عدنا إلى ارض الرياض..نستجمع ذكريات الأمجاد وبطولاتهم وننثر شذى الوفاء لدورة الخليج، فنحن أبطالها بالثلاث، ووصل الرحم بإخوتنا لن ينقطع.. فالولادات العظمية لنجوم كرتنا نَزَفت الدم والعرق وأطلقت صرخة "أنا عراقي" أقتفي أثـر أقدام الأجداد على رمال الخليج وأبادل الأشقاء المحبة لنكتب التاريخ بعفوية مهما اشتد أوار حروب الكرة.
إنها اللحظات المهيبة التي يقطع ملعب الفهد "درّة الملاعب" شريط افتتاح الدورة 22 بين ظهراني أهلنا في السعودية بعد أن أنجزوا كل تحضيرات الوئام الخليجي حيث نجتمع بين الفينة والأخرى تحت خيمة "الشركاء" ، نتسامر على مشعل قهوة الصراحة ونتدفأ من لهيب تشجيع الجماهير لمؤازرة البطل بعيداً عن جنسيته طالما أن رباط دورة الخليج إنساني ينبذ التعصب أو القدح بشرارات التنافس اللئيم.
أنا عراقي وألتحفُ بعباءة وحدة الدورة إلى جوار إخوتي في السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وعُمان واليمن لنُسهم معاً في بناء جيل سَمِح يقف على أعتاب تحدٍ لظروف صعبة ، تلسعنا جمارها جميعاً من دون أن تحرق آمال شبابنا وتطلعاتهم في العبور إلى زمن المعجزات لبناء جسور الثقة بينهم بهدف الدفاع المشترك وسط ملعب الإرادة عن حلم المستقبل الأخضر.
وهاهم أسود الرافدين أعلنوا عزمهم على استعادة ألقهم واسترجاع صفحات الخلود من أيام البطولات ، يتفحصون وجوه الفرسان الأوائل من كتيبة ماكلنن في الدوحة 76 يوم زحفوا أول مرة لمزاحمة الكويت على اللقب قبل أن يحتضنوا أول كأس ليرووا ظمأ جماهير العراق في دورة بغداد حاضنة جراحات العرب ومُجبرة خواطر أساهُم في نهايات العقد السبعيني لتكون لهم (أم الوفاء) طوال مجريات الدورة الخامسة التي لوّح شيخها عمو بابا بعلامة النصر فوق منصة ملعب الشعب متوسطاً فرسان الزمن الذهبي بابتسامة لم يعرف سرّها إلا من تضرَّج بدموع الهزيمة على يـده !
الحب قانون الشركاء وعِماد ثقتهم بمشروع العمر، فما بالنا بدورات سعيد غراب وخالد بلان وجاسم يعقوب وفلاح حسن وناصر خميس وماجد عبد الله ومنصور مفتاح وحمود سلطان وحسين سعيد وعدنان ضيف وعلي النونو وغيرهم ممن أفنوا حياتهم من أجل فرحة جمهور الخليج بعرس الدورة ، فلمَ الحزن على تأخر اعتراف (فيفا) بها ولدينا بصمات ملايين المحبين من عام 70 حتى الآن ماتوا وعاشوا ولم يبدلوا أو يبيعوا أو يساوموا على إرث الأجداد (كأس الخليج) مهما حاول البعض دقّ أسفين في أزمات المنطقة.
في الوقت الذي تدقّ قلوب العراقيين توجساً من عرض أسود الرافدين أمام الكويت غداً بعدما تاه مدربهم في قارب مصلحته تاركاً أسلحة المواجهة التكتيكية صدِئة بيأس التحضير الذي لم يستطع مقاومته قائدهم مُعلناً انسحابه بذريعة إصابته ! يعاود النداء الوطني رفع المعنويات من جديد لتنبيه أسودنا " تأريخ دورة الخليج يبدأ من حيث ينتهي اللاعبون من قراءة سِفر أسلافهم " والرياض ستفتح صفحة بيضاء لمن يجيدون اللعب النظيف والتنافس الشريف من اجل أوطانهم ولا يتمرغون في وحل الفضيحة!
ومن ناحيتنا شرعنا بتجهيز حملات الدعم الإعلامي والفني والجماهيري عبر(المدى الرياضي) انطلاقاً من الواجب الوطني أولاً وتواصلاً في التمثيل المشرّف للصحافة الوطنية في التنافس المهني الخليجي إيماناً بريادة الكلمة الحرة في صناعة نجوم الدورة ومساندة المنتخبات في بلوغ ذروة الاستعداد للبطولة الأكثر تأثيراً في أجندات اتحاداتها (أمم آسيا – سيدني) وتفاعلاً مع الحدث الإنساني في المنطقة وهو يجمع شبابها على هدف أغلى من اللقب بأن مصير الإخوة الثمانية واحد وتماسكهم عتيد ولحمتهم أقرب من الوريد.
مصير أخوة الخليج
[post-views]
نشر في: 12 نوفمبر, 2014: 09:01 م