اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العراق ... ودارفور

العراق ... ودارفور

نشر في: 10 نوفمبر, 2014: 09:01 م

كان قريبنا الضابط المعروف بوطنيته وكلما دعي الى وليمة عراقية يكثر فيها الرز و( الثريد ) تمنى لو كان بإمكانه مشاركتها مع أهل دارفور ..كنا نعتبرها مزحة ونضحك لكنه كان يقصد ما يقول فهو لايجد عدلا في إسرافنا في الطعام بينما يتضور البعض جوعا !!
رحل قريبنا مغدورا على يد تنظيم القاعدة وهبط بعده عدد كبير من العراقيين الى ما تحت خط الفقر وباتوا يستحقون ما يتبقى من ولائم الأغنياء ..صحيح انهم لم يبلغوا حد المجاعة الذي بلغه اهل دارفور لكنهم عرفوا الفقر والذل في بلد يطفو على آبار النفط ..
قبل أيام اظهر مؤشر الرخاء ان العراق يقع في المرتبة (128 ) في سلم الرخاء عالميا والمرتبة (12) عربيا بعد جيبوتي وموريتانيا ..هي حقيقة صادمة اذا ما عرفنا ان العراق طالما قدم مساعدات مادية لبلدان عديدة منها جيبوتي وموريتانيا ولم يفكر أبناؤه يوما في التطلع الى مساعدات من دول اخرى لولم يصبح العراق غابة تصول وتجول فيها الذئاب والوحوش الغريبة وتغادر فيها الارواح العراقية البريئة الطيبة عالمنا يوميا بأعداد متفاوتة وتحت أسباب مختلفة ، وينسحب فيها الرخاء ليحل محله العوز بعد أن أصبحت للحكم في العراق فلسفة جديدة فكل من يجد له مكانا في هيكلية الحكم لابد ان يغرف ويغرف قبل ان يجد نفسه خارج اللعبة وهكذا اختل توازن البلد ماليا وسقطت ورقته الأخيرة ( النفط ) حين فردهتها الأيادي الطويلة وبالتالي أوصلتها ( ممنونة ) الى داعش لتمول بها ارهابها وترويعها للعراقيين ولتصبح ( داعش ) في النهاية شريكة للعراقيين في امتلاك نفطهم وسبب رخائهم الذي لم يجنوا منه شيئا بعد سيطرتها على حقول نفطية في الشمال وعلى خط نقل النفط العراقي – التركي ..
لوكان قريبنا الضابط الشهيد المعروف بوطنيته بيننا الآن لصدمه تعامل جهات حكومية متنفذة وشخصيات سياسية معروفة مع داعش بشراء مشتقات نفطية منها ضمن صفقات فساد ضخمة ولصدمه اكثر إشهار بعض المحافظات إفلاس خزينتها وكيف سينسحب ذلك على سير الحياة والعمل فيها ...سيحلم ان يلملم بقايا ولائم المسؤولين والأثرياء ليطعم افواه النازحين والفقراء لكنه لن يوفق في انقاذ العراقيين من مستقبل تلوح فيه تهديدات الإرهاب والفقر معا فالأول أدى الى تزايد الثاني والاثنان معا يعني ان يستقبل العراقيون يوما بقايا ولائم أثرياء الدول الأخرى رغم ان بلدهم العراق مازال يطفو على آبار النفط !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram