اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > طب وعلوم > التغير المناخي يقلب الأوضاع فـي القطب الشمالي

التغير المناخي يقلب الأوضاع فـي القطب الشمالي

نشر في: 11 ديسمبر, 2009: 05:25 م

يتيح ذوبان الجليد في القطب المتجمد الشمالي بسبب ارتفاع حرارة الأرض الكثير من الفرص الاقتصادية للدول المشاطئة لكن هذه التغيرات حبلى بتهديدات جسيمة بالنسبة للسكان الأصليين والحيوانات المتوطنة.فالمحيط المتجمد الشمالي
 حيث ترتفع الحرارة أسرع بمرتين من باقي العالم، يشبه "عصفور كناري في منجم للفحم" وفق تعبير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في صورة استعارية للمصير الذي ينتظر الأرض.والغطاء الجليدي هو الشاهد الاول على ارتفاع حرارة الأرض. ففي ايلول2007 تراجعت مساحة الجليد الى أربعة ملايين كلم مربع ويخشى العلماء ان يختفي تماما بنهاية القرن الحالي.حتى ان مدير مركز اوسلو لأبحاث البيئة والمناخ "سيسيرو" بول برسترود يبدو أكثر تشاؤما بقوله ان هذه التوقعات "متفائلة نظرا للملاحظات التي تتوقع تراجع الجليد البحري أسرع من المتوقع"، وسيؤدي ذوبان الجليد الى فتح طرق ملاحية جديدة مثل الطريق الذي ينطلق من الشمال الغربي على طول الساحل الكندي والطريق الشمالي على طول روسيا، وبذلك يتم اختصار المسافة التي تجتازها السفن التجارية بين الأطلسي والهادئ بصورة كبيرة دون ان تعبر مضيق بنما او قناة السويس. ويتوقع ان يؤدي ذلك الى تقليص المسافة بين روتردام ويوكوهاما في اليابان بنسبة 40%، وتتطلع شركات الطاقة العملاقة بشغف للعثور على حقول للنفط او الغاز كان الجليد يعيق الوصول اليها أمام خشية المدافعين عن البيئة من ظهور بقع سود في محيط شديد النقاء في الاصل، ويفيد مركز المسح الجيولوجي الأميركي ان المنطقة تختزن ما يصل الى تسعين مليار برميل من النفط، وهي ثروة تقدر بحوالي سبعة ترليونات دولار باسعار اليوم، و30% من احتياطات الغاز العالمية المتوقعة. وتحرك هذه الثروات أطماع الدول المشاطئة مثل الولايات المتحدة وروسيا وكندا والنروج والدنمارك عبر جزيرة غرينلاند، والتي يطالب كل منها من جهته بسيادته على تلك المنطقة - والشاهد على ذلك غرس علم روسي على عمق أربعة آلاف متر تحت القطب الشمالي - إضافة الى النزاع بين كندا والدنمارك على جزيرة هانس او الصغيرة، ولتأكيد سيادتهما، قررت روسيا وكندا تعزيز وجودهما المسلح في المنطقة. ويقول فريدريك لاسير أستاذ الجغرافيا في جامعة لافال في كيبك في كندا انه لا يتوقع نشوء حرب باردة بسبب القطب الشمالي. ويقول: "الاحتمالات قليلة ان تؤدي التغيرات المناخية الى توتير العلاقات بين هذه الدول"، مشيراً الى رغبتها المعلنة بحل المشكلات عبر الحوار.وعليه لا يتوقع نشوب نزاع مسلح وان كان يتوقع ان تخلف هذه التغيرات عددا كبيرا من الضحايا أولهم السكان الأصليون الذين يعدون نحو 400 الف والذين سيضطرون الى تغيير نمط عيشهم، ويؤدي تأخر ظهور الجليد وسرعة ذوبانه لدى شعب الاينوي في كندا الى تقليص موسم الصيد، كما تسجل حوادث غرق اكبر بين الصيادين بسبب رقة طبقة الجليد، كما يضطر آخرون الى التخلي عن الكلاب التي تجر عربة الثلج او قتلها لانهم غير قادرين على أطعامها، ويتسارع ارتفاع الحرارة في القطب الشمالي بسبب عامل البياض او الانعكاسية "البيدو ايفكت": فالثلوج الناصعة البياض التي تعكس 80% من أشعة الشمس تحل محلها كتل من الماء الداكنة التي تمتص الحرارة. وباتت بعض الحيوانات مثل الطيور الصغيرة والبومة والبعوض تصل الى مناطق في الشمال لم تكن تصلها من قبل وبذلك تواجه الحيوانات المتوطنة في المناطق الجليدية منافسة من قادمين جدد، كما يوضح برسترود، وحتى الدب القطبي بات مهدداً اذ يتوقع العلماء ان ثلثي الدببة القطبية ستكون بحلول منتصف هذا القرن قد اختفت بسبب تراجع الجليد، ولا تعد هذه الدببة حاليا اكثر من 20 او 25 الفا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق
طب وعلوم

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق

 نيويورك/ ا. ف. بأزاحت شركة "غوغل" الأمريكية الستار عن مشروعها الجديد الذي أطلقت عليه رسمياً اسم "Project Glass"، عارضةً للمرة الأولى شريط فيديو عن هذا المشروع عنوانه (يوم واحد (One day- تلقي فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram