TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نافذة المواطن: انـهــا أجــهــزة رصــد فـــاســـدة

نافذة المواطن: انـهــا أجــهــزة رصــد فـــاســـدة

نشر في: 11 ديسمبر, 2009: 05:40 م

سها الشيخلي تزايد أعداد السيطرات ونقاط التفتيش وسط بغداد ومداخلها يدعو الى الاطمئنان رغم الازدحام الناجم عنها والتأخير في الوصول الى العمل او الى الطبيب في حالة وجود مرض عارض، وعندما كنا نشكو ذلك لرجال خطة فرض القانون كان الجواب جاهزا لديهم
 وهو (حياة المواطنين أغلى وأثمن من كل تأخير)، وغالبا ما كنا نحاول تصديق ذلك! ونشعر بالارتياح لدى مشاهدة أجهزة الرصد (السونار) وهي تدور حول السيارة لتؤشر وجود زجاجة العطر التي لا تخلو منها حقيبة امرأة.. ونضحك مع رجل السيطرة وهو يشم العطر ويسال عن اسمه.. ونشعر بالارتياح لتلك الإجراءات رغم كونها تضعنا في موقف المتأخرين عن كل المواعيد. ولكن مؤخرا لم تكن تلك الأجهزة بالكفاءة ذاتها رغم كثرتها، فباتت لا تستدل على زجاجة العطر ولا حتى على المسدس.. الذي كان يحمله جارنا سائق سيارة الأجرة الذي كنت استعين به في الوصول الى الجريدة، وقبل أيام أوقفنا رجل السيطرة ودار دورة كاملة حول السيارة، ثم سمح لنا بالعبور من نقطة التفتيش، فالتفت الي سائق السيارة وقال ضاحكا ومستغرباً: أية أجهزة هذه تلك التي لم تستدل على مسدس عيار7 ملم؟! قلت له وأنا أيضاً احمل ممنوعات ! فلدي زجاجتان للعطر بدل الواحدة! ومررنا من خلال عدة نقاط للسيطرة والتفتيش حتى وصلنا الى شارع السعدون، وكل السيطرات لم تكتشف لا المسدس ولا زجاجات العطر ما أكد شكوكنا في ان تلك الأجهزة عاطلة عن العمل تماما! وان استيرادها كان عشوائياً! وان المبالغ التي صرفت لشرائها بحاجة الى إعادة نظر، والا كيف نفسر دخول سيارات مفخخة يوم الثلاثاء الدامي لتحصد أرواح مواطنين أبرياء لا ذنب لهم سوى انتمائهم لهذا الوطن؟ الموضوع برمته تفوح منه رائحة الفساد ونتمنى ان لا يمرر هكذا بسهولة، وان لا يجري التعتيم على ملفات التحقيق كما حدث ذلك في الأربعاء الدامي والأحد الدامي، واليوم نضيف الثلاثاء الدامي، ولا ندري هل ستدخل بقية أيام الأسبوع مسلسل (الدامي)؟ فما فائدة نقاط السيطرة والتفتيش الكثيرة وأجهزة الرصد العديدة اذا كانت كلها غير قادرة على إشاعة بصيص من الأمن للمواطن القلق على حياته؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram