اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > نساء يخلعن أزواجهن بسبب الخوف من المستقبل

نساء يخلعن أزواجهن بسبب الخوف من المستقبل

نشر في: 11 نوفمبر, 2014: 09:01 م

ازدات في الاونه حالات الطلاق والخلع بين الازواج بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحتى الأمنية, الامر الذي ادى الى زيادة اعداد النساء اللواتي يطلبن الطلاق مقابل التنازل عن حقوقهن , وقصة الزوجة سناء التي فضلنا البدء فيها لانها قد تعطي انطباعا وا

ازدات في الاونه حالات الطلاق والخلع بين الازواج بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحتى الأمنية, الامر الذي ادى الى زيادة اعداد النساء اللواتي يطلبن الطلاق مقابل التنازل عن حقوقهن , وقصة الزوجة سناء التي فضلنا البدء فيها لانها قد تعطي انطباعا واضحا عن سبب لجوء بعض الزوجات لطلب المخالعة.

 

الزوجة كانت نائمة ، يأتي الزوج الى البيت وهو متوتر الأعصاب فاقد السيطرة على تصرفاته ،يصرخ بأعلى صوته طالبا منها الرحيل وترك كل شيء ! الزوجة ترفض المغادرة لأنها لم تفعل شيئا . "إذن حكمت على نفسها بالموت"، جملة رددها الزوج مع أول صفعة على وجهها وبدأ يضربها بكل ما يمتلك من قوة والدماء تسيل من جسدها من كل مكان  وبالكاد استطاعت ان تقول  "سوف أغادر فقط اتركني !"
سناء زوجة موظفة على قدر من الجمال تزوجت من رجل تقدم اليها قبل عام وقضت معه الأشهر الأولى حسب ما وصفتها بالسعيدة ،لكنها تكتشف بعد ذلك انه كثير العلاقات ولا يتحمل المسؤولية وان سبب زواجه  منها انه سمع ان راتبها كبير وهو يريد الاعتماد عليها بكل شيء . وتسرد سناء حكايتها : بدات تصرفات زوجي تختلف بعد أشهرعدة وتعاونت معه في شراء أثاث البيت وتسلمت سلفة على راتبي من اجل شراء سيارة تسجل باسمه ، ولم اجعل بيننا أي فارق مادي . وحينما تقدم للزواج مني قال انه مقاول بناء ،بدأ يسحب مني المال وعندما رفضت إعطاءه تغيرت معاملته معي ،وعندما جاء الى البيت في اللقاء الاخير معي ضربني بشدة قائلا انه لن يتركني الا بعد ان يجعلني افقد حياتي وأتنازل عن جميع حقوقي الزوجية . وافقت وانا مضطرة ،جاء بورقة وقلم وقال اكتبي "أتنازل عن جميع حقوقي الزوجية وانا بكامل قواي العقلية وتسلمتها جميعا من زوجي فلان ابن فلان " . وقعت ، وقال اذهبي الى المحكمة وما تريدين ان تفعليه فافعلي .
وأثناء رفع دعوى لطلب الطلاق قدم الورقة للقاضي  التي كتبتها ولم يعبأ القاضي عندما أخبرته انني كنت مكرهة على ان اكتبها وحكم له بكسب الدعوى و خسرت كل شيء .
التنازل او عدم الاعتراف بالطفل
اما قصة (عبير) التي تركت بيت الزوج أثناء فترة حملها بسبب المشاكل التي كانت تفتعلها والدته ،وبعد ان بادر بالصلح عادت الى البيت ، لكن ماذا فعل عند عودتها ؟ جعلها تمضى على ثلاث ورقات ، الاولى بالتنازل عن جميع حقوقه ، وأخرى  بالتنازل عن المولود الذي في بطنها اذا غضبت وطلبت الطلاق وليس لها حق في،والثالثة 
وصل أمانه بمبلغ عشرة ملايين دينار وهو مؤخر العقد بينهما .وقبلت ووقعت بعد ان هددها بان يطلقها أويتهمها بالخيانة ، نعم الخيانة ، وتعلم ان مثل هذا الأمر سوف يجعلها تعيش حياة منبوذة في مجتمعها ان لم تقتل غسلا للعار . وهى أوشكت على ولادة الطفل الذي كرهته قبل والدته . عبير بالغة من العمر 20 عاما أجبرت على الزواج من هذا الرجل الذي اسمته حسب تعبيرها –عدوها- لان والده صديق العائلة والنتيجة انها لاتستطيع ان تخبر احدا بما حصل واكتفت بان وكلت أمرها الى الله وان تسكت عن كل ما يفعله زوجها من أخطاء بحقها وتتحمل كذلك مشاكل والدته.
القضاء والحقوق
يقول القاضي (سالم روضان) في تصريح لـ(المدى ): الطلاق الخلعي هو من أنواع التفريق التي تؤدي إلى إنهاء رابطة العلاقة الزوجية ، ويسمى بالتفريق الرضائي الذي يكون باتفاق ورضا الطرفين . وأسبابه لا تختلف عن أسباب ظاهرة الطلاق التي تتعدد صورها ، فمنها الاقتصادية والاجتماعية والأوضاع الأمنية فضلا عن تدني مستوى التعليم وتفشي الأمية في المجتمع وتوقف عجلة التطور جراء الحروب التي مر بها العراق وانعكاسها على الأسرة . إلا أن الطلاق الخلعي يكون الأقل ضررا والأسرع تصديقا لان الزوج والزوجة يتفقان على إيقاعه بعد أن يبذل كل منهما بعض أو كل حقوقه إلى الآخر . ويختلف عن الطلاق الرجعي بعدم إمكانية الزوج إعادة زوجته المطلقة إثناء فترة العدة دون رضاها حيث يحق لها ذلك في الطلاق الرجعي بينما في الطلاق الخلعي لا يجوز الرجوع إلى بعضهما إلا بعقد ومهر جديدين ، وللزوجة الخيار بالرجوع الى الزوج او الرفض لأنه يسمى طلاق بائن ، ومن خلال الوقائع اليومية في أروقة المحاكم نجد إن الزوجة توافق على الطلاق الخلعي وتبذل ( تتنازل عن حقوقها) إلى الزوج بما فيها أحيانا المهر المؤجل والنفقة والأثاث البيتي او بعض منها وخسارتها لهذه الحقوق لضمان إنهاء العلاقة الزوجية بأسرع وقت ممكن ، لان اللجوء الى التفريق القضائي بحاجة الى وقت وأسباب يتشدد القانون بطلب توفرها للحكم بالتفريق القضائي الذي يكون رغم انف الزوج ودون رضاه ونجد أحيانا ان الزوج يدفع مبلغ من المال للزوجة لقاء الاتفاق على الطلاق الخلعي وهذه حالات قليلة الحدوث قياسا إلى ما يجري في الواقع اليومي.
طلاق الخلع والباحث الاجتماعي
طلاق الخلع او المخالعة ، غير معمول به في مجتمعنا وكنا نسمع عنه في المسلسلات والأفلام العربية وبالذات المصرية ، ومع الأسف فان معظم حالات الطلاق الان في المحاكم هي بين الشباب الذين لايتجاوزن العقد الثاني من العمر ، ومع الاسف فان بعض عوائلهم تشجعهم على الزواج رغم علمها ان أولادها غير قادرين على تحمل المسؤولية ، حيث تقول الباحثة الاجتماعية ابتسام رسن : يتم الطلاق احيانا بسبب الغيرة  وهذه الحالة كثرت الى درجة غير معقولة وبكل صراحة تحدث بين الشباب المتزوجين عن طريق علاقات عاطفية أقيمت عبر الهاتف النقال . وعامل الغيرة له تأثير كبير في تدمير الكثير من العلاقات الزوجية وعدم استمرارها اضافة الى تدخل أمهات الأزواج  وأخواتهم في حياة الزوج والزوجة فضلا عن أسباب أخرى منها الاسباب البيئية والتقاليد والعوامل الاقتصادية التي تقف عائقا في عدم مقدرة الزوج على الإنفاق وتلبية طلبات زوجته . وهناك حالات تخضع للمرحلة العمرية وهي سن المراهقة  والتي يعاني منها الشباب من عدم الاستقرار النفسي  والمزاجية  وعدم النضوج ، و الأحداث التي تعرض لها العراق بعد سقوط النظام من قتل وتفجيرات ايضا   ولدت عائلات فقيرة وهذا ما يدفع هذه العائلة لدفع بناتها في زواجات فاشلة مصيرها الطلاق او الانفصال والتأثر بالثقافة الغربية خطأ وتصور ثقافاتهم بشكل غير سليم. هذا وقد يكون سببا للتفريق.
يؤدي الى التفكك الأسري 
يقول القاضي (ماجد الخفاجي) في تصريح لـ ( المدى ) :الطلاق مفردة مزعجة تنبئ عن تفكك أسري وتنعكس آثارها السلبية على الحياة الزوجية ....ونحن لسنا من دعاة الطلاق ..بل من دعاة الإبقاء على الرابطة الزوجية قدر الإمكان أذا أمكن الاستمرار به مع حد أدنى من الاستقرار والتوازن من دون أي ضرر وأذى يصيب أي طرف من طرفي الزواج .....الا ان هذا لا يعني ان الحياة ستسير كما نريد ونأمل ..فهي مليئة بالتعقيدات التي قد تتجاوز تصور الانسان نفسه ....لذلك فإن الطلاق يكون حلا منطقيا للخلافات والمشاكل التي يستحيل معها استمرار الحياة الزوجية ...وإن من انواع هذا الطلاق هو الطلاق الخلعي والذي نراه بشكل متزايد في الوقت الحاضر في مجتمعنا ....فالطلاق الخلعي هو أنهاء الرابطة الزوجية ...ويتم ببذل من الزوجة وخلع من الزوج عندما يكون الزوج أهلا لذلك والزوجة محلا له ...لا سيما وان الطلاق بيد من أخذ بذلك....وان أسبابه عديدة منها الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تجعل من الطلاق أمرا سهلا بالرغم من انه ابغض الحلال عند الله...وكذلك الاختيار غير صحيح وهذا يتعلق بالزواج المبكر بناء على رغبة الوالدين وكون الزوجين غير مؤهلين لذلك....وكذلك عدم الانفاق مع المقدرة المالية او بدونها....واخيرا يجب ان يكون الطلاق مستوفيا لشوطه وأركانه الشرعية والقانونية ...ويقع باطلا في حالة إجبار او تهديد اي طرف من الزوجين .....قال الله ..(سبحانه وتعالى (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان . 
بعض الاحيان يأتي الأزواج صغارا ومتقاربين بالعمر ، والزواج تم بموافقة الاهل من 14 الى 15 يكون الزواج عن ضرورة قصوى واحالتهم الى لجنة مختصة كلائقين للزواج ولديهم قابلية للزواج ومن 15 الى 18 موافقة ولي الامر فهذه الزيجات لاتدوم لفترة طويله عندما ياتون الى المحاكم يقيمون دعاوى طلاق ويسال عن سبب الزواج يقول لااعلم بعد التحقيقات الزوج يقول "تزوجت بناء على رغبة والدي وتطلقت بناء على رغبة الاهل ايضا" وهذا الامر يعتبر كارثة كبيرة من حيث تهدم البناء الاسري .
زوج يربط زوجته للتنازل 
وبكل الأمور والأحداث  هناك مشاجرات عدة تحدث بين الأزواج في أروقة المحاكم العراقية لان الزوج يكون احيانا غاصبا الزوجة من اجل تنازلها عن جميع حقوقها بعد ان يجعلها تكره اليوم الذي تزوجت فيه ، وان بعض الازواج يجبر الزوجة ان تتنازل لانه لايريدها ان تبقى معه او ترفض زواجه من امرأة اخرى او حتى انها لاتنجب اطفال ، وقبل فترة قصيرة قام رجل بربط زوجته بالحبل ومنع عنها الطعام والشراب وبموافقة عائلته من اجل تنازلها عن حقوقها الشرعية والمرأة كادت تفقد حياتها لولا ان الجيران كشفوا امرها وابلغوا عائلتها التي جاءت لانقاذها وبعد الاستفسار وكشف الحقائق اتضح ان زوجها انسان غير سوي ومدمن على الكحول ومن اصحاب السوابق وهي لاتتجاوز 16 عاما ، القضاء حكم للفتاة بحقها رغم انها كانت قد وقعت على تنازل عن جميع حقوقها ، الكثير من المشاكل الان اصبحت تطرق ابواب المجتمع العراقي مع الاسف وكل ذلك لايمكن ان يحل بدون ان يفكر الاهل باولادهم ومنعهم من الزواج اذا لم يكونوا على قدر كافي لتحمل المسؤولية لان الاطفال هم احباب الله ولايمكن ان يكونوا ضحايا قلة الادراك والتوعية .
