عند منتصف سنوات الستينات — لا تواتيني الذاكرة بتفاصيل الشهر والسنة — كنت أحرر ركن السطور الأخيرة في جريدة الجمهورية ، وليس بوسعي - حتى الآن - نسيان عنوان حلقة تاريخية: لماذا الكاليبتوس وليس النخيل؟ دعوت فيه أمانة العاصمة التي كانت تباشر بدأب وهمة، زراعة شجيرات الكاليبتوس في جزرات الشوارع الرئيسة . وناشدت المسؤولين استبدال الكاليبتوس بفسائل اكرم الشجر ( النخيل ) .
لم يمض أسبوع على النشر ، حتى فوجئت برسالة من أمانة العاصمة ، تشكرني فيها على الملاحظة ، وتأخذ الرأي على محمل الاعتبار ، وتباشر بزراعة النخيل عوضا عما عداه من الأشجار سيما في الجزرات الوسطية في شوارع المطار والمنصور واليرموك ..و..و..
مناسبة هذي المقدمة — التي انزهها عن الإشادة اللقيطة او تضخيم الذات —ما نلمسه من تجاهل ( شبه تام ) لما ينزفه الكتاب والصحفيون من حرص وقلق وهم يتصدون للمظاهر المدانة التي يعاني منها المواطن ، ولا تجد لها آذانا صاغية ، وفي شتى الحقول : الصحية والخدمية والتعليمية و…….
كتبت وكتب غيري عشرات بل مئات المقالات حول الطلبة المهجرين والنازحين من المناطق والمحافظات الساخنة ، وانتظرنا آن يستجيب المسؤول لمعاناتهم — وهم عمود خيمة الوطن وثروته الحقيقية— ولكن دون جدوى .
يطمح أولئك الطلبة وأولياء أمورهم. بقرار تاريخي حكيم ، يضمن للنازحين حقوقهم في الدراسة في جامعات العراق كافة . وإذا كان العذر الجاهز ، التعلل بالقدرة الاستيعابية لمدارج الدراسة وطاقة الكادر التدريسي ، فلا بد من البحث الجاد عن حلول أخرى لا نراها تستعصي على اهل العقول الراجحة ، منها ما اقترحه احد أولياء الطلبة : ان يجري تسجيل الراغبين بمواصلة الدراسة في جامعات العاصمة ، او المحافظة ويحصلوا على المحاضرات مطبوعة ، وفي الكليات العلمية تكثف لهم ساعات المختبرات ، والدروس العملية ، ليسمح لهم بعد ذاك تقحم عرين الامتحانات : الفصلية والنصف سنوية وامتحانات نهاية العام ، أسوة بطلبة الامتحانات الخارجية للصفوف المنتهية.
عسى ان لا تضيع هذي الإلتماسة سدى. ولا يهمل أ ي حل - معقول -آخر يضمن للطلبة إعادة حقوقهم المهدورة - رغم إرادتهم -، ويقيهم التشرد والعطالة والضياع .
أذن من طين.. أذن من عجين
[post-views]
نشر في: 12 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
د عادل على
لورى مملؤ بشقاوات البعث ومرسدس بنز لحردان تكريتى واحمد حسن البكر فى ليله 16 تموز 1968 تحركوا للسطو على قصر يسمى جمهوريا بعد ان فتح لهم سعدون غيدان بوابه الدبابات-------وهكدا ولدت ابشع دكتاتوريه جاهليه التى صنت الحروب ضد الشيعه والكورد وايران والكويت وكل
وسام
هذا هو السؤال الذي يؤرقني دائماً ! الاتوجد اذان تصغي لهولاء الكتاب؟ أليس الانسان فكر و مشورة؟ كيف لي مثلا بخطة جيدة للتعليم اذا لم اسمع و اقرأ لأهل الفكر والاختصاص والمشورة والخبرة؟ لذلك عندما يأتي وزير بدون احترام للكلمة وحتى ان كان من حملة الشهادات العل