اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > تحديات التصحر في العراق .... عجز غذائي وبطالة ونزاعات محلية على الأراضي

تحديات التصحر في العراق .... عجز غذائي وبطالة ونزاعات محلية على الأراضي

نشر في: 11 ديسمبر, 2009: 05:37 م

بغداد / سها الشيخلي تصوير / مهدي الخالديتطورت ظاهرة التصحر لتصبح مشكلة ليست فنية تخص الأراضي فقط او مؤسسة بل مشكلة لها أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة فهي مسألة وطنية عامة ، يعاني منها المواطنون ومن تأثيراتها على صحتهم من خلال هبوب العواصف الترابية المتكررة
 واختفاء المناطق الخضر  في عموم العراق ، والتصحر ليس مشكلة محلية فقط بل مشكلة اقليمية وعالمية، و أكثـر البلدان تضررا هي البلدان الفقيرة والنامية في أفريقيا واسيا وان المتضررين جراء ذلك بليونا إنسان ، اما محليا فالمشكلة تتفاقم ويجب الالتفات إليها ووضع  الحلول الناجعة وتدارك الامر  قبل فوات الأوان وعلى الحكومة ان تسارع في إيجاد حل لزحف التصحر الى بقية الأراضي.اسباب الظاهرةولما كانت وزارة البيئة الجهة الرئيسية المسؤولة  عن  التنبيه وإيجاد الحلول والبحث عن الاسباب فقد كانت محطتنا الاولى  حيث  رد   الوكيل الفني في  وزارة البيئة الدكتور كمال حسين على سؤالنا حول  اسباب التصحر قائلا  : - الأسباب عديدة إلا ان أكثرها اهمية هو ان العشر سنوات الماضية كانت أسوأ  عشر سنوات مرت على العراق من حيث الأمطار  والرياح ، وان 2008  يصفها الجيولوجيون والمختصون أسوأ سنة شهدها الوطن من ناحية المناخ ونسبة تساقط الامطار ، حيث عانت المراعي الطبيعية والمزروعات والحقول من شحة كبيرة في المياه ، بل وحتى المناطق الجبلية  في العراق وفي جبال  الانضول التي هي في الاصل مهبط الامطار عانت من شحة الامطار في كل فصول السنة و قلت فيها مساقط وتراكم الثلوج ووصلت الى 200 متر مكعب في الثانية علما انها  كانت في السبعينيات من القرن المنصرم تصل في اغلب الاحيان الى معدل 500 متر مكعب في الثانية ، مما اثر على مياه الاهوار و نقصت الى درجة كبيرة وقد حدث ذلك منذ عام 1999  ، وشهدت مياه  الاهواربعض الانتعاش في عامي 2003 و2004بزيادة المياه الداخلة اليها ،  ولكن في الاعوام من 2006 الى 2008 حدث انخفاض كبير في مناسيب المياه الى حدود غير طبيعية وصلت الى نسبة 70%  وفقد كل من هور الحويزة وهور الحمار مياههما ، وعند انخفاض مناسيب المياه نتيجة اختلال الضغط  بدأت  الرياح  تشتد وتقوى وصارت عواصف ترابية اثرت بشكل كبير على الحياة بصورة عامة  وخاصة على الواقع الزراعي ، ومن أسباب ظاهرة التصحر الأخرى هو ان مجمل العمليات العسكرية في بعض المناطق أدت الى تهشيم التربة لأنها بالأصل رخوة وبذلك قل الغطاء النباتي في تلك المناطق مما ساهم في استفحال ظاهرة التصحر ..وان حوالي 90% من مساحة العراق تقع ضمن منطقة المناخ الجاف وشبه الجاف حيث يقل معدل الجفاف عن المعامل الثابت بحوالي 20درجة ، وترتفع درجات الحرارة في الصيف الى حدود 52 م مع ارتفاع نسبة التبخر وخاصة في السهل الرسوبي لتصل الى 2000-3000 ملم وكذلك عدد الايام المشمسة  التي تصل في معدلها الى 260يوما مشمسا . و الرياح السائدة في العراق هي رياح شمالية غربية جافة وحارة وينتشر الغبار المحلي يرافقها صيف حار جاف وطويل، كل ذلك  له دور في حدوث التصحر اضافة الى الخواص الطوبغرافية والطبيعية  للتربة . وعن الفرق بين الجفاف والتصحر اشار الدكتور حسين : - ممكن ان تنتعش الارض الجافة بوجود الامطار او السقي ولكن التصحر يعني ان الارض قاحلة ولا يمكن الانبات فيها .  مما يسبب هبوب العواصف الترابية . اما المناطق الجافة فهي الاراضي التي تقل فترة النمو فيها عن 120 يوما في السنة و الاراضي القاحلة  تقل فترة النمو فيها عن 74 يوما في السنة وشبه القاحلة بين 75-119 يوماً في السنة ويتسم المناخ في الاراضي الجافة بمستويات منخفضة وشديدة الغبار مما يؤدي الى مستويات انتاج زراعي  متدنٍ وغير مستقر . وتقدر مساحة الصحاري وشبه الصحاري في العالم بثلث مساحة الارض وبسبب التصحر تزداد هذه المساحة وتصل الى النصف على حساب المناطق الطبيعية الاخرى كالغابات ومناطق السهوب والاراضي الزراعية وغيرها حيث تتحول سنويا ملايين الهكترات منها الى أراضٍ  متصحرة .rnالخطة الوطنية الستراتيجيةويؤكد الدكتور حسين ضرورة تواجد  نهج  ستراتيجي لكل وزارة  ونحن نؤكد على الهدف العام لاستراتيجية تطوير  برامج تنموية متكاملة وشاملة تستهدف البنى الاساسية للمجتمعات المحلية والانظمة البيئية في المناطق المعرضة للتصحر في العراق ، ان هذه الاستراتيجية تستند إلى  الترابط والتكامل بين المعطيات الاساسية الثلاثة وهي البيئية والاقتصادية والاجتماعية وتهدف الى تحقيق التنمية المستدامة من خلال تطوير سبل المعيشة للمجتمعات المحلية في المناطق المعرضة للتصحر والمحافظة على الموارد البيئية في العراق  .  * وعن  العوامل التي ساعدت على تفاقم مشكلة التصحر  اوضح الدكتور حسين :- سوء ادا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفلام إباحية على أرصفة الباب الشرقي تتحدى الحشمة والقانون!!

السِبَح.. أسرار عميقة وأسعار مرتفعة بعضها يعادل الذهب

الجمعية الانسانية: قوانين التقاعد لم تنصفنا أبداً

(شيء لا يخطر في بالكم) أهم مكونات العطر المزيف

كل شيء عن المخدرات فـي العــراق .. أنواعها ... مصدرها.... وطرق دخولها

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram