في الأيام الأولى التي اجتاحتنا فيها داعش واستولت على أفضل ما نملك من أسلحة ثقيلة وخفيفة، واقتطعت ما اقتطعت من جسد العراق، ولينتقم الله ممن كان سببا في ذلك، كنا نسمع الشيخ علي حاتم سليمان وهو يسخر من الذي يصدّق انها داعش التي أعطاها نسبة 5 بالمئة من الحضور فيما جرى من أحداث. ثم كان يرينا طوابير من شباب الجيش تسير في شوارع تكريت ويسأل: هل هذه داعش؟ أتترك هؤلاء أحياء يمشون براحتهم لو انها هي؟ وجاءت الأيام لتكشف ان أولئك الشباب كانوا يساقون الى مذبحة سبايكر. من يومها اختفى او قلل من ظهوره ولم نسمع منه تفسيرا. قلنا، يالله الغايب حجته اوياه، ولنحمل "أخانا" على سبعين محملا.
في تلك الأيام كتبت متسائلا، وقصدته بالذات: كيف تنتظرون منا، نحن الذين لم تتحكم بنا النوازع الطائفية ووقفنا بوجه المالكي من اجل مطالبكم المشروعة، ان نقف معكم اليوم حتى لو كان بينكم داعشي واحد. أجننتم انتم؟
لا أخفيكم انني كنت اقدّر حرقة قلب السليمان على أهله. وكنت استحضر قول أهلي في الجنوب "طك الخشم تهمل العين" و"الما بيه خير الأهله ما بيه خير للناس". وها هم أهلك يا شيخ، الذين هم أهلنا بكل صدق، يذبحون من البو نمر مرورا بمحاصرة الجبور لطردهم من ديار اجدادهم، وغدا لا يتركون رقبة أو عرضا او مالا لأي عشيرة سنية الا واستباحوه. فأين هم "ثوارك"؟ لا بل أينك أنت؟ أفعلا كان الدواعش 5 بالمئة ولعبوا كل هذا الذي لعبوه بأبناء عمومتك واخوتك؟ ليش ساكت وانت ترى النساء تلوذ بالعراء والشباب ترصف في مقابر جماعية على طول وعرض الانبار وتكريت والموصل وهم يذبحون بأيدي الشيشان والأفغان وزبالة البشر؟  
يا حاتم علي سليمان أما دلّك قلبك على صوت أم من الانبار تستنهضك وتعاتبك؟
"عجل" وينه حجيك ذاكوزماطك النه
وصلـــت تراهـــي الخيـــــــللبيـــوت اهلنـــه