة صاحب الفضائية بالوان مستوردة من مناشىء عالمية ، والرجل ليس "برمكيا " وهو غير مستعد اطلاقا لصرف ماله من الرزق الحلال على قضايا تخدم مصالح الاخرين تسمى في بعض الاحيان بلغة الشعارات ولهجة الادعاءات " المصالح الوطنية" .
اعلامي عراقي اعد دراسة تناول فيها خطاب الفضائيات العراقية خلال عام كامل ، توصل الى نتائج من ابرزها ان احد اهم أسباب الانقسام المجتمعي يعود الى تجاهل الفضائيات تبني الخطاب المعتدل ، وتركيز بثها على مخاطبة الجمهور من زاوية الانتماء المذهبي ، صاحب الدراسة يخشى نشرها ، في الصحف المحلية ، فأرسلها الى مجلة عربية متخصصة لتقوم بنشرها باسم مستعار.
يقال ان مسودة قانون تشكيل الأحزاب المعطلة منذ دورتين تشريعيتين ، تتضمن فقراتها الإشارة الى وسائل إعلام الحزب ، ولحين إقرار القانون ستبقى فضائية "لصاحبها" تواصل البث بالتمويل الذاتي وتبرعات الرفاق ودمتم للنضال .
فضائية لصاحبها
[post-views]
نشر في: 9 نوفمبر, 2014: 09:01 م