اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دروس مــن الـعـــلاقـــات الاميركيـــة العـراقـيــة 1982- 1990

دروس مــن الـعـــلاقـــات الاميركيـــة العـراقـيــة 1982- 1990

نشر في: 11 ديسمبر, 2009: 05:33 م

رغد صالح الهدلة (2 ـ 4) ان عدم الفعالية من جانب الولايات المتحدة كان ملحوظاً لعدة أسباب: أولاً: العقوبات الاقتصادية التي تم فرضها على ليبيا جاءت على أساس بيانات استخبارية توضح بان ليبيا تقوم بتطوير برنامج اسلحة كيميائية،
 في حين ان العراق قام بتطوير برنامج أسلحة كيميائية واسع جداً في العالم الثالث وقام بصورة فعلية باستعمال تلك الاسلحة بصورة متكررة، ومع ذلك فان العقوبات الاقتصادية سوف لايتم فرضها على العراق، ومثلما اوضح في ذلك الوقت من قبل مساعد وزير الخارجية الامريكية (شيفر)Richard Sohifter، فإن أفعال صدام شكلت (نموذجاً منسجماً للانتهاكات الشامله لحقوق الاسنان التي تم الاعتراف بها دولياً) والتي طبقاً الى القانون الموجود فإنها يجب معاقبتها. ثانياً:- إن الموقف الستراتيجي الجيوبولتكي(السياسي الجغرافي) في المنطقة هو الذي حفز الولايات المتحدة لمفاتحة العراق وقد تغير هذا الموقف في صيف عام 1988، وان الحرب الباردة كانت في حالة مستقرة جداً ومنخفضة في السنوات التي تسارعت فيها ثورة البيروسترويكا والكلاسنوستGIASAOST للرئيس غورباتشوف وهذا الانقلاب في السلوك السوفيتي تم إثبات صدقه في السنة التي فيها تم الاعلان عن انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان، وفي آب 1988 انتهت الحرب العراقية الإيرانية بموقف جامد على امتداد الحدود الأصلية وتلك هي النتيجة النهاية، ولهذا فإن كل هدف من الهدفين الاستراتجيتن الأمريكيين قد تم تحقيقهما، فالثورة الإيرانية تم منعها استراتجياً و(ارضياً) من الانتشار إلى المناطق المجاورة إذ الدول الخليجية الثرية بالنفط، وان التهديد العسكري السوفيتي قد تقهقر بسرعة في المنطقة، وفضلاً عن ذلك وبدلالات منطق الاشتراك الأمريكي فأن احتمالية التأثير الاقتصادي الأمريكي على السلوك العراقي كانت احتمالية بارزه في ذلك الوقت، وفي عام 1988 فإن العراق وبعد نهاية الحرب مع إيران تعرقل بالديون الثقيلة وكان بحاجة ماسة لرأس المال الأجنبي لإعادة البناء بعد فترة ثماني سنوات من حرب مدمرة مع إيران، وإذا كانت فكرة الاعتماد المتبادل غير المتناسق والذي يكمن في أساس سياسات الاشتراك الأمريكي فكرة صحيحة فإن العراق يجب أن يكون مرناً تحت أي ضغوط اقتصادية جديدة تفرضها الولايات المتحدة، بل أن الحرب ضد إيران كانت كلفتها للعراق تقريباً نصف تريليون دولار(500 ألف مليون) في التكاليف المباشرة وغير المباشرة، وكان العراق متخلفاً في تسديد ديونه وهناك دين أجنبي شامل قيمته أكثر من (80) بليون دولار وان النفط الذي يمثل شريان العراق في المجال الاقتصادي كان سلعة عرضها غزير وطلبها منخفض في الأسواق العالمية، وفي عام 1980 قبل الحرب كان العراق قد حصل على(22) بليون دولار سنوياً من إيرادات النفط وفي عام 1988 فإن الرقم كان (11) بليون دولار قبل تعديل هذا المبلغ بما ينسجم مع التضخم، والسؤال هنا: عندما استعمل صدام الغاز ضد المواطنين العراقيين الأكراد لماذا قامت الولايات المتحدة بالضغط القليل جدا على العراق ليغير سلوكه؟ يبدو انه لا يمكن تفسيره عندما بدت السياسة الأصلية لبناء روابط اقتصادية للحصول على التأثير السياسي على العراق بدت سياسة ناضجة جداً للنجاح، إذا كانت أدوات المهارة الاقتصادية للدولة قد تم نشرها بهدف جعل العراق مفتوحاً للتأثير الأمريكي فإن تلك الأدوات يمكن إعطاؤها معنى فقط إذا كانت الولايات المتحدة راغبة في الضغط على العراق عندما فشلت التبادلية السلوكية في الظهور، وعند النظر إلى أحداث الماضي فأرجحية الدليل حتى في الوقت الذي اتضح فيه إن السلوك العراقي قد تغير أساسا، ومع ذلك ورغم السلوك المتواصل غير المقبول الذي كان العراق يتصرف به فان الولايات المتحدة لم تكن راغبة في إثارة قوة الروابط التجارية التي خلقتها بصورة مقصودة لماذا؟ تشير سياسة الاشتراك إلى استعمال الوسائل غير القاهرة أو الحوافز الايجابية من قبل دولة معينة لتغيير عناصر سلوك دولة أخرى، وإذا كان الأمر كذلك فان بعض الباحثين قاموا بتصنيف المشاركة كشكل من الإرضاء (التهدئة)، وعلى أية حال فان الرأي الذي أعطاه (راندل شيفلر) randall schweiier بان الاشتراك يمكن تصنيفه بدلالات عامة على انه شكل للإرضاء (التهدئة) هو رأي مقبول، ويؤكد إن الاشتراك يضم أية محاولة لتنشئة القوة في قبول النظام المثبت، وعلى الصعيد العملي فان الاشتراك يمكن تمييزه عن السياسات الأخرى ليس بصورة كبيرة جداً بوساطة أهدافه ولكن بوساطة وسائله، إذ أن الاشتراك يعتمد على وعد بإعطاء مكافآت أكثر من التهديد بالعقوبة بان يتم التأثير على سلوك الدولة المستهدفة، وان السياسة تنجح إذا كانت مثل هذه الامتيازات تحول الحالة (الثورية) إلى قوة الوضع الراهن الذي يضم ما يراهن عليه في استقرار النظام. إن الاشتراك من المحتمل جداً أن ينجح عندما تكون القوى قوية بصورة كافية بحيث تمزج الامتيازات بالتهديدات التي يمكن تصديقها وهذا يعني أن تستعمل العصا والجزرة stick and carrot، وماعدا ذلك فأن الامتيازات سوف تؤشر الضعف الذي يشجع المعتدي للمطالبة بالمزيد. إن شرح schweller يعطي المؤشرات الأساسية للكيفية الت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram