أعلنت روسيا أنها ستبني ما قد يصل إلى ثمانية مفاعلات نووية جديدة في إيران، وذلك قبل اثني عشر يوما من انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، بين طهران والدولة الست الكبر ى. ويهدف الاتفاق، الذي توصلت إليه روسيا وإيران، إل
أعلنت روسيا أنها ستبني ما قد يصل إلى ثمانية مفاعلات نووية جديدة في إيران، وذلك قبل اثني عشر يوما من انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، بين طهران والدولة الست الكبر ى.
ويهدف الاتفاق، الذي توصلت إليه روسيا وإيران، إلى بناء مفاعلين نوويين، مع إمكانية بناء ستة مفاعلات أخرى في المستقبل.
وتتفاوض الدول الكبرى، بما فيها روسيا، مع إيران من أجل وقف برنامجها النووي وسط مخاوف من أنها تسعى لتصنيع قنبلة نووية.
ومن المقرر أن يلتقي دبلوماسيون من الجانبين لإجراء آخر جولة من المفاوضات الأسبوع القادم، وليس من الواضح بعد كيف سيكون انعكاس الاتفاق الروسي الإيراني على هذه المفاوضات.
وتسعى القوى الكبرى، وهي الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا والصين، إلى إقناع طهران بتخفيض مستوى تخصيب اليورانيوم، إلى ما دون المستوى المطلوب لتصنيع سلاح نووي.
وعرضت تلك الدول رفع العقوبات عن إيران مقابل ذلك.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إنه: "متفائل بدرجة معقولة" بالتوصل إلى اتفاق، خلال الجولة المقبلة من المفاوضات.
ومن المعتقد أن إيران ترغب في الحصول على مساعدة في برنامجها النووي المدني، مقابل خضوع منشآتها لمزيد من التفتيش.
ونقلت تقارير إخبارية روسية عن رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قوله إن الاتفاق على بناء مفاعلات جديدة يمثل "نقطة فارقة في تطور العلاقات بين البلدين".
وسيُبنى اثنان من المفاعلات النووية في موقع بوشهر النووي، حيث بنت روسيا المصنع وأول مفاعلاته النووية، وبدأ تشغيله في عام 2013.
يعمل المفاعل النووي الموجود في بوشهر بالوقود النووي الروسي
وقالت شركة الطاقة النووية الروسية (روساتوم) إن البناء سيتم تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووفقا لضمانات عدم انتشار الأسلحة النووية.
ويسمح الاتفاق ببناء مفاعلين جديدين في بوشهر، وأربعة أخرين في موقع آخر.
وستزود روسيا إيران بالوقود النووي، وتسترده بعد استنفاده لإعادة معالجته وذلك وفقا لـ"روساتوم".وتطبق آلية مشابهة، صممت لمنع استخدام إيران الوقود النووي في تصنيع قنبلة نووية، بالفعل في مفاعل بوشهر النووي، والذي تم بناؤه بمساعدة روسية.
وقد يؤدي الاتفاق الأخير إلى تصنيع إيران أجزاء من قضبان الوقود النووي المستخدم في المفاعل.وقالت شركة روساتوم في بيان على موقعها الإلكتروني إن روسيا وإيران "ستدرسان" جدوى "تصنيع مكونات قضبان الوقود النووي" في إيران.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن مزيد من التفاصيل، ونقلت عن شركة روساتوم قولها إن قضبان الزركونيوم المغطى يمكن أن تنتج في إيران، لكن اليورانيوم سيستمر إنتاجه في روسيا. ويعارض بعض منتقدي البرنامج النووي الإيراني أي نقل للتكنولوجيا النووية إلى طهران، مخافة أن تستخدمها في تطوير أسلحة نووية.
من جانبها تنفي إيران صحة المزاعم الغربية بأن برنامجها النووي يهدف لإنتاج أسلحة نووية، وتصر على أن برنامجها ذو طبيعة سلمية يهدف لإنتاج الطاقة وخدمة القطاع الطبي.يبدو الاتفاق الروسي على بناء مفاعلين جديدين في موقع بوشهر بإيران، مع إمكانية بناء ستة آخرين في المستقبل، متعارضا مع جهود الدول الغربية لعزل النظام الإيراني.
لكن ربما يكون لهذا الاتفاق في النهاية انعكاس إيجابي على الأزمة المستعصية بين طهران وغالبية المجتمع الدولي.
وبينما تخطط روسيا لتقديم بعض المساعدة لإيران في تصنيع الوقود النووي، فإن كل المفاعلات، مثل بوشهر، ستعتمد بالأساس على الوقود الروسي.
وتقول كل المؤشرات إن الوقود المستنفد سيتم إعادته إلى روسيا لإعادة معالجته.
وتصر إيران بوضوح على الاحتفاظ بقدرات كبيرة على إنتاج اليورانيوم المخصب بنفسها.ويعد مستوى تخصيب اليورانيوم واحدة من النقاط الخلافية الرئيسية، التي ستتناولها المفاوضات بين إيران والدول الكبرى المقرر أن تنتهي خلال الشهر الجاري.وربما يعزز الاتفاق الروسي الثقة في أي جهة في إيران تتطلع إلى التوصل لتسوية.من جانب اخر أبدى دبلوماسي روسي كبير تفاؤلا يوم امس الأربعاء إزاء إمكانية التوصل لاتفاق هذا الشهر بين القوى العالمية وطهران على الحد من البرنامج النووي الإيراني رغم وجود "فجوات عميقة" فيما يتعلق ببعض القضايا.وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن روسيا تفعل كل ما بوسعها للمساعدة على التوصل لاتفاق من شأنه تقديم ضمانات للغرب على أن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية لا يهدف إلى صنع أسلحة.
وتلزم مهلة غايتها 24 نوفمبر تشرين الثاني القوى الست وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بجانب ألمانيا وإيران بالتوصل لاتفاق قد يسمح أيضا بتخفيف العقوبات الاقتصادية الغربية على طهران.ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ريابكوف الذي شارك في أحدث مفاوضات بين الجانبين في العاصمة العمانية مسقط هذا الأسبوع قوله "لا نفكر في احتمال عدم التوصل لاتفاق بحلول 24 نوفمبر. نركز تماما على المهمة التي أمامنا على أساس أن هناك فرصة وهي ليست بالصغيرة. لا يمكن أن نضيعها."
وعلاقة روسيا بإيران أفضل بالمقارنة مع علاقة القوى الأخرى بطهران التي تؤكد أن أهداف نشاطها النووي سلمية بحتة. وتساهم روسيا عن كثب في تطوير برنامج الطاقة النووية في إيران كما افتتحت بالفعل مفاعلا في بوشهر. وقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم بسرعة قد تفتح الباب أمام صنع الأسلحة أحد المخاوف الغربية الرئيسية.