بغداد / متابعة المدىانطلقت في بغدام امس الجمعة جولة التراخيص الثانية لعقود تطوير عشرة حقول نفطية بمشاركة اكثر من اربعين شركة عالمية. و تقدمت شركات تقودها "شل" البريطانية الهولندية و الشركة الوطنية الصينية للبترول (سي ان بي سي)
في جولة التنافس التي تقوم بها وزارة النفط للاستثمار في هذه الحقول النفطية الموزعة في مناطق متفرقة من البلاد. وافتتح رئيس الوزراء نوري المالكي جلسة تقديم العروض في وزارة النفط في حضور ممثلي 44 شركة مشاركة في المزاد العلني وبينها كبرى الشركات الدولية. وتتعلق المناقصة بعشرة حقول نفطية تمنح خمسة منها الجمعة والخمسة المتبقية السبت. وفاز ائتلاف شركتي شل الانكليزية الهولندية و بتروناس الماليزية بعقد تطوير حقل مجنون النفطي الضخم، جنوبي العراق في بداية التنافس يوم امس. و قال رئيس الوزراء نوري المالكي خلال حضوره امس جولة التراخيص الثانية للحقول النفطية والغازية التي جرت في مقر وزارة النفط : لقد كانت واردات النفط في زمن النظام المباد تتحول إلى أسلحة وحروب لامنفعة للعراقيين فيها،أما اليوم فستتحول لعناصر سلام ومحبة وخدمة وتحقيق تطلعات الشعب العراقي لأنه صاحب هذه الثروة، وان نفط العراق للعراقيين ،وفي ظل الإدارة الجديدة وسيادة القانون ودولة المؤسسات لابد من أن يرى أبناء الشعب الثروات النفطية تتحول إلى مصانع وخدمات وزيادة في الإستقرار السياسي، خصوصاً أن العراق أصبح اليوم منفتحاً مع جميع الدول على أساس الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأضاف المالكي : إن هذه الجولة تمثل ظاهرة متطورة في تأريخ الصناعة النفطية العراقية من خلال ما نشهده اليوم من تنافس واضح وشفاف بين الشركات العالمية والذي يتم أمام أنظار الجميع،وليس كما كان يحصل سابقاً في الغرف المغلقة وخلف الأبواب،وهذا الوضع الجديد والمتطور يولي الصناعة النفطية والإستثمار أهمية كبيرة لأن النفط هو المصدر الأساس للطاقة. وتابع رئيس الوزراء إن ما تحقق في جولة التراخيص الأولى رفع قدرة إنتاج النفط إلى ستة ملايين برميل،واليوم نريد أن نحقق المزيد في هذه الجولة بحضور (35) شركة عالمية،وان العالم اليوم ينظر إلى هذه التجربة بإحترام وتقدير وقد تكون مؤهلة لأن تصبح نموذجاً تعتمده الدول الاخرى، متمنياً للشركات الوطنية أن ترفع من قدرتها ومستوياتها الإنتاجية. وبين المالكي :إن تطوير الصناعة النفطية هو تطوير لحياة العراقيين وهو تطوير للمنطقة عندما يكون العراق فيه خدمات،وفي السنوات المقبلة حينما تتوفق هذه الشركات في عملها سيكون العراق قادراً على تطوير جميع مرافق الحياة وتوفير النفط للعالم وفق أطر التفاهم والتعاون المعمول بها دولياً. من جانبه اعلن وزير النفط حسين الشهرستاني فوز الائتلاف الذي تشارك فيه شركة شل بنسبة 60% وبتروناس بنسبة 40%، بسعر 1,39 دولار للبرميل الواحد على ان يرفع الانتاج الى ما معدله 1,8 مليون برميل يوميا، لفترة تمتد الى ست سنوات. وخسر الائتلاف المنافس الذي يضم شركتي توتال الفرنسية و"سي ان بي سي" الصينية الذي قدم عرضا بلغ 1,75 دولارا للبرميل وبسقف انتاجي يصل الى 1,4 مليون برميل يوميا. كما فاز ائتلاف شركات "سي ان بي سي" الصينية و "توتال" الفرنسية و "بتروناس" الماليزية بعقد تطوير حقل الحلفاية، جنوب العراق، حسبما اعلن الشهرستاني. وقال الشهرستاني ان الائتلاف الذي يضم شركة "سي ام بي سي" الصينية بنسبة 50% وكلا من "توتال" الفرنسية و"بتروناس" الماليزية بنسبة 25%، فاز بعقد تطوير حقل الحلفاية بعد تقدمه بنقاط المنافسة وحصوله على 98 نقطة. والعرض الذي قدمه الائتلاف هو 1,40 دولار للبرميل مع سقف انتاجي يصل الى 535 الف برميل يوميا، على مدى ست سنوات. وفشلت ثلاثة ائتلافات تضم شركات مختلفة في جولة التنافس بحصولها على نقاط اقل. ويقدر احتياطي حقل الحلفاية بحوالى 4,1 مليارات برميل من النفط. ولم تتقدم اي شركة بعروض للاستثمار في حقول شرق بغداد والحقول الشرقية، ما دفع وزارة النفط الى الاعتماد على ذاتها في تطوير هذه الحقول. وقال الشهرستاني "لم نتسلم اي عرض من اي شركة بخصوص حقل شرق بغداد والحقول الشرقية. ستتولى وزارة النفط تطوير هذه الحقول كما كانت تقوم بذلك من قبل". ويقدر احتياطي النفط في حقل شرق بغداد بحوالى 8,1 مليارات برميل فيما يبلغ احتياطي الحقول الشرقية وهي اربعة، نحو 367 مليون برميل. وستتواصل المناقصة السبت مع منح الحقول الخمسة المتبقية وفي طليعتها حقل غرب القرنة 2 الذي يحوي احتياطيا قدره 12,8 مليار برميل. ويبلغ اجمالي الاحتياطي للحقول العشرة المطروحة في المزاد 41,2 مليار برميل وفي حال نجحت العقود ستؤهل العراق لان يصبح بعد ست سنوات بمستوى كبار منتجي النفط في العالم. ويجري المزاد بطرح المناقصات على الحقول فرادى على مدى يومين، خمسة حقول الجمعة والخمسة الاخرى اليوم السبت. وهذه هي الجولة الثانية من تراخيص تطوير قطاع النفط ، حيث كانت الجولة الاولى اجريت في حزيران الماضي. وتضم المناقصات حقولا لم تط