حكومات الدول المصرة على التخلف بعلاماتها الفارقة تدني مستوى الخدمات واضطراب أوضاعها الأمنية والسياسية ، تنتشر فيها أمراض القرون الوسطى ، وكأن الفايروسات والميكروبات والجراثيم والحشرات بعد طردها والقضاء عليها في دول العالم المتحضر ، اضطرت الى الانتقال لأماكن اخرى تعرف باسم العالم الثالث واحيانا المتخلف ، فوجدت البيئة المناسبة بمعنى الملاذ الآمن لتكاثرها ، ونشاطها.
الإصابة بمرض الليشمانيا المعروفة محليا باسم "حبة بغداد" سببها البعوض ناقل المرض ، ويوم كانت العاصمة العراقية قبل عشرات تحيطها المستنقعات والمسطحات المائية من جميع الجهات ويخترقها "شطيط" تحول في ما بعد الى نهر الخر او الخير في زمن "التحولات الثورية" ولكثرة إصابة البغداديين بحبتهم شاع استخدام التسمية المحلية وأزاحت العلمية ، والإصابة بالمرض تركت آثارها في وجوه الجيل السابق ، ودونت في الوثائق الرسمية ودفتر الخدمة العسكرية كعلامة فارقة " اخت على الخد الأيمن " والأخت تسمية محلية اخرى لحبة بغداد.
المراكز الصحية في مناطق تقع في ضواحي العاصمة وحتى في داخلها استقبلت أعدادا كبيرة من الأطفال المصابين بحبة بغداد ، وسط استياء الآباء والأمهات من انعدام توفر العلاج ، لان الشركات الأجنبية المصنعة للأدوية الخاصة بهذا المرض ، توجهت لإنتاج علاجات اخرى ، وربما يعتقد أصحاب تلك الشركات بان المرض انقرض ، مع الطاعون والجدري ، ولم يضعوا في اعتبارهم تجديد الإنتاج ، فالقضية خاضعة لقانون العرض والطلب ،وهي ليست مهمة بقدر تلبية طلبات الراغبين في الحصول على المنشطات ، وعقاقير التنحيف وشفط الدهون وتكبير أعضاء في الجسم ، وتبييض البشرة ، للحصول على إشراقة وجه تضاهي وتنافس وجوه نجوم السينما ، ومذيعات بعض الفضائيات العربية وليست العراقية.
الوقاية من مرض "حبة بغداد" يتطلب ردم المستنقعات ، والقضاء على البعوض من قبل دوائر البلدية ، والتنسيق مع الجهات الصحية للحصول على مبيدات ، واذا عجزت عن ذلك لأسباب تتعلق بتأخر إقرار الموازنة ، وانعدام التخصيصات المالية ، وكتابنا وكتابكم ، والحصول على موافقة معاليه ، وجناب السيد العام ، بالإمكان رش المستنقعات ، بالنفط الأسود ومخلفات المصافي ، او توزيع الناموسيات "الكلل " مع مفردات البطاقة التموينية بين سكنة الأحياء المتضررة من غزوات البعوض ، للحصول على ساعات" نوم العوافي" مع أحلام سعيدة ، ثم النهوض على صوت مذيع يعلن في خبر عادل بشرى تحرير نينوى من سيطرة الجماعات الإرهابية، والقضاء على البعوض في العراق.
الجيل القديم من العراقيين كانت لديهم أساليبهم البدائية للوقاية من الأمراض ، الرمد يعالجونه بالوشم على الصدغين ، وحرق روث الحيوانات للتخلص من البعوض وبعودة حبة بغداد ربما سيلجأ الجيل الجديد الى استخدام أساليب أجدادهم ، بإشعال المزيد من الحرائق للوقاية من المرض لكن المشكلة في احتمال تعرضهم لقصف جوي ، لاعتقاد القادة العسكريين بان مصدر انبعاث الدخان ينطلق من مقرات داعش ، وليست من نيران صديقة لطرد البعوض والحرمس والبراغيث أجلكم الله .
بعوض بغداد
[post-views]
نشر في: 10 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
عادل زينل
اذكر ايضآ ب ابو خريان او جدري الماء فاكثر ما يقلق الامريكيون هنا هو احتمالية ان يجلب احد الوافدين ابو خريان معه الى الولايات المتحدة فيقوم المختصون بفحصه بدقة وحذر حتى ان احدى الممرضات شككت بندبة صغيرة جدآ في وجهي يحتمل ان تكون نتيجة لاصابة سابقة بهذ