وجاء إعلان أنصار بيت المقدس الاثنين في كلمة مسجلة صوتيا أذيعت في صفحة على تويتر تنشر الجماعة بياناتها فيها.
وقدم القسم الإعلامي للجماعة الكلمة معلنا مبايعة "خليفة المسلمين أبي بكر البغدادي"، و"انضمام" الجماعة إلى "الدولة الإسلامية".
ونشرت الكلمة على أكثر من موقع يتابع بيانات الجماعات المتشددة.

 

وكان بيان آخر نشر على موقعين في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي نسب للجماعة التي تنشط في محافظة شمال سيناء مبايعتها للدولة الإسلامية، لكنها نفت في اليوم التالي إصدار البيان وقالت إنه لا صلة لها به وإنه لم ينشر في الصفحة التي تديرها على تويتر.

وكانت مصادر أمنية مصرية قالت قبل أسابيع إن جماعة أنصار بيت المقدس أقامت صلات مع الدولة الإسلامية.

وفي نفس الوقت نشرت الجماعة تسجيلات مصورة لقطع رؤوس أشخاص قالت إنهم تجسسوا عليها لمصلحة إسرائيل وهي طريقة للقتل يتبعها تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا منذ يونيو/حزيران.

أنصار بيت المقدس، التي تتخذ من شمال شبه جزيرة سيناء معقلا لها، هجمات دامية باستمرار على قوات الأمن خلفت مئات القتلى من رجال الجيش والشرطة منذ إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو/تموز 2013. وقالت السلطات المصرية إن الجيش والشرطة اللذين يشنان حملة على الجماعة قتلا مئات من أعضائها.

وأوضح اللواء هاني عبد اللطيف الناطق باسم وزارة الداخلية المصرية أن إعلان بيت المقدس مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية لن يحدث فارقا في محاربة مصر للإرهاب.

وقال عبد اللطيف "هي مجرد أسماء مختلفة لنفس الإرهاب".

ويأتي إعلان الجماعة مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية بعد قرابة ثلاثة أسابيع من مقتل نحو 30 جنديا مصريا في 24 أكتوبر/تشرين الاول في هجوم انتحاري استهدف نقطة أمنية في شمال سيناء، وهو الهجوم الأكثر دموية منذ يوليو/تموز 2013.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن بيت المقدس سبق وتبنت عمليات سابقة على قوات الأمن بعد عدة أشهر من وقوعها، وأرفقتها بتبنيها لها مصحوبة بمقاطع فيديو توثقها. وتوعدت أنصار بيت المقدس الجمعة في تسجيل صوتي الجيش المصري بمزيد من الهجمات محذرة المصريين من الانضمام لصفوفه.

وقالت "نحن مستمرون في قتاله حتى يحكم الله بيننا وبينهم يوم القيامة وقد أعذر من أنذر".

نشرت موقع "المصري اليوم" الإلكتروني تحقيقاً مطولاً عن جماعة "أنصار بيت المقدس" في سيناء التي ظهرت إلى الواجهة أخيراً بتبنيها محاولة اغتيال محمد ابراهيم. وهي قبلاً كانت مسؤولة عن تفجير خطوط أنابيب الغاز لإسرائيل، وتبنت هذه التفجيرات أكثر من 13 مرة.

ويسترعي الانتباه أن هذه العمليات توقفت طوال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي البلاد، مما يرجح أن تكون هذه الجماعة الإرهابية جناحاً عسكرياً لجماعة "الإخوان المسلمين"، بعدما كانت شبه يومية في حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

ولاحظت الصحيفة أن "أنصار بيت المقدس" تحولت في عهد مرسي إلى التركيز على أهداف إسرائيلية، إذ أعلنت مسؤوليتها عن مقتل ثمانية ضباط إسرائيليين ردا علي فيلم "براءة المسلمين" المسيء للإسلام، وذلك تحت عنوان "غزوة التأديب لمن تطاول على النبي الحبيب".

وبعد عزل مرسي، حولت الجماعة أنظارها إلى الجيش المصري. وعزت عملياتها في سيناء إلى فتوى تفيد بأن من يزود إسرائيل بالغاز، "كافر".

وكانت العلاقة الأولى لهذه الجماعة بالإعلام ببيانها المرئي الشهير، "وإن عدتم عدنا" الذي نشرته منتديات الشموخ التي تنشر إصدارات تنظيم "القاعدة" والجماعات الموالية لها والمقربة منها. وفيه ظهر ملثمون يسجدون لله شكراً بعد قيامهم بتفجير خطوط الغاز.

وقال ناطق باسم الجماعة إن تزويد إسرائيل بالغاز خيانة عظمى من نظام الرئيس حسني مبارك ثم المجلس العسكري الذي أبقى على اتفاق تزويد الغاز لإسرائيل، الأمر الذي كان سيؤدي إلى نضوب الغاز المصري في غضون خمس سنوات. 

وبثت الجماعة مقتطفات من كلمات لزعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري حيا فيها "المقاتلين" الذين فجروا خطوط الغاز لأنهم "لا يرضون على الضيم".

وجاء في بيان ثان للجماعة :"عيون إخوانكم كانت متيقظة، وأول تيقنهم من إعادة ضخ الغاز لليهود هب المجاهدون في الواحدة والنصف من صباح يوم الثالث من رمضان بنسف خط الغاز المؤدي لليهود للمرة الرابعة عشر سائلين المولي أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم". وكشفت مصادر تنتمي للسلفية الجهادية أن "أنصار بيت المقدس" تضم عدداً كبيراً من جنسيات مختلفة"، معظمهم تلقوا تدريبات في أفغانستان، وبعضهم على صلة بتنظيم "القاعدة". ونسبة كبيرة من الأعضاء من مصر وفلسطين، إلى أعداد أقل من العراق ولبنان. وقد تدربوا بعد الفوضى الأمنية الكبيرة التي سادت في أعقاب ثورة "25 يناير" على تفخيخ السيارات بعد سرقتها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أن لدى الجماعة "أسطولاً" من السيارات المسروقة، وعناصرها يجيدون استخدام أجهزة الاتصال الحديثة. وهم يعتبرون سيناء أرض طهارة، الأرض المباركة التي تجلي الله فيها لموسى. 

وفي نظرهم أن المصريين كفار ما لم "يتوبوا" وينقلبوا علي مسميات “المدنية” و”الديموقراطية”.

وتطلق الجماعة على عملياتها مسميات "فتح" و"غزوة". وفي نظرهم لا فرق بين الجيشين المصري والاسرائيلي. وينضوي تحت لوائها جماعات أصغر مثل “التوحيد والجهاد” و"أكناف بيت المقدس” و”شهداء الصخرة”، ويُعتقد أنها توحدت بعد أوامر من الظواهري نفسه بالعمل تحت راية مركزية واحدة.

أما جماعة "مجلس شورى المجاهدين – أكناف بيت المقدس" السلفية الجهادية فتضم نحو 1500 عنصر، وارتبطت بشكل أساسي بفكرة الجهاد في وجه إسرائيل والدفاع عن القضية الفلسطينية.