تنازل وخلع حقوق
بينما عبرالمعاون القضائي (سنان حسين) في تصريح لـ(المدى) قائلا :المرأة تعد كائنا ضعيفا فكيف يكون بها الحال وهي مطلقة وليست لديها حقوق ، ومن المواضيع التي يجب الوقوف عندها والتمعن في  لجوء المرأة للطلاق الخلعي وتنازلها عن حقوقها إنها قضية يجب المكوث أمامها طويلا ووضع علاجات لها. وحالات  يلجأ بعض الاباء لتزويج بناتهم دون سن 18 الذي حدده القانون باعتباره ولي امرها وهو اعرف بمصلحتها واذا بالفتاة ذات الثمانية عشر عاماً لا تستطيع الصمود  أمام المشاكل بينها وبين زوجها او اهل الزوج لتصبح مطلقة مع قلة الوعي والعمر يسبب المشاكل ويعقدها ايضا و عدم الانسجام وهذه الكلمة فضفاضة تحتمل التفسير الكثير، كما انها تكون دائماً العذر الذي يلجأ اليه الازواج في المحاكم عند طلب الطلاق .
وتحدث محمد الشهيلي (موظف) في تصريح لـ(المدى) قائلاً: لماذا تقبل الزوجة بالطلاق بدون سبب ولأتأخذ حقوقها ؟ لكن اذا كانت هي المقصرة بالموضوع وحاليا المحاكم وحتى العشائر اصبحت بجانب حقوق المرأه لكن لانعلم لماذا تترك حقوقها لان المرأة لاحول ولاقوه لها ويجب ان يكون لها كيان ورأي مستقل.
قصص من القاصرات
في محكمة بداءة استئناف الكرخ تدخل فتاة من مواليد 1997 تبكي وتتوسل بالباحثة الاجتماعية ان تخلصها من زوجها الذي هو في العقد الثالث من العمر وهي تخاف منه ولا تستطيع التكيف معه كزوج ويعاملها بقسوة ويطلب منها طلبات لاتستطيع تنفيذها وترغب بالعودة الى المدرسة . كانت تريد الخلاص  من زوج اختاره والدها ولم يكن لها رأي فيه .. هي مستعدة للتنازل عن كافة حقوقها الزوجية مقابل ( الطلاق)  ويكفي انها ستصبح  مطلقة دون السن القانونية ، وقصة اخرى لانريد هنا ذكر الأسماء حسب طلب اصحابها لوضع المجتمع والأعراف انها طلبت الطلاق بعد ان اكتشفت ان زوجها يعرف امرأة اخرى بالانترنيت ويجلس طوال الليل يتكلم معها وهي تراه وعندما تواجهه بالحقيقة يقول لها انه تعرف بها عن طريق الهاتف النقال فلماذا هي تغار اذن . نحن نقول ان للغيرة تأثيرا مهما في العلاقة الزوجية وعدم استقرارها، فالمكالمات الهاتفية بين الزوج وفتاة أخرى تثير زوجته، وقد تتحول هذه المسألة لتكون سببا للتفريق بين الزوجين ويمكن اختصار كل ما يحدث من مشاكل بالمجتمع العراقي وخصوصا بين الازواج الى تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية اربكت العائلة العراقية التي عاشت سنوات الضائقة الاقتصادية الخانقة والتي كانت فيها الأجور والرواتب متدنية الى حد خلق المتاعب والمشاكل في اغلب البيوت .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